تربية دودة القز في الأردن

يعتبر مشروع تربية دودة القز في الأردن من أكثر المشاريع الحيوانية نجاحًا. باعتباره المشروع الصغير الذي ينتج أجود أنواع الحرير، وأكثرها متانًة ونعومة. حيث يمكن لدودة الحرير تلك الحشرة الصغيرة أن تكسبك الكثير من الأموال، إذ تستطيع الدودة الواحدة إنتاج ما يقارب 700م من الحرير الخام عالي الجودة. وانطلاقًا من هذه المواصفات اهتمت الأردن كغيرها من البلدان بتربية دودة القز كخطوة لدعم الاقتصاد المحلي. وهذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي.

تربية دودة القز في الأردن

بعد نجاح تربية دودة القز في البلدان المجاورة، بدأت الأردن بفكرة تربية دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعي. فبدأ بالاستعانة بالخبرات العربية بسبب ضعف الخبرات المحلية. ومع الجهود المستمرة نجحت الجامعة التطبيقية الأردنية، وتحديدًا قسم البحوث الزراعية في تربية دودة القز وصناعة الحرير، كما اعتمدت هذه الأبحاث كمتطلب دراسي في الكلية الزراعية.

كما أنه خلال عام 2001م أُطلق مشروع تربية دودة القز، والذي تتضمن زراعة أشجار التوت في إحدى مزارع الكلية الزراعية على اعتبار التوت الغذاء المفضل للدودة لتنتج أفضل أنواع الحرير. حيث أكد عميد الكلية الزراعية أن مشروع تربية دودة القز، من أكثر المشاريع ربحًا للمال، وخصوصًا بالنسبة للمزارعين لأنه لا يحتاج إلى رأس مال كبير، ومعداته بسيطة، ومتوفرة في الأسواق المحلية، إضافة إلى ذلك توفر أشجار التوت بكثرة في الأردن.

إنتاج الحرير من دودة القز

تتغذى دودة الحرير على أوراق التوت حتى مرحلة الانسلاخ الرابعة من دورة حياتها، بعد ذلك تتسلق الدودة على غضن الشجرة المزروعة بجانبها وتغزل شرنقة حريرية حولها، عن طريق سائل يفرز من غددها الهيكلية بكثافة. حيث تفرز مادة الفبرويين البروتينية من الغدد اللعابية في رأس اليرقة. وتنسج مجموعتين من الشعيرات المتصلة مع بعضها بقوة عن طريق صمغ يسمى صمغ السيريسين، ويُزال هذا الصمغ بوضع الشرنقة في ماء ساخن. لتحرير الخيوط وجعلها جاهزة للغزل.

بعد ذلك تتكون خيوط الترابط بدمج الخيوط الفردية مع بعضها، كما توضع تحت شدادة مجهزة بأدوات توجيهية، لتلف على بكرات. وتترك لتجف الخيوط، ثم تُفرز حسب الجودة.

متطلبات مشروع تربية دودة القز في الأردن

يحتاج فتح مشروع متوسط الحجم بقصد تربية دودة القز وإنتاج الحرير عدة متطلبات يجب أخذها بعين الاعتبار ألا وهي:

  • توافر حوالي 6 أو 8 شجرات من التوت البري، عمرها أكبر من 10 سنوات. ومن المضل أن تكون مزروعة على ضفاف الترع المائية. مع العلم يحتاج مشروع يحتوي حوالي 20000 بيضة، لتوفير ما يقارب 600 كغ من أوراق التوت.
  • شراء الديدان أو البيوض من مصادر موثوقة ذات جودة عالية خالية من الأمراض.
  • توفر مساحة فارغة بحوالي 20 متر مربع تتسع لحوالي 20000 بيضة.
  • غرف ذات تهوية جيدة نظيفة ومعقمة لتربية الديدان. كما يجب أن تحتوي الغرف على سخانات ومبردات للتحكم بدرجة الحرارة، والرطوبة المناسبة لكل مرحلة من مراحل دورة حياة دودة القز.
  • توفر مواد التعقيم الطبية، لتعقيم الغرف وحاملات البيوض بشكل دوري حتى لا تتعرض الديدان إلى الأمراض.
  • توفر المواد السامة لقتل الحشرات المعادية للدودة مثل الفئران والصراصير.

حقائق مدهشة عن دودة القز

تتجلى قدرة الخالق عز وجل في حياة هذه الدودة، التي تستطيع نسج خيوط الحرير بكل مهارة. إذ تعتبر مصنعًا طبيعيًا للحرير. وإليك أبرز الحقائق المدهشة عن هذه الحشرة الصغيرة:

  • يستخدم الحرير الذي تنتجه دودة القز في صناعة مظلات الطائرات نظرًا لقوته ومتانته.
  • تستطيع دودة واحدة صناعة ما يقارب 900 متر من الحرير.
  • تُصنع مواد التجميل للبشرة والشعر من الحرير الطبيعي، لما له من فوائد تتعلق بتنعيم الشعر، ونضارة البشرة.
  • يستخدم الحرير الطبيعي في لف المحركات والأجهزة الإلكترونية مثل الراديو والتلفاز.
  • يحدث التزاوج بين الذكر والأنثى عن طريق إطلاق الأنثى رائحة من الغدد الجنسية لجذب الذكر. وبعد حدوث عميلة التزاوج تضع الأنثى البيوض بعد 24 ساعة، ثم تموت بعدها مباشرةً.
  • تبقى البيوض في حالة سبات بعد وضعها من قبل الأنثى حتى قدوم فصل الربيع، حيث تنمو أوراق شجر التوت لتتغذى عليها.
  • تنسج اليرقة شرنقات الحرير حولها بداية من الرأس باتجاه الأسفل على شكل رقم 8.
  • لا يسمح لليرقة بالخروج من شرنقة الحرير التي نسجتها حتى لا يتخرب، لذلك تُقتل بالماء الساخن قبل خروجها.
  • أكثر الدول المنتجة للحرير في العالم هي الصين والهند، فيحين أكثر الدول المستهلكة له هي الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الختام، يمكن القول إن دودة القز من أكثر الحشرات نفعًا للإنسان حيث يسميها العلماء ( ملكة الأنسجة بلامنازع). لذلك يجب العناية بها وزيادة مشاريع تربيتها.

Scroll to Top