تربية الأبقار في الإمارات

قد يفاجئك معرفة أن تربية الأبقار في الإمارات العربية المتحدة تزداد قوة. باعتبار أنه عند ذكر الإمارات أول ما سيخطر في البال درجات الحرارة العالية، والارتفاعات الشاهقة للمباني، ومصممي الأزياء وغيرهم. ولكن هل تعلم أنها تملك 42000 بقرة حلوب؟ حيث أدت الرغبة المتزايدة والحاجة الكبيرة إلى منتجات الألبان الطازجة إلى تطوير تربية الأبقار في الإمارات بدلًا من الاعتماد على الواردات. لذلك سنتعرف على خصائص تربية الأبقار في الإمارات من خلال مقالنا التالي.

مزارع تربية الأبقار في الإمارات

قد تتساءل كيف تتناسب مزارع الأبقار مع مدينة معروفة بحداثتها. لكن بالتأكيد هذه ليست حالة اختلاط بين الأبقار وناطحات السحاب. باعتبار أن التأثير الأوروبي والأمريكي شائع في إدارة مزارع الأبقار في الشرق الأوسط، كما أن التأثير الأيرلندي القوي على هذه المزارع في الإمارات العربية المتحدة مذهل. حيث تقع أكبر مزارع تربية الأبقار في الإمارات في مزرعة الروابي، على بعد 20-30 دقيقة فقط من وسط مدينة دبي. كما تعد هذه المزرعة وحدة رئيسية تحوي على ما تزيد عن 14000 رأس من الأبقار مع مصنع معالجة وتصنيع في الموقع. ومن أشهر مزارع الإمارات نذكر ما يلي:

  •  مزرعة Marmum: التي تحتوي 4200 رأس من الأبقار، وتتميز بنهج مثير للإعجاب، فيما يتعلق بإدارة الحرارة. كما أنها أول وحدة تستخدم تقنية تحلية جديدة للمياه لتلبية متطلبات المزرعة.
  • مزرعة العين: تتضمن أكثر من 12000 رأس من الأبقار عالية الإنتاجية، لديها أيضًا وحدة مصاحبة للإبل بسعة 2000 رأس تنتج لسوق حليب الإبل المتنامي.

كيف تكيفت تربية الأبقار في الإمارات مع مناخها

الإمارات ساخنة حقًا خلال أشهر الصيف، حيث تتخطى درجات الحرارة ضمنها 50 درجة مئوية. مما أدى إلى تعرض الأبقار لضغط حراري شديد في جزء كبير من العام. ولحل هذه المشكلة زُودت المناطق المظللة للأبقار بمراوح تهوية، بالإضافة إلى تزويدها برشاشات المياه المدمجة. وبالمثل، فإن هذه البخاخات شائعة في مناطق التغذية لتبريد الأبقار أثناء الأكل وأثناء الحلب. مما ساهم في تطورت صناعة الألبان المحلية، وتوفير منتجات الأبقار المختلفة للسكان المحليين على الرغم من الظروف الصحراوية القاسية.

كيفية تأمين الغذاء لتربية الأبقار في الأمارات

من التحديات الرئيسية الأخرى في هذه المنطقة القاحلة عدم توافر الأعلاف. حيث تتعرض مصانع الألبان لضغوط بسبب استخدام المياه. علاوة على عدم زراعة المحاصيل في البلاد بسبب الضغط الكبير على موارد المياه اللازمة للري. ولمواجهة هذه التحديات تم العمل على:

  • تأمين مكملات الدهون وهي عنصر رئيسي في الحصص التموينية ضمن هذه المناطق التي تعاني من تحديات الحرارة مع انخفاض إنتاج الحرارة الأيضية التي توفر طريقة غذائية لتقليل توليد حرارة الجسم الداخلية. كما تعتبر الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون ضرورية لإنتاج هرمون البروجسترون الهام للخصوبة.
  • شحن الأعلاف ونقلها بالشاحنات من بلدان أخرى بعيدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية، مع استكمالها بالحبوب المستوردة. كما تميل التغذية إلى التركيز على الحصص الغذائية من النوع الأمريكي التي تحتوي على مآخذ عالية من النشا، بالإضافة إلى مكونات العلف النموذجية التي تتضمن قشور البرسيم، وقشور فول الصويا، والقمح، والشعير، والذرة، وبذور القطن.
  •  تهدف الحكومة إلى زيادة الإنتاج الغذائي المحلي باستخدام التكنولوجيا، وتحسين التعاون بين الهيئات المحلية والعالمية.

الإجراءات الصحية المتبعة خلال جائحة كورونا

اتخذت احتياطات صارمة للسلامة والصحة أثناء نقل الماشية خلال جائحة كورونا. فبمجرد وصول الأبقار إلى الإمارات، يفحصها الأطباء البيطريون ضمن إجراء سلسلة من الاختبارات الصحية، وفقًا للقواعد التي وضعتها وزارة التغير المناخي والبيئة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. كما ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن الأبقار تخضع للحجر الصحي، وفقًا للوائح الدولية، وسيتم الإفراج عنها بمجرد تلقي نتائج الاختبارات.

علاوة على ذلك أبرم المسؤولون الإماراتيون شراكة مع دول أخرى للحفاظ على استمرارية الإمدادات الغذائية دون انقطاع أثناء تفشي فيروس كورونا. وقد عملت الحكومة أيضًا مع الموردين في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة لضمان تجديد المخزونات أثناء طلب البقاء في المنزل الساري خلال الأشهر القليلة الماضية.

ختامًا نكون قد تعرفنا على تربية الأبقار في الإمارات وأماكن تواجد أهم المزارع، هذا فضلًا عن الإجراءات التي اتخذت لتكيف الأبقار مع المناخ الحار في الإمارات، وطرق تأمين غذائها، والإجراءات الصحية المتخذة في ظل جائحة كورونا.

Scroll to Top