مشاريع الدجاج البياض إحدى الاستراتيجيات التي اتبعتها المملكة البحرينية في سبيل تطوير مجالات الاكتفاء الذاتي الخاصة في تصنيع الغذاء محليًا، مما يدعم قطاع الصناعة الغذائية. لذلك من الضروري القيام بدراسة عميقة لهذا المشروع بهدف ضمان نجاحه، وتحقيقه للأهداف المرجوة على مستوى الفرد والدولة. وإليك فيما يلي أهم الأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار عند الاستثمار في هذا المجال.
أمور هامة في دراسة مشروع الدجاج البياض في البحرين
يتضمن هذا النوع من المشاريع مجموعة من الخطوات والمعاير التي يجب أخذها بعين الاعتبار منذ لحظة التفكير وصولًا إلى مرحلة الانتاج والتسويق. ومن هذه النقاط نذكر ما يلي:
دراسة رأس المال اللازم للمشروع
حيث من الضروري معرفة كل التكاليف اللازمة لجميع مراحل المشروع من إنشاء وتشغيل وانتاج. ومن هذه التكاليف:
- التكاليف الثابتة على سبيل المثال شراء الأرض، وتجهيز المبنى.
- التكاليف المتغيرة مثل الأدوات والأعلاف.
- تكاليف الرعاية والخدمات كاللقاحات، بالإضافة إلى مختلف أنواع العناية الصحية.
- تكاليف التشغيل المتمثلة بأجور النقل والتسويق، بالإضافة إلى أجور العمال.
- رصيد احتياطي يعادل 10% من إجمالي المصروفات الفعلية، مما يضمن الاستعداد لمواجهة الكوارث المفاجئة.
تأمين مسكن مناسب للتربية
يؤثر المسكن تأثيرًا كبيرًا على نجاح مثل هذه المشاريع، لذلك يجب اختياره مع مراعاة ما يلي:
- اختيار موقع مناسب بحيث يكون قريبًا من الأسوق والطرق الرئيسية، مما يقلل تكاليف النقل. مع الحرص على وجود مصدر للمياه النظيفة، بالإضافة إلى خطوط الهاتف والكهرباء.
- تحديد نوع المسكن، حيث يوجد مساكن خاصة بالتربية المفتوحة، ومساكن خاصة بالتربية المغلقة. مع العلم أن كلا المسكنين يصلح لتربية الدجاج البياض، ولكن يفضل اختيار التربية المغلقة بسبب الظروف البيئة ذات درجات الحرارة المرتفعة في البحرين.
- اختيار مساكن ذات مساحة مناسبة لعدد الطيور المراد تربيتها.
تغذية الدجاج
يفضل تغذية الطيور بأعلاف جاهزة ذات قوام ناعم. ومن مصانع أعلاف جيدة السمعة على سبيل المثال “شركة دلمون للدواجن” المتواجدة في البحرين. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لكل فئة عمرية نوعًا خاصًا من التغذية وفق التالي:
- العليقة الخاصة بالكتاكيت: تقدم للفراخ منذ لحظة الأولى وحتى عمر 8 أسابيع. وعادةً ما تحوي على 18% بروتين و2900 كيلو كالوري، ويضاف إليها مضادات كوكسيديا، والحصى بصفة مستمرة.
- عليقة بداري: تعطى للطيور من عمر 8 أسابيع، وتستمر حتى يصبح عمرها 21 أسبوعًا. وتتكون من ألياف خام بنسبة تتراوح بين 3 و4%، وكالسيوم بنسبة 8%. كما يجب أن تحتوي على كمية من الأحماض الأمينية والبروتينات.
برنامج تحصين الدجاج البياض
تتميز فترة تربية الدجاج البياض بطولها إذا ما تم مقارنتها بفترة تربية دجاج اللحم، حيث تمتد هذه الفترة بين 72 و80 أسبوعًا. تحتاج خلالها الطيور إلى برنامج لقاح منظم يمتد على طول هذه الفترة، بما فيها من اللقاح الزيتي أي الميت، وذلك قبل بداية إنتاج البيض، مما يضمن الحصول على مناعة طويلة اتجاه الأمراض الشائعة لدى الدجاج. والتي نذكر منها ما يلي: مرض النيوكاسل، ومرض التهاب القصبات المعدي، ومتلازمة انخفاض انتاج البيض.
تمويل مشاريع الدجاج البياض في البحرين
يوجد في البحرين مصارف تقدم قروضًا لدعم وتمويل المشاريع الاستثمارية ضمن قطاعات الثروة الحيوانية. ومن هذه المصارف بنك البحرين للتنمية الذي يقدم قرضًا خاصًا بالتمويل الزراعي. ويدعم عدة مجالات منها تربية الدواجن والثروة الحيوانية إلى جانب الزراعة المحمية بما فيها من معدات زراعية، ووسائل ري حديثة.
حيث تصل قيمة القرض إلى 15 ألف دينار بحريني. ويتميز بمرونته حيث تصل مدة السداد إلى 7 سنوات مع فترة سماح مدتها 6 أشهر، حيث يبدأ سداد هذا القرض بعد فترة السماح. ويشترط للحصول عليه ما يلي:
- أن يكون المقترض حاملًا للجنسية البحرينية، ويتراوح عمره بين 21 و55 عامًا، ويتمتع بلياقة صحية لا بأس بها.
- أن يكون مالكًا لعقار الاستثمار أو ضامنًا له سواء كان أرضًا أو مساكن خاصة بالتربية.
- التعهد باستغلال القرض في تمويل الخدمات التي ذكرت سابقًا.
- يتطلب وجود ضمانات، وشهادة راتب خاصة بالكفيل مع تخويل بالموافقة على الخصم من الراتب في حال تخلف المقترض عن الدفع. بالإضافة إلى الأوراق الثبوتية المتمثلة بالبطاقة السكنية والهوية الشخصية أو جواز سفر.
وأخيرًا يجدر القول إن مشاريع الدجاج البياض في البحرين من المشاريع المهمة التي لها دور كبير في تنمية الثروة الحيوانية. ولكن على الرغم من تشجيع الدولة للمواطنين على الاستثمار في هذا القطاع إلا أن قلة الوعي والسعي وراء الربح دفع الكثير من الناس إلى التهور وعدم التقيد بالشروط اللازمة لنجاح عملية التربية على سبيل المثال استخدام الهرمونات في عمليات التغذية.