هل لديك فكرة عن كيفية تأسيس شركة مساهمة شرح تأسيس الشركات المساهمة؟ وما هي الخطوات والإجراءات المطلوبة لتأسيس الشركات المساهمة؟ وهل تختلف تلك الإجراءات بين دولةٍ وأخرى؟ حسنًا، سنجيب عن تلك الأسئلة في مقالنا هذا فتابعوا معنا.
لطالما كانت فكرة الشراكة والمساهمة جزءًا من عالم الحياة وتطور المجتمعات حتى تطورت اليوم تلك الأفكار إلى تأسيس شركات ضخمة وكبيرة تضم أعدادًا كبيرة من المساهمين الذين يتشاركون في العمل بدءًا من رأس المال، وانتهاءًا بالتشارك بكل خطوات العمل. الأمر الذي يملك مزايا كثيرة، ولا يخلو من بعض العيوب والعقبات التي تعترض طريقه.
ما هي الشركة المساهمة
وهي الشركة التي يتم فيها اقتسام رأس مال الشركة إلى أسهمٍ متساوية، وقابلة لعملية التداول بالطرق التجارية. بحيث يساهم كل شريك بحصةٍ معينة في رأس المال على شكل سهم عند بداية تنفيذ الشركة. وهي فعليًا من أقوى الشركات التي تحتاج إلى رأس مال كبير وضخم للدخول في البورصات المالية، أو في العقود الداخلية بين الأفراد.
تكون مسؤولية كل شريك في الشركة المساهمة محدودة وفقًا للقيمة الاسمية للأسهم التي يمتلكها في الشركة. هذا وتتميز الشركات المساهمة بسهولة تداول المساهمين فيها من ناحية بيع وشراء الأسهم، حيث تتحدد نسبة ملكية كل شريك بعدد الأسهم التي يملكها.
تأسيس الشركة المساهمة
في الواقع، تختلف إجراءات تأسيس الشركات المساهمة من بلدٍ لآخر بحسب قوانين البلد. لكن عمومًا يمكن القول بأن الإجراءات التالية تعتبر من الأساسيات المطلوبة في تأسيس الشركة المساهمة في معظم الدول، والتي تتمثل بما يلي:
- يجب ألا يقل عدد مؤسسي الشركة المساهمة عن ثلاثة أشخاص. لكن عمومًا يختلف عدد المساهمين في الشركة بحسب قانون الدولة التي تأسست فيها.
- من الضروري إحضار توكيل من مؤسسي الشركة إلى من سينفذ عملية التأسيس.
- إحضار صور البطاقة الشخصية للمؤسسين، وفي حال كان التوكيل من شخصٍ أجنبي فيجب تصديقه من وزارة الخارجية.
- صور إثبات شخصية للأشخاص الذين سينفذون عملية التأسيس.
- نموذج استعلام أمني في حال كان أحد المؤسسين أجنبي.
- بحال تأسيس شركة مساهمة مقرها مصنع التصنيع، فيتوجب إحضار أصل عقد إيجار مثبت تاريخ.
- إحضار موافقة الجهة المختصة إذا كان غرض الشركة يستدعي ذلك كغرض النقل مثلًا.
- تقديم تقرير تقييم الحصة العينية بحال وجود حصة عينية عند التأسيس، وحسب طبيعة كل حصة.
- شهادة عدم التباس الاسم، بحيث تكون معتمدة من السجل التجاري
- إضافةً إلى شهادة بنكية وبإيداع لا يقل عن 10% من قيمة رأس المال، من ثمّ تستكمله إلى 25% خلال ثلاثة أشهر، وبعد ذلك تستكمله إلى 100% بعد مرور خمسة سنوات.
- موافقة المحاسب القانوني بأن يتم تعيينه كمحاسب للشركة.
شرح تأسيس الشركة المساهمة
بعد تجهيز الأوراق والسندات السابقة، ومراعاة تنفيذ الإجراءات المطلوبة. يتوجه المؤسسون إلى صالة التأسيس الموجودة في عقد الإيجار، والتابع لهيئة الاستثمار. وذلك بعد أخذ رقم التأسيس وهيئة الاستثمار المطلوبة وفق العقد. بعد ذلك، يتم التوجه إلى محامي التأسيس، وتقديم الأوراق الخاصة بالشركة والتي تتمثل بما يلي:
- أسماء مؤسسي الشركة.
- عدد المؤسسين، وأوراق توكيلهم.
- نوع النشاط المراد تأسيس الشركة المساهمة من أجله.
- نسبة كل شريك في الشركة المساهمة، وعدد الأسهم الذي سيدخل فيها.
