تلعب تربية الأبقار في الجزائر دورًا اقتصاديًا وزراعيًا هامًا، فهي تساعد على خلق فرص عمل في المناطق الريفية. وتساهم في تغطية احتياجات الجزائر من البروتين الحيواني. فإن كنت من المهتمين بمعرفة كيفية تربية الأبقار في الجزائر، وأهم أنواع الأبقار التي تربى هناك، تابع مقالنا هذا.
تربية الأبقار في الجزائر
تنتشر تربية الأبقار في الجزائر في الغابات، والمناطق الريفية، والمناطق الجبلية، وكذلك السهول العالية. وتتميز بأن أعداد الأبقار في القطيع قليلة، كما يعتمد هذا القطاع على الأبقار المحلية أكثر من المستوردة، حيث تبلغ نسبة الأبقار المحلية حوالي 80% من إجمالي القطيع، ويساهم 66% من الناتج المحلي للحليب. وتصنف الأبقار في الجزائر بشكل عام إلى:
- أبقار لغرض الحليب.
- أبقار لإنتاج اللحم الأحمر.
- الابقار لغرض البيع.
أنواع الأبقار في الجزائر
- أبقار الهوشتاين: تتميز سلالة أبقار الهوشتاين بحجمها الكبير ولونها الأبيض، مع وجود بقع سوداء. وتعد من أكثر أنواع الأبقار إنتاجًا للحليب حول العالم، ويصل إنتاجها إلى حد 12 ألف لتر حليب سنويًا للبقرة الواحدة.
- بقر المونتبليارد: من الأنواع المميزة حول العالم، يعود أصلها إلى سويسرا، وتعرف هذه السلالة بإنتاجها للحيب بجودة عالية، حيث يصلح لصنع الأجبان، بسبب احتوائه على نسبة عالية من البروتين فيه. هذا فضلًا عن إنتاجها للحوم.
- أبقار الزماند: تعد هذه السلالة من السلالات الأنيقة، وتتميز في إنتاج حليب ذو جودة عالية غني بالبروتين، بالإضافة إلى جودة لحومها، لذلك تعتبر من السلالات التي تربي لإنتاج الحليب واللحم معًا.
- أبقار T’achètee suisse: من الأنواع المتميزة عالميًا في إنتاج الحليب. تعرف بلونها البني باستثناء الأطراف، والبطن، والوجه حيث يكسوها اللون الأبيض. ومن الجدير بالذكر أنها هجنت للحصول على حليب ولحوم ذات جودة عالية.
- أبقار السيونتال: تعتبر هذه الأبقار الأفضل لإنتاج الحليب، وتنتشر بشكل كبير حول العالم. ويوجد حوالي 40 مليون بقرة من هذه السلالة حول العالم.
نصائح وإرشادات لتربية الأبقار في الجزائر
لابد أن اغلب الفلاحين يرغبون أن تكون لهم حظيرة لتربية الأبقار يومًا ما، لِما لهذا المشروع من فوائد مالية ضخمة. لذلك من الضروري الانتباه إلى بعض الأمور التالية في التربية:
- أن يكون المكان كبيرًا واسعًا، ويحتوي على كل اللوازم الخاصة بالمربي. كما من الضروري وجود نوافذ للهوية، تسمح بدخول أشعة الشمس للحظيرة.
- أن تكون الحظيرة بعيدة عن المناطق السكنية، تفاديًا لانزعاج السكان من الأبقار.
- أن تكون الحظيرة قريبة من مصادر المياه، وأماكن بيع الحليب.
- كما ينصح للمبتدئين بعدم المغامرة في بداية المشروع، حيث تعد البداية المثلى بتربية 10 إلى 15 بقرة.
- يجب تقديم الأعلاف الغنية بالطاقة والبروتين الذي تحتاجه الأبقار لإنتاج الحليب المتعارف عليه، على سبيل المثال: الذرى، والبرسيم، كما يمكنك إضافة بعض المواد مثل الشعير، والنخالة.
- وبالنسبة للتسمين عليك الاعتماد على الأغذية الغنية بالكربوهيدرات على سبيل المثال: الفول، والسلاج، والشعير.
المشاكل التي تواجه تربية الأبقار في الجزائر
- يعد غلاء الأعلاف مشكلة كبيرة أمام مربي الأبقار، حيت أصبحت الأبقار في معظم أنحاء البلاد مهددة بالزوال.
- قلة عدد الأبقار وهذا يعود لغلاء الأعلاف لذلك لجئ الراعي لبيع بعض الأبقار لشراء الأعلاف بثمنها لما تبقى من الأبقار.
- تكييف السلالات المستوردة مع المناخ في الجزائر، وأيضًا انخفاض إنتاجية السلالات المحلية.
- قلة الأعلاف وخاصة ذات الجودة العالية على سبيل المثال الشعير .
- قلة اليد العاملة المتخصصة والمؤهلة في قطاع الإنتاج الحيواني.
- وجود مزارع عشوائية، وغياب المشاريع المدروسة.
الحلول المقترحة لحل مشاكل تربية الأبقار في الجزائر
- تشجيع التلقيح الصناعي لزيادة النسل وكفاءة إنتاجه.
- بالإضافة إلى ذلك جلب السلالات الأكثر تكيفًا مع مناخ الجزائر مثل سلالات مناطق البحر الأبيض المتوسط.
- الاهتمام أكثر بالسلالات المحلية وتحسين إنتاجها.
- دعم الإنتاج المحلي ومساعدة مربي الأبقار في بناء مزارع جيدة ذات كفاءة عالية.
- بالإضافة إلى ذلك الاهتمام بزراعة الأعلاف بمختلف أنواعها وتوفيرها طوال السنة، وزيادة المراكز المتخصصة ببيع الأعلاف ذات جودة عالية.
- تأهيل وإعداد تقنيين وبياطرة ومهندسين في مجال الإنتاج الحيواني.
وأخيرًا يجدر القول إن الدولة الجزائرية ما تزال تسعى لتقديم المزيد من الدعم في سبيل تطوير قطاع تربية الأبقار، إيمانًا منها بأهمية هذا المهنة، وبقدرتها على تقوية الاقتصاد المحلي. باعتبار أن التجارة بكل منتجات الأبقار من المشاريع المربحة التي تحقق نتائجًا مرضية لكل من استثمر فيها بالشكل الصحيح.