يعتبر مشروع تربية النحل في اليمن من الأنشطة الرئيسية التي يعتمد عليها السكان في دخلهم. وذلك نظرًا لارتفاع أسعار منتجاته المختلفة مثل الغذاء الملكي، وشمع النحل، وسم النحل، وحبوب اللقاح، وطرود النحل. فضلًا عن شهرة العسل اليمني الغني بفوائده وأهميته الغذائية. سوف نتعرف في مقالنا التالي عن طرق تربية النحل، والصعوبات التي تواجه هذه المشاريع.
تربية النحل في اليمن
تعد تربية النحل في اليمن من أهم دعائم الاقتصاد الزراعي. باعتبارها من أقدم المهن في البلاد، حيث تقدر صادرات اليمن من العسل بحوالي 500 طون سنويًا أي ما يعادل 25 مليون دولار سنويًا. حيث يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد حوالي 30-150 دولار مما يجعل هذه المهنة تحتل المرتبة الرابعة في اقتصاديات اليمن. ولعل من أهم العوامل التي ساهمت في نجاح هذا المشروع هي ما يلي:
- النحال المدرب.
- سلالة النحل.
- المرعى الجيد.
- معدات التربية.
ينتج العسل ضمن المناحل اليمنية مرتين في السنة، وتختلف الكميات المنتجة تبعًا للموسم ومدى توفر الأزهار. بالإضافة إلى العناية بخلايا النحل وتنظيفها ووضعها بشكل صحيح في مواقع تُختار بعناية بحيث تكون بعيدةً عن الضوضاء. هذا فضلًا عن مكافحة الأمراض والحشرات التي تصيبها.
طرق تربية النحل في اليمن
- الطريقة التقليدية:
التي تستخدم خلايا تقليدية وأشهرها الصناديق الخشبية المصنوعة من الخشب المضغوط. تتركز النحالة التقليدية في اليمن ضمن أودية حضرموت وشبوه وبعض أودية محافظة لحج ومحافظات صنعاء وإب والزيديه. ومن أبرز سمات النحالة التقليدية اعتمادها على الترحال حيث ينتقل النحال من منطقة الى أخرى سعيًا وراء مصدر الغذاء.
- الطريقة الحديثة:
ما زال انتشارها ضعيفًا، بسبب غياب الكادر المؤهل والخبرة في التعامل معها والخوف من صعوبة التنقل. بالإضافة لارتفاع أسعار مستلزماتها وعدم توفرها بشكل كبير، ولكن خلال السنوات الأخيرة شهدت إقبال النحالة عليها في مناطق كثيرة، حيث خُصصت عدد من ورش النجارة لتصنيع الخلايا خشبية حديثة (لانجستروث+كيلية)، وأصبحت أدوات النحالة الحديثة متوفرة بشكل كبير، بسبب تخصص التجار باستيرادها وتصنيعها محليًا.
الصعوبات التي تواجهها هذه المشاريع
لعل أهم هذه الصعوبات هي غياب التشريعات والقوانين التي تحمي النحالين وتنظم العمل. علاوة على غياب البحوث العلمية الكافية التي تعمل على تطوير أساليب تربية النحل. كما أدى التدهور الجيني بسلالة النحل اليمني إلى قلة إنتاج الخلايا من العسل بشكل كبير. بالإضافة إلى انخفاض جودة العسل ومكانته التجارية.
ميزات سلالة النحل في اليمن
يعد النحل اليمني من السلالات النادرة فهي مستوطنة في اليمن منذ القدم، ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. ولكن خلال السنوات الأخيرة نقلت إلى دول عدة مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
أما بالنسبة لمزايا سلالة النحل اليمني فهي تتميز بقدرتها الكبيرة على التأقلم مع الظروف البيئية المختلفة، وذلك عند نقلها من منطقة الى أخرى. بالإضافة إلى صغر حجمها وقصر لسانها بالمقارنة مع سلالات الأخرى. كما أنها ذات بطن مغزلي وأجنحة وأرجل قصيرة نسبيًا. كما تعرف بقدرتها العالية على مقاومة الأمراض مثل مرض عثة الشمع وحلم الفاروا.
علاوة على ذلك قدرتها على بناء خلايا العسل بنفسها دون تدخل النحالين، بالإضافة إلى التخلص من حضن العاملات الميتة بسرعة. كما تتميز العاملات بهدوئها ونشاطها عند جمع الغذاء وإنتاج الأقراص الشمعية ناصعة البياض. كما أنها تبني عيونًا سداسية أصغر قطرًا وأقل عمقًا من الأنواع الأخرى. وتضع الملكات البيض طوال العام، بما يتناسب مع مساحة حبوب اللقاح المخزنة. كذلك تعرف بكثرة الهجرة والتطريد.
ميزات العسل اليمني
يتميز العسل اليمني بخصائص عديدة. حيث يعد ذو صفة دوائية وقيمة غذائية وعلاجية عالية. وكذلك مذاقه لذيذ وذو نكهة طيبة وألوان داكنة. كما يحتفظ بخواصه الطبيعية من حبوب اللقاح وغذاء النحل وغذاء الملكات. علاوة على ذلك يعد منتجًا طبيعيًا نتيجة تنقل النحل طيلة العام وعدم استخدام أي مواد كيميائية لمكافحة الأمراض. ومن أشهر أنواع العسل اليمني نذكر ما يلي:
- العسل الدوعني في مدينة حضرموت.
- عسل السدر في محافظة شبوه.
- عسل السلام في مدينة تهامة.
تعد الثروة النحلية أحد أهم ركائز الاقتصاد اليمني ومصدر معيشية رئيسيًا لكثير من العوائل اليمنية. لذلك يجب دعم هذه المهنة وتطويرها للنهوض بالوضع الاقتصادي لأفراد المجتمع. علاوة على أهمية العسل اليمني وميزاته ومكانته الاقتصادية على مستوى العالم.