لابد من دراسة جدوى مشروع تربية دودة القز وإنتاج الحرير، لضمان نجاح المشروع وتحقيق الأرباح. حيث يميل الكثير من الناس إلى المشاريع التجارية الناجحة، ذات التكلفة المالية المنخفضة. مما يمكنهم من كسب المال لتغطية نفقاتهم. وفي هذا المقال سنتحدث عن إحدى تلك المشاريع التي من الممكن أن تكون ذات نفع اقتصادي كبير سواء على مستوى الفرد أو الدولة. لذلك تابع معنا مشروع تربية دودة القز.
التعريف بدودة القز
دودة القز أو كما تعرف بدودة الحرير هي تلك اليرقة التي تنتمي لفصيلة الفراشات. يوجد في فمها غدد لعابية تسمى غدد الحرير. وتفرز سائل لزج عن طريق فتحات صغيرة تسمى المغازل. وتتميز دودة القز أنها ذات جسم سميك يغطيه الشعر، ويبلغ طول جناحيها حوالي 3-4 سم، وما يميز الدودة أنها لا تأكل أثناء فترة البلوغ. تضع أنثى الفراشة الكثير من البيوض ذات اللون الأزرق وتقدر بحوالي 400 بيضة، ثم تموت الأنثى مباشرةً بعد وضع البيوض. بعدها تفقس اليرقات وتخرج منها البيوض بعد حوالي 10 أيام من وضعها. ويقدر طول اليرقة حوالي 0.5 سم، وتستمر بالنمو حتى يصبح طولها 7 سم عند البلوغ. تعتمد اليرقات في غذائها على أوراق الأشجار مثل البرتقال والخس وأفضلها أوراق التوت، الذي ينتج عنه أفضل أنواع الحرير من حيث النعومة والمتانة.
مراحل إنتاج الحرير من دودة القز
بالـتأكيد لا يكتمل مشروع إنتاج الحرير بدون مساعدة الإنسان لتهيئة البيئة المناسبة للدودة، وتوفير الغذاء والحاضنات لتربية الديدان. قبل تربية الديدان يجب الاعتماد على نوعية الغذاء ودراسة إمكانية زراعته في المنطقة المجاورة وهي أول وأهم خطوة في المشروع.
بعدها ننتقل إلى إنتاج البيض من الديدان أو شراءه من مصادر موثوقة وموصى بها من قبل وزارة الزراعة لضمان جودتها. كما من الضروري تربية الديدان في غرفة ذات درجة حرارة ورطوبة مناسبة حتى تتم عملية إنتاج الشرانق حولها. ومن ثم حل الحرير الناتج بقتل الديدان في الماء المغلي حتى لا تخرج من الشرانق ويتخرب الحرير. لتأتي الخطوة الأخيرة في المشروع والتي تتجلى في استخراج الحرير وصناعة المنسوجات والملابس منه أو بيعه وتسويقه إلى مصانع الملابس.
التغذية المطلوبة في مشروع تربية دودة القز
صحيح أن أوراق التوت هي الغذاء المناسب والمفضل لدودة القز. ولكن هنالك قواعد وأسس يجب عليك معرفتها حتى لا تقع في أخطاء التغذية العشوائية:
- توفير الغذاء للديدان على عدة وجبات في أوقات محددة، وثلاث وجبات يوميًا هو الأنسب لها في الصباح، والظهر، والليل.
- تجنب تقديم الوجبات التي تحتوي على أوراق التوت الناضجة.
- تبدأ التغذية على براعم التوت البالغة من العمر 50 يومًا.
- تقدر الكمية المطلوبة من البراعم بحوالي 450 كج.
- حفظ البراعم في ساعات الصباح الباردة على ارتفاع 1م عن الأرض، وتغطيتها بقماش نظيف مبلل ومعقم.
- فصل الديدان التي يشتبه بها بأنها مريضة حتى لا يحدث التلوث ونقل العدوى للديدان السليمة.
درجة الحرارة والرطوبة المناسبة لتربية دودة القز
بالتأكيد في غرف تربية دودة القز يجب توفر المبردات ومقاييس الحرارة والرطوبة، مما يتيح إمكانية التحكم بها في كل مرحلة من مراحل نمو دودة القز. والتي يجب أن تكون وفق التالي:
- في المرحلة الثالثة لليرقات يجب أن تكون درجة الرطوبة في الغرفة حوالي 80%، ودرجة الحرارة 26 درجة مئوية.
- في المرحلة الرابعة يجب تخفيض درجة الحرارة والرطوبة، حيث تصبح درجة الرطوبة حوالي 75 % ودرجة الحرارة 25 درجة مئوية.
- أما في المرحلة الخامسة وهي المرحلة الأخيرة، فيجب ضبط درجة الرطوبة لتصبح 70%، ودرجة الحرارة 24 درجة مئوية.
- يجب أن تحتوي الغرفة على مصدر تهوية جيد لتبريد جسم الدودة في فترة تربيتها.
دراسة جدوى مشروع تربية دودة القز
من المعروف أن سيتعرض أي مشروع تجاري للفشل وخسارة رأس المال في حال عدم الدراسة الجيدة له، وتحليل كل المعطيات المتعلقة به. وهذا ما يعني دراسة جدوى المشروع بشكل مفصل. لذلك سنعرض أبرز النقاط التي يجب عليك معرفتها قبل البدء بمشروع تربية دودة القز:
- دراسة إمكانية زارعة شجر التوت في منطقتك، بالتأكيد لا يمكن زراعة هذا النوع من الأشجار في جميع البلاد، لأنها تتطلب نوعية مناخ معينة من ناحية درجات الحرارة وخصائص التربة.
- دراسة وضع سوق الحرير، حيث من الممكن أن تكون المنافسة عالية في السوق، وهنالك كميات ضخمة من المواد الخام، مما يسبب تدهور سعر الحرير الخام.
- حساب تكاليف الإنتاج من حيث سعر شراء البيوض، وبناء غرف التربية وتجهيزها بالمعدات اللازمة من سخانات ومبردات، ومقاييس درجة الحرارة والرطوبة.
- علاوة على ذلك يجب حساب أجور نقل الحرير الخام من المشروع إلى مصانع الملابس، وتعد هذه من أهم الخطوات. حيث يقع الكثير من الناس في خطأ افتتاح مشاريع ضمن مواقع بعيدة عن سوق البيع، مما يجعل تكاليف النقل عالية جدًا.
- ضمان توفر مواد التعقيم والحاضنات، ومعرفة تكلفة كل منها.
في الختام، يمكن القول إن مشروع تربية دودة القز مشروع مربح، ولكن من الضروري اتباع القواعد والشروط المذكورة لضمان نجاحه وتحقيق الأرباح المطلوبة. ولعل من أفضل الطرق في ذلك دراسة جدوى المشروع بدقة.