تعتبر النعام من أنواع الطيور الفريدة، والمعروفة منذ القدم في عالمنا العربي فقد رباها الفراعنة واعتبروها رمزًا للعدالة. وقد انتشرت في الصحراء العربية لأنها تتحمل المناخ الصحراوي الحار، لذلك أطلقوا عليها اسم “الطائر الجمل”. وتطورت مؤخرًا تربية النعام في الجزائر لما لها من مزايا اقتصادية مفيدة للفرد والدولة، حيث يمكن الاستفادة من كل جزء منها، فلحم النعام لحم أحمر شهي المذاق، وقليل الدهون، وعالي بالبروتين. أما بيض النعام فهو كبير الحجم، ويحتوي قيم غذائية عالية.
كما أن جلد النعام من أجود أنواع الجلود، ويستخدم في صناعة الأحذية والحقائب ذات الجودة العالية. وحتى ريش النعام يستخدم في صناعة الوسائد الفاخرة. لذلك تعتبر تربية النعام مشروعًا اقتصاديًا مفيدًا ورابحًا جدًا، خصوصاً أن النعام أقل عرضة للإصابة بالأمراض مقارنةً بالدواجن. وانتشرت تربية النعام في الجزائر خصوصًا بسبب توفر المناخ المناسب، ووجود المناطق الصحراوية الملائمة له.
أهمية تربية النعام في الجزائر
تعتبر تربية النعام في الجزائر من المشاريع الاستثمارية ذات العائد الاقتصادي الجيد جدًا من جميع النواحي، وذلك بسبب فوائد تربية النعام التالية:
- اللحم: اكتسب لحم النعام إقبالًا شديدًا مؤخرًا وازداد الطلب عليه، لأنه من أجود وأفخر أنواع اللحوم الحمراء. كما أنه مرتفع بالقيم الغذائية، وغني بالبروتينات والفيتامينات، ونسبة الحديد فيه مرتفعة. بالإضافة لكونه منخفض الدهون والكوليسترول. وما يميزه أيضًا سهولة هضمه، وذلك بسبب قلة الألياف الموجودة فيه.
- البيض: لعل أكثر ما يميز بيض النعام غناه بالقيم الغذائية، وحجمه الكبير. حيث أن بيضة واحدة فقط تكفي لإطعام عائلة كبيرة. أما البيض المخصب فيستخدم للتفريخ. حتى أن قشر البيض الغني بالكالسيوم، يستخدم في أعمال الديكور.
- الجلود: يتميز جلد النعام عن باقي أنواع الجلود في العالم، لذلك يستخدم في أرقى الصناعات الجلدية كصناعة الأحذية والحقائب. لذلك يعتبر جلد النعام مرحلةً مهمةً جدًا من عملية الإنتاج الاقتصادي.
- الريش: يستخدم في صناعة الوسائد وتنجيد الأثاث، حتى أنه يستخدم لتزيين الصالونات بسبب جماله وشكله المميز.
- الدهون: يتميز دهن لحم النعام بقلة نسبة الكوليسترول فيه، وهو يستخدم في الصناعات التجميلية والطبية، بسبب قدرته على اختراق الجلد وحمايته وتجديده. ويستخدم لعلاج أوجاع والتهابات المفاصل والالتهابات الجلدية.
- العيون: ما يميز النعام أيضًا هو التشابه الكبير بين عين النعام وعين الإنسان، حيث تم زراعة عين النعام للإنسان ولم يرفضها الجسم البشري.
- السباقات: تمتاز النعامة بقوتها وسرعتها وقدرتها على الجري لمسافات طويلة. لذلك تقام السباقات ضمن مهرجانات محلية، ودولية تجذب المشاهدين.
مقومات نجاح تربية النعام في الجزائر
- الخبرة اللازمة: يحتاج صاحب المشروع لمعرفة عامة حول أنواع النعام وتربيته وطريقة التعامل معه، واحتياجاته الغذائية، وكيفية حمايته من الأمراض.
- رأس المال: هو العامل الأساسي المحدد لانطلاق أي مشروع. ولكن ما يميز تربية النعام هو أنه بإمكانك البدء بذكر وأنثى فقط ومن بعدها يتم التزاوج، ويزيد عدد النعام تدريجيًا وتبدأ بتوسيع مشروعك.
- الأدوات اللازمة: تحديد المكان المناسب لإقامة مزرعة تربية النعام، ويفضل أرضًا جرداء ذات مساحة كبيرة جدًا وتهوية جيدة. ويجب تسوير المكان بأسلاك حديدية لمنع النعام من الهروب. ويُفضل وضع الحصى، وبعض الرمل في الأرض لتناسب حركة النعام.
إنتاجية تربية النعام في الجزائر
- النعام هو طائر معمر يمكن أن يصل عمره إلى 60 أو 70 سنة.
- متوسط وزن الطائر البالغ تقريبًا 100-150 كيلو غرام، لذلك هو منتج مثالي للحم.
- أنثى النعام لها القدرة على إنتاج البيوض لمدة 40 سنة. وهي تعطي 20 بيضة تقريبًا في العام الواحد.
- تمتد دورة تربية النعام من أجل بيع اللحم من 9 أشهر إلى سنة، ويتراوح الوزن تقريبًا من 90 إلى 100 كيلو غرام للفرخ الواحد. وتكون جدوى مشروع تربية النعام في الجزائر ملبية لكافة الحاجات.
الغذاء المناسب لتربية النعام في الجزائر
- تعتمد النعام في غذائها عمومًا على النباتات، ولكنها تأكل أيضاً السحالي والزواحف. ويكثر النعام من تناول الحصى لأنها تساعدها على تسهيل الهضم. يفضل أن يحتوي غذاء النعام على البروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات والكالسيوم.
- من المهم جدًا إمداد النعام بمياه جارية نظيفة بشكل دائم، حيث أنه كلما زادت كمية الطعام زادت حاجة النعام للمياه.
- يتناول الفرخ من عمر أسبوع وحتى عمر الذبح (10 شهور أو سنة) ما يقارب 300 كيلو غرام من الغذاء. ويكون وزنه وصل إلى 90-100 كيلو غرام.
- أما النعام البياض فيتناول وجبة واحدة في اليوم. ويقدر وزن الوجبة 2 كيلو غرام محتوية على كامل العناصر الغذائية.
- يحذر استخدام علف الدواجن لأنه يؤثر على غضاريف النعام.
في الختام نقول تلاقي تربية النعام في الجزائر اهتمامًا وتطورًا ملحوظًا كونها تلبي احتياجات السوق المتزايدة من اللحم والبيض. لذلك يجب الاعتناء بهذه الطيور المميزة وزيادة التوجيه إلى حسناتها، لتكون دومًا حاضرة في مشاريع الاستثمار الحيواني في الجزائر.