مؤشرات سهمية خضراء صاعدة وأخرى حمراء تتجه نحو الأسفل. أموالٌ تنتقل من مالك إلى آخر بسرعة كبيرة. هذه هي النظرة الخارجية للبورصة العالمية. لكن داخلها عمليات معقدة وأخرى غير مفهومة تزيد من سعر أسهم شركة ما وتعمل على تدني أسهم الأخرى. وبالتأكيد لا يتوقف تبادل أسهم الشركات على البورصة العالمية فقط بل يتعدّى هذا لتعتمد بعض الشركات الضعيفة على تداول الأسهم خارج البورصة الرسمية وأطلق عليها بورصة OTC، فما هي بورصة OTC؟ وما هي آلية التداول بها؟ هذا ما سنتعرّف عليه من خلال مقالنا الآتي.
بدايةً سوف نعرض لمحة مختصرة عن مفهوم البورصة بشكل عام، بعد ذلك نتابع في موضوع مقالنا الرئيسي.
تعريف البورصة وميزاتها
يمكن تعريفها على أنها سوق مثل أي سوق آخر، تتم فيه عمليات التداول من بيع وشراء، إلّا أنها تتمتع بالعديد من الخصائص المميزة تأتي قوانينها الثابتة في مقدّمتها، ولا تتم عمليات التداول إلا من خلال شركات وساطة وسمسرة محددة على عكس بورصة OTC التي سنتعرّف عليها لاحقًا. كما تتميز المواد القابلة للتداول في سوق البورصة بالعديد من الميزات، نذكر منها:
- المواد المتبادلة ذات أهمية كبيرة.
- غالبًا ما يكون سعرها مرتفع.
- يجب أن تكون قابلة للتخزين.
وتأتي أهمية البورصة من عدة عوامل، نذكر منها:
- مكان مميز لتبادل الأموال وزيادة الثروة.
- تؤثر على الاقتصاد العالمي والدولي.
- وسيلة لتمويل بعض الشركات بلا حاجة اللجوء إلى القروض البنكية.
- توفير فرص عمل.
التعريف ببورصة OTC
OTC اختصار ل “Over The Counter”، كما تدعى بالبورصة الرخيصة، ويتداول بها خارج البورصة التقليدية بأسهم من نوع OTC. وعلى الرغم من أنها تمتلك العديد من المشاكل إلا أنها تجذب المستثمرين لأنها تقدّم رسوم منخفضة نسبيًا مع رسوم البورصة العادية، ويمكن تلخيص هذه المشاكل بعدم قدرة المستثمرين غير الخبيرين على التوقع الصحيح وإمكانية الخسارة كبيرة حيث أنه لا يمكنك كمستثمر التنبؤ بقدرة شركة صغيرة على النهوض أو على النجاح على عكس الشركات الكبيرة والعملاقة التي تملك اسمًا في السوق.
تتم عمليات التداول خارج البورصة العالمية على منصات إلكترونية تأتي منصة OTC (OTCBB) في مقدمتها التي تشغّل من قبل هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA) و تشرف على جميع عمليات التداول والصفقات التي تجري في سوق OTC.
الأسهم خارج البورصة العالمية
أو أسهم OTC يعبر عن أوراق مالية لا تتداول في البورصة المنتظمة، أما عن تكلفتها فهي أقل من دولار أمريكي واحد لكل سهم ، ويمكن أن تبلغ القيمة السوقية للشركة أقل من 50 مليون دولار أمريكي.
تسمح هذه التكلفة المنخفضة للأسهم بشراء الكثير من الأسهم بسعر منخفض للمستثمر. بعد ذلك، إذا تمكنت الشركة من صنع منتج ذو جودة عالية وأخذت مكانًا بين الشركات الناجحة، من الممكن أن يزيد المستثمر من استثماراته في أسهم الشركة.
أسواق تداول الأسهم خارج البورصة العالمية OTC
يزداد عدد الأسهم في سوق OTC كل يوم. تتداول تلقائيًا من خلال أنظمة اتصالات محددة. لكن تبقى المشكلة قائمة بإمكانية التلاعب الكبيرة في هذا السوق ووجود طرق عديدة للاحتيال ضمنه. سنذكر فيما يلي أهم أسواق التداول خارج البورصة:
- سوق OTC QX: يعتبر السوق الأكثر هيبة وثقة من نوعه. وللتداول ضمنه عليك مراعاة بعض الشروط حيث لا يسمح بأن يكون سعر السهم أقل من خمسة دولارات أمريكية. ومن المعتقد أنه إذا قلّ السعر عن هذا الحد غالبًا ما يكشف عن شركة على وشك الإفلاس أو شكة احتيال.
- سوق OTC QB: يسمى سوق المغامرة، للامتثال لهذه الفئة، يتوجب على الشركة تقديم حساب كامل لتمويلها إلى SEC. إذا استوفت متطلبات المنظم، فبإمكانها التداول في هذا السوق، ولكن بمجرد كسر هذه المتطلبات، تنقل تلقائيًا إلى السوق المفتوح الوردي.
- السوق المفتوح الوردي: يضم هذا السوق مجموعة كبيرة من الشركات التي لا