دائما العقار يظل أحد الحلول الهامة أمام راغبي الاستثمار بوجه عام وأيضا كأحد مخازن القيمة الهامة جدا في أوقات انخفاض القيم الشرائية للعملات أو كوسيلة لادخار الأموال في أحد الأصول الثابتة، يأتي دائما العقار في مقدمة تلك الاختيارات الاستثمارية ليس فقط في دول الشرق الأوسط بل في العالم أجمع وذلك بسبب زيادة معدل النمو السكاني وارتفاع معدلات الطلب العالمية على العقارات.
مفهوم الاستثمار العقاري:
الاستثمار العقاري أحد أفرع الاستثمار الذي يحتاج إلى وقت طويل بشيء من المقارنة بباقي ألوان الاستثمار الأخرى مثل الذهب والأسهم والاستثمار الإنتاجي، فالمستثمر العقاري مثل مستثمر الأسهم كلاهما يقوموا بالشراء ولكن المدروس جيدا على توقعات مستقبلية وتقديرات حالية وبناء عليها يتم بمقتضاها الشراء أو صرف النظر عن تلك العملية كلها ولكن الاختلاف في الفترة الزمنية اللازمة للاستثمار.
دائما مستثمر الأسهم يلجأ إلى العمليات القصيرة أو المتوسطة المربحة حتى ولو بهامش ربح بسيط وكذلك حركة شراء الأجانب للأسهم أو التخلص منها كذلك المراكز المالية للشركات صاحبة الأسهم، أيضا في نفس السياق الإشاعات التي تصدر أحيانا بشكل متعمد وتلعب دورا هاما في تغيير قيمة السهم خلال فترة محددة وتؤثر في حركة التداول، علاوة على ما تقوم به الشركة من مشروعات أو مستحوذات في السوق أو إندماجيات مع كيانات أخرى كل ذلك يؤثر .
وهذا على خلاف العقار فهو في الغالب يحتاج إلى فترة زمنية طويلة نسبيا بالمقارنة بأوجه استثمارات أخرى وهذا أساس “الاستثمار العقاري” وهي الفترة الزمنية التي يتم على أساسها تغير في معدلات الطلب وذلك وفقا لنوعية العقار والدولة والمدينة بل تصل إلى الحي الذي يقع فيه العقار ذاته بشأن توقعات الطلب عليها مستقبلا.
أنواع الاستثمار العقاري:
هناك عدة أنواع من الاستثمار العقاري:
الاستثمار العقاري في المنشآت الصناعية:
البعض يفضل في الاستثمار العقاري البعد الصناعي لها أي اللجوء إلى شراء أراضي تصلح لبناء مستودعات أو مصانع والعمل على بيعها أو تأجيرها من قبيل B2B أي العناصر المكملة للنشاط الصناعي سواء بالبيع أو التأجير وهي من الأنشطة الاستثمارية العقارية الناجحة أو استغلال قطعة أرض وبناء مشروع عليها والعمل على تأجيره للآخرين والحفاظ على الأصل ولكن استغلاله بالتأجير إما المنتهي بالتملك أو لفترة معينة مع رجوع الأصل وما عليه للمالك الأصلي.
الاستثمار العقاري السكني:
شريحة من شرائح الاستثمار العقاري والتي عليها إقبال كبير من قبل المستثمرين العقاريين هو استغلال قطعة أرض أو وحدة سكنية بدافع التأجير أو البيع طوال العام.
الاستثمار العقاري المختلط:
وهي إحدى صور الاستثمار المنتشرة في الأون الأخيرة أن يجعل العقار أكثر من شكل سواء استثمار سكني أو تجاري أو صناعي وهناك البعض يلجأ إلى ما يسمى “صناديق الاستثمار العقاري” عن طريق شراء أسهم في الشركات العقارية داخل الصندوق والبيع والشراء داخل تلك الأسهم وفقا لحجم الاستثمار العقاري وقوة الشركات وحجم الطلب والعرض داخل الدولة التي بها الصندوق ولعل أغلب “الصناديق السيادية” لدول العالم تعتمد على الاستثمار العقاري بنسبة لا تقل 20% من إجمالي أصول تلك الصناديق السيادية.
أساسيات الاستثمار العقاري الناجح:
لراغبي بناء وإنشاء محافظ عقارية استثمارية أن يكون قادر على الإلمام بمبادئ الاستثمار العقاري وحجم الطلب والعرض والتوقعات الخاصة بها والتي على أساسها يتم احتساب قيمة العقار الحالية والمستقبلية المتوقعة في ظل هامش من المخاطر هناك بعض المبادئ الأساسية في الاستثمار العقاري لابد من أن توضع في الاعتبار عند البدء في عملية الاستثمار:
الاستثمار في العقار القائم بذاته:
يفضل لراغبي الاستثمار العقاري أن يقوموا بالتركيز على العقارات القائمة بالفعل كالعقار السكني أو التجاري أو
الصناعي وليس العقار غير مجهز والذي يحتاج إلى تمويل كبير وهي تكلفة غير ثابته ومتغيره وفقا لأسعار صرف
الدولار وكذلك العرض والطلب والتقلبات الاقتصادية وتغيير في حركة الطلب ويشترط وجودها في منطقة واعدة
وجاذبة.
الإلمام بكافة الأخبار العقارية:
المستثمر العقاري الناجح هو من يشاهد ويتابع المشهد العقاري من المنظور الأكبر ويلزم عليه في ان يتابع كافة
تصريحات كبار العقاريين والتصريحات وحركة المشاريع الخاصة بهم من حيث التوسع الأفقي والتسعير والمناطق
التي عليها كثافة وتوجه استثماري.
الاستثمار طويل الأمد:
الاستثمار العقاري في الأساس هو استثمار طويل الأمد فتأسيس محفظة عقارية ليس مثل محفظة الأسهم والسندات
فهي تعتمد على إطالة أمد الاستثمار من أجل التغير في معدلات الطلب والتسعير وذلك وفقا لمعطيات العقار ذاته.
الشراء بهدف الربح:
يلزم أن يكون الدافع من وراء الاستثمار العقاري هو الربح وبالتالي المستثمر العقاري لابد أن يضع في اعتباره
معطيات العقار المربح على المدى الطويل وأن ينتقي المحفظة العقارية ذات الفرص الاستثمارية الواعدة والاختيار
الجيد ويجوز الاعتماد على آراء الخبراء.