تربية النعام في سوريا

تربية النعام في سوريا من المشاريع الاقتصادية ذات مردود جيد، والتي تعتبر ثروة وطنية ترفع استثمار البلاد بشكل واضح وفعال. بالإضافة إلى أنها من المشاريع التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير أو تكاليف عالية للغذاء والرعاية، إذ كل ما تحتاجه أرض واسعة لتربية النعام، وزراعة الأعلاف الخضراء أيضًا. سنتحدث في مقالنا هذا عن تربية النعام في سوريا بشكل عام.

سلالة النعام السوري

كانت سلالة النعام السوري من أفضل أنواع سلالات النعام التي عاشت في شبه الجزيرة العربية وهي الآن من السلالات المنقرضة. تميزت أناث هذه السلالة بأنها أخف وزنًا من الذكور، وأقل ألوانًا وأصغر حجمًا من النعام العربي. انقرض النعام السوري بسبب الصيد الجائر، واستخدام الأسلحة النارية لصيد النعام، وكان ذلك في بداية القرن العشرين. وفي وقتنا الحاضر تستورد سوريا السلالة الأفريقية بغرض التربية والإنتاج. يتأقلم النعام مع معظم الظروف الجوية الصعبة والقادسية، ويعتبر المناخ السوري مناسبًا جدًا، وصالحًا لتربية جميع سلالات النعام.

أين يربى النعام في سوريا

تنتشر مزارع تربية النعام في سوريا بعدة مناطق منها: النبك، وحمص، وتدمر، والحسكة، بالإضافة إلى ذلك غوطة دمشق. حققت هذه المزارع تقدمًا وتطورًا في الإنتاج، بسبب الرعاية الجيدة التي زادت من مردود المزارع بشكل ملحوظ، وخاصة منتجات النعام من ريش، ولحم، وبيض، وجلد. وبشكل عام تسوق هذه المنتجات لخارج القطر.

أهمية تربية النعام في سوريا

بالتأكيد يعتبر هذا المشروع مشروعًا هامًا، بسبب كثرة منتجاته ذات الأسعار المرتفعة، والطلب المتزايد، إذ تتجلى تلك المنتجات بما يلي:

  • لحم النعام: يعد لحم النعام السوري من أفخر أنواع اللحم الأحمر، وتأتي أهميته بسبب ارتفاع نسبة البروتين، والفيتامينات، والحديد فيه، بالإضافة إلى أنه يحتوي كمية قليلة من الدهون. كما يتميز بسهولة هضمه، وسرعة امتصاصه في جسم الإنسان، لانخفاض نسبة الألياف التي تدخل بتركيب اللحم.
  • ريش النعام: تصل كمية الريش المنتجة سنويًا من 1-2 كلغ من الريش. ويدخل الريش في أعمال التنجيد، وصناعة الوسائد، ونفاضات الغبار. ويعتبر أغلى أنواع الريش في العالم.
  • جلد النعام: يعتبر من أهم أسباب تربية النعام والاهتمام به. يعد من أرقى وأغلى أنواع الجلد. يتميز بجودته العالية، ومتانته، ونعومته، ومقاومته للماء. له شكل جذاب ومميز. ويدخل جلد النعام بالعديد من الصناعات الجلدية.
  • بيض النعام: يقسم بيض النعام إلى قسمين القسم الأول مخصب ويستخدم لإنتاج الفراخ والحفاظ على نوع النعام، والقسم الثاني غير مخصب يباع كبيض مائدة ويستخدم لصناعة المعجنات والكعك، بالإضافة إلى استخدام قشور البيض الفارغة في أعمال الديكور والزينة.
  • دهن النعام: كمية الدهون في جسم النعام قليلة جدًا، وتتركز في الصدر، ولا يتجاوز وزنها 2 كلغ من وزن طائر يبلغ من الوزن 100 كلغ. يستخدم في صناعة المستحضرات الطبية وأدوات التجميل، بالإضافة إلى ذلك يعالج مرض التهاب المفاصل والالتهابات الجلدية.
  • عظام النعام: تستخدم عظام النعام في أعمال النحت والديكور، بالإضافة إلى استخدام مسحوق العظام مع العلف لغناه بالكالسيوم.
  • السباقات: تقوم بعض الدول بإجراء سباقات لنعام ضمن مهرجانات دولية وعالمية. لما يتميز به النعام من قوة ساقين وسرعة عدو، بالإضافة إلى ذلك يعتبر عنصرًا من عناصر الجذب السياحي.
  • عيون النعام: وجد مؤخرًا بمكن أن تكون عيون النعام بديلًا لعيون الإنسان. وقد نجحت بالفعل أول تجربة لزراعة عيون النعام عوضًا عن عيون الإنسان.

ما قدمته سوريا لمشاريع تربية النعام

رغم العقوبات والضغوط التي تواجه التجارة السورية من استيراد وتصدير، إلا أنها لم تستسلم. إذ قامت الحكومة السورية بالموافقة على أن مشروع تربية النعام من المشاريع الاستثمارية، ووافقت على طلب بناء مسلخ ومذبح آلي لتقطيع النعام وتصديره. وحددت إنتاج المزارع بحيث تنتج كل مزرعة 250 طير نعام سنويًا، و50 طن من اللحم لتصدير، و2200 بيضة سنويًا، بالإضافة إلى ذلك حددت عدد عمال كل مزرعة، إذ يجب تشغيل 22 عاملًا، والعمل على ورديتين.

ختامًا، تلقى مشاريع تربية النعام في سوريا اهتمامًا كبيرًا من الدولة السورية، بالإضافة إلى أنها تعتبره إيرادًا للاقتصاد السوري في ظل الظروف الراهنة، لذلك تسعى الدولة جاهدةً إلى حل مشاكل التصدير، وزيادة الإنتاج المحلي من النعام.

Scroll to Top