تربية الإبل في المغرب

تشغل تربية الإبل في المغرب مكانةً مميزة، وخاصةً عند بدو الصحراء. باعتبار هذا الحيوان جزءًا لا يتجزأ من ثقافتهم. هذا فضلًا عن الميزات الكثيرة التي يقدمها هذا الحيوان. لذلك هيا بنا نتعرف على أهم المعلومات الخاصة بتربية الإبل في المغرب.

أهم ميزات تربية الإبل

إن أهم ما يميز الإبل عن غيرها من الحيوانات هو انخفاض احتياجاتها الغذائية، واستفادتها من الموارد العلفية فقيرة المحتوى الغذائي. إذ تتغذى الإبل على النباتات الشوكية الطويلة، وغيرها من النباتات كالأعشاب السنوية التي لا تقبل عليها الماعز والأغنام والحيوانات الأخرى.

ويمكن للإبل أن تعتمد بشكل كلي على الرعي كمصدر رئيسي للعذاء في مناطق الرعي الطبيعية. وعند انتقالها من منطقة رعوية لأخرى يمكنها أن تتغذى على النباتات الحولية المعمرة لكن تأقلمها سيكون بطيئًا نوعًا ما.

كما لا يمكن أن ننسى أهمية الإبل في التنقل ضمن الصحاري القاسية، إذ أنه يملك قدرة تحمل عالية، جعلته يستحق بامتياز لقب سفينة الصحراء.

الحاجات الغذائية الواجب تأمينها للإبل

  • حاجيات غذائية، حيث إذا قمت بتوفيرها فإنها تبقي الإبل على قيد الحياة دون أن تفقد من وزنها، وتقدر عادةً بحوالي 1.2 وحدة علفية لكل 100 كلغ من الوزن أي ما يعادل 1.2 من الشعير، وتتمثل حاجيات الغذائية بالحاجات اللازمة للنشاط العضوي لجسم الإبل كالتنفس والهضم وغيرها وتزداد بزيادة الجهد العضلي والحركة.
  • حاجيات الإنتاج وهي تتمثل بالحاجات التي تساعد على نمو العضلات، والعظام، وإنتاج الوبر، والحليب، ونمو الجنين عند الحمل، وفي حال أردت زيادة النمو 100 غرام يوميًا عليك إضافة 0.3 وحدة علفية على حاجيات الغذاء اليومي المذكورة سابقًا.
  • الحاجيات المائية للإبل، لقد امتاز الجمل بقدرته على تحمل العطش لفترات طويلة جدًا، ولهذا عُرف بسفينة الصحراء ،كما أن مدة تحمله للعطش تختلف باختلاف تركيز الأملاح في مياه الشرب، ونسبة المحتوى الغذائي والماء لنباتات المراعي، وحالة الجمل الفيزيولوجية، وحالما يتوفر الماء للجمل فإنه يشرب 10 إلى 15 لتر في الدقيقة الواحدة، وما يعادل ثلث وزنه بعد مدة طويلة من العطش.
  • حاجيات الإبل من العناصر المعدنية، حيث يبلغ عددها ما يقارب 14 عنصرًا معدنيًا وتنقسم إلى قسمين:
    • العناصر الكبرى التي يحتاجها جسم الجمل بكميات كبيرة كالبوتاسيوم، والكالسيوم، وغيرها من المعادن.
    • العناصر المعدنية الصغرى كالحديد، والنحاس، والزنك، والتي تلزم بكميات قليلة.

يحرص عادةً مربي الإبل على توفير هذه العناصر المعدنية وتجنب أسباب نقصها كتوالي سنوات الجفاف أو تواجد طفيليات معوية تعيق امتصاصها. ويلاحظ نقصها عند الإبل بأعراض عديدة كالهزال، ونقص الإنتاج أو أكل التراب، والأحجار الصغيرة، وعظام حيوانات نافقة، ووبر حيوانات أخرى.

  • احتياجات الحمل و الرضاعة: لا تزيد احتياجات الناقة أثناء حملها عن احتياجاتها المعتادة، ولكن مع بلوغ الشهر التاسع من الحمل يتم إضافة 25% لتأمين الحاجيات اللازمة لنمو الجنين بشكل سريع.

أهمية تربية الإبل في المغرب

تساهم تربية الإبل في العديد من الأنشطة الثقافية والسياحية والترفيهية، بالإضافة لدورها الإجتماعي، والاقتصادي الكبير في المناطق الصحراوية. كما تلعب دورًا في تأمين الحليب، واللحوم للأسواق الداخلية في المغرب، وتزويد الصناعات التقليدية بالجلد والوبر، وغيرها من المواد الخام. وقد وضعت وزارة الفلاحة والتنمية القروية في المغرب استراتيجية لتنمية سلسلة الإبل، وتطوير وسائل تربيتها. وهذا يعود لدورها الكبير في دعم الأنشطة المربحة، والمدرة للمال، وتوفير حاجات السكان، وتأمين فرص العمل لهم.

أهم ميزات تربية الإبل في المغرب

عمل قطاع تربية الإبل في المغرب على تثمين منتجات الإبل لرفع المستوى المعيشي لمربيها، وإدماجهم في مجال التنمية المستدامة. فقاموا بتثمين المنتجات التالية:

  • حليب الناقة ذو الخصائص العلاجية والغني بالفيتامينات والعناصر الأساسية. كالحديد، والمنغنيزج، والصوديوم، والبوتاسيوم، والنحاس، وغيرها من المعادن.
  • لحم الجمل المجفف أو ما يسمى تيشتار، حيث يقطع اللحم، ويجفف ما بين يومين إلى 4 أيام.
  • اللودك ويعتبر منتجًا تقليديًا يستعمل في الطهي أو لتزيين العرائس. وينتج اللودك من تقطيع دهون السنام لقطع صغيرة وتذويبها وتصفيتها وتبريدها، ومن ثم تعبئتها. كما يمكن استعماله مع علكة الطلح الصحراوي ليصبح ذو خصائص علاجية صرفة.

ما هو دور سلسلة تربية الإبل في المغرب

لقد لعبت سلسلة تربية الإبل في المغرب دورًا جتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا، حيث عقد برنامجًا يسعى لرفع إنتاج حليب ولحم الإبل لأطنان كبيرة، ويدور برنامج العمل هذا حول ما يلي:

  • التأطير الصحي للقطيع، وترقيم الإبل.
  • تطوير الدوائر الرعوية، وتحسينها، وتجهيزها بنقط الماء لتوريد الإبل.
  •  دعم تثمين منتجات الإبل، وعمليات الترميز.
  • التشجيع على خلق منظمات مهنية للمربين.
  •  التحسين الوراثي للقطيع.

وفي ختام مقالتنا هذه نستنتج الاهتمام الكبير بتربية الإبل في المغرب. ولهذا عمل مكتب الإستشارة الفلاحية على تنظيم مربي الإبل في إطار جمعيات خاصة. كما دعمهم لمواكبة المستجدات على صعيد التربية، والإنتاج، والتثمين. هذا فضلًا عن اعتماد علامات الترخيص البيطري كونها وسيلة جيدة في التسويق، وتذكير المصنعين بوسائل بلوغ الجودة ومدى أهميتها حسب المعايير الدولية لضمان تسويق مستدام.

Scroll to Top