تعد تصفية العسل من الشمع من أهم الأمور التي يجب على مربي النحل أن يتقنها، حتى يتمكن من حصول على عسل صافٍ ذي جودة عالية. من المحتل أن تكون من الأشخاص الذين راودتهم أسئلة كثيرة حول كيفية الحصول على عسل نقي خالٍ من الشوائب، رغم الكثافة التي يتمتع بها. هيا بنا لنطلعك على أهم ما يتعلق بهذا الخصوص من خلال مقالنا التالي.
كيف ينتج العسل؟
تُعَد عملية إنتاج العسل من العملياتِ المعقدة التي تتميز بالتنظيم والدقة بشكٍل كبير. حيثُ ينتج النّحل العسل خلال الفصول الدافئة بشكل عام، وفي فصل الربيع بشكل خاص. وذلك لإعادة استهلاكه خلال الفصول الباردة. ويمر انتاج العسل بالخطوات التالية:
- امتصاص رحيقُ الأزهار
كما تعام أن المكون الأساسي في عمليةِ إنتاج العسل هو الرحيق، الذي يعد مادةً سكريةً سائلةً تفرزها الأزهار لجذب الحشرات لتلقيحها، إذ يمتص النحل الرحيق بواسطةِ لِسانُه الطويل ذي الشكل الأنبوبي، ليخزنه في معدتِه الإضافية الخاصة، وخلال فترة حفظه فيها تتغير بنيتهُ الكيميائية بفعل امتزاجه بالإنزيماتِ والعصارات الخاصة، التي تزيد من عمر تخزين العسل.
- تبخير الماء من الرحيق
عند عودة النحل إلى الخلية يدفع العسل إلى النحلات العاملات. وهنا تبدأ عملية تحويل الرحيق بشكل تدريجي إلى عسل من خلال تبخير الماء منه. حيث يحتوي العسل على الماء بنسبة 20%، بينما في الرحيق يصل إلى 70%، لذلك يتخلص النحل من الماءِ الزائد عن طريق ابتلاع وإرجاع الرحيق وتكرار العملية عِدّةَ مرّات، وخلال تلك العملية يفرز النحل إنزيماتٍ خاصَّة إضافية، لحفظ محتوى الرحيق من الزيوت العطرية والسّكر.
- تهوية العسل
توفر النحلات تهويةً للقرص من خلال جناحيها، مما يسرع تبخر الماء من العسل، ويجعله مادةً أكثر لزوجةً. وعندما يتبخّر معظم الماء من قرص العسل، تغلق النّحلات القرص عن طريق شمع العسل.
ما هو شمعُ العسل؟
يعتبر شمع العسل من أهم المواد التي ينتجها النحل بشكل أساسي من سكر العسل. وخلال طور نمو خلية النّحلِ في خِتام فصل الربيع تفرز النحلات العاملات شمع العسل بواسطة غدد الشمع الموجودة داخل فجوات ضمن بطن النحلة. ويعود السبب في فرزه إلى الحاجة لصناعة أقراص العسل. ويتميز الشمع بأنه هش وقابل للكسر، وله استخدامات متعددة في الأطعمة على سبيل المثال: يستخدم كمُحلي، ويضاف كمنكِّه لعدد من الأغذية.
تصفية العسل من الشمع
خلال عملية فرز العسل تعلَق داخله الكثير من الشوائب، كالشمع الناتج عن الغطاء الشمعي. لذلك من الضروري تنقية العسل من الشمع قبل إتمام عملية تعبئته للحصول على عسل نقي. وتحدث عملية التصفية بنقل العسل إلى وعاء كبير يسمى المنضج. ويعتبر المنضج وعاءً ذا شكل أسطواني يحوي صنبور من الأسفل، ويوجد وعاء آخر له مصفاتان من الأعلى:
- المصفاه الأولى علوية تحوي ثقوبًا واسعة لها دور في تنقية العسل من بقايا الشمع كبيرة الحجم.
- المصفاة الثانية سفلية التوضع لها ثقوب ضيقة دورها تنقية العسل من البقايا الدقيقة. وقد توضع عند المصفاة الثانية قطعة قماش من الموسلين لها ثقوب ضيقة جدًا للحصول على تنقية ذات جودة أعلى.
مع العلم من الضروري تسخين العسل لتسهيل عملية التنقية خلال الجو البارد. ولا يجب أن يسخن إلى درجة حرارة عالية للحفاظ على جودته ولونه، إذ تؤدي درجات الحرارة العالية إلى تبلور العسل.
فوائد شمع العسل
رغم ميل معظم الناس للعسل الصافي الخال من أي آثار للشمع، لكن لا بد من ذكر فوائد شمع العسل، التي تتجلى فيما يلي:
- مضادًا لبعض أنواع البكتيريا مثل البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية، والسلمونيلا المعوية.
- مضادًا للالتهاب وفقًا لبعض التجارب التي أجريت على الفئران.
- يحتوي الشمع على مادة كحولية لها دور إيجابي في تخفيف الأعراض الجانبية لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- يملك الشمع فوائدًا هامًا للشعر، إذ يستخدم في زيادة نمو الشعر. بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يعيد للشعر حيويته ولمعانه.
- له فوائد متنوعة للبشرة، إذ يعالج حب الشباب بسبب احتوائه على فيتامين A، كما يخلط مع زيت الزيتون ليخفف من أعراض الأكزيما. بالإضافة إلى قدرته على علاج جفاف البشرة بسبب احتوائه على فيتامين E، الذي يساعد على ترطيب البشرة.
وفي النهاية وجدنا أنه على الرغم من أهمية تصفية العسل من الشمع، إلا أن للمادة الشمعية كثيرًا من الفوائد التي يمكن استغلالها في العديد من الاستخدامات.