- صلاحيات مجلس الإدارة، ومن سيتولى الرئاسة؟ ومن العضو المنتدب؟
- رأس مال الشركة المطلوب، والذي يختلف أيضًا وفقًا للقوانين التجارية في كل بلد.
- أرقام هواتف جميع الشركاء المساهمين.
بعد ذلك، وعند الانتهاء من العقد، يتوجب على محامي التأسيس مراجعته، والتأكد من كافة البيانات الموجودة فيه. ومن ثمّ يجب التوقيع على العقد سواء بشكل يدوي أو إلكتروني بحسب فروع الهيئة. وبعد ذلك يلزم دفع رسوم التأسيس، وتوثيق عقد الشركة.
وأخيرًا يستخرج محامي التأسيس شهادة تأسيس الشركة، وهنا يصبح بالإمكان استلام عقد الشركة الموثق، وصفيحة الاستثمار، والبطاقة الضريبية، والقيد في السجل التجاري الذي يحوي رقم قيد الشركة. وبذلك تكون قد أتممت إجراءات تأسيس الشركة المساهمة.
أنواع الشركات المساهمة
تقسم الشركات المساهمة إلى نوعين أساسيين ألا وهما:
- الشركات المساهمة العامّة: التي تتألف من عدد كبير من المساهمين الذين لا تجمعهم روابط صلة أو معرفة. يكون فيها رأس المال مقسمًا إلى أسهم متساوية القيمة، وقابلةً للتداول في سوق الأوراق المالية ضمن اكتتاب عام، أي على الجمهور عامةً.
- الشركات المساهمة الخاصة: وتتألف الشركة المساهمة الخاصة من مساهمين تجمعهم روابط ثقة وصلة، أي من الممكن أن يكونوا من نفس العائلة، وبذلك يطلق عليها الشركة الأهلية. أيضًا يكون رأس المال فيها مقسم إلى أسهم متساوية القيمة، لكن لا تطرحها في الأسواق المالية باكتتاب عام. إنما تطرحها باكتتاب خاص، أي بين المساهمين الموجودين داخل الشركة فقط، وباتفاقٍ بينهم.
خصائص الشركات المساهمة
للشركات المساهمة العديد من الخصائص التي تتمثل بما يلي:
- الصفة التجارية: وهذا يعني أنه حتى لو قامت الشركة المساهمة بأعمالٍ مدنية، فهي بالطابع العام تحظى بصفة تجارية، وتخضع لأحكام القوانين التجارية.
- اسم الشركة: يتبع اسم الشركة المساهمة للغرض من تأسيسها.
- رأس مال الشركة: الذي يعتبر الضمانة الوحيدة للدائنين من الشركة. حيث تختلف قيم أسهم رأس المال باختلاف كل دولة.
- مسؤولية المساهم المحدودة: وهي فعليًا من عوامل الجذب لهكذا شركات، وليس فقط من خصائص الشركة. أي يكون المساهم مسؤول عن ديون الشركة بحدود القيم الاسمية للأسهم التي اشترك فيها فقط.
مزايا الشركات المساهمة
- رأس المال الكبير الذي تبدأ به الشركة تأسيسها، وهو بالمقابل يعتبر الضمان لتسديد ديون الشركة في حال إفلاسها.
- لا يؤثر غياب أحد المساهمين أو وفاتهم أو إفلاسهم على وجود الشركة، لكونها مبنية على عدد من المساهمين.
- يتحمل كل مساهم خسارته بقدر نسبة مساهمته في الشركة، أي لا يتحمل جميع المساهمين الخسارة والديون بنفس النسبة.
- تتمتع الشركة دائمًا بروح التعاون في العمل، لأن خطة عملها ترتكز على المساهمة والمشاركة.
عيوب الشركات المساهمة
بالرغم من تعدد المزايا، لكن هذا لا يمنع من وجود العديد من الصعوبات والعيوب التي تتمثل بما يلي:
- يتطلب تأسيس الشركة المساهمة الكثير من المتطلبات والإجراءات القانونية والتكاليف الباهظة.
- تحتاج عملية صنع القرار لوقتٍ طويل، وذلك لكونها تتم من قبل جميع المساهمين.
- يؤثر تأسيس شركات مساهمة على الاقتصاد الوطني، لذلك تفرض معظم الدول قوانين صارمة، ورقابة شديدة عليها قبل وبعد، وأثناء تأسيسها.
- الضرائب المرتفعة التي يتوجب على الشركات المساهمة دفعها مقارنةً بمعظم أنواع الشركات الأخرى.
في الختام، وبعد التعرف إلى كيفية تأسيس الشركة المساهمة شرح تأسيس الشركات المساهمة. يتبين لنا أنه من الضروري اتباع الخطوات اللازمة لضمان سير عملية التسجيل بموثوقية تامة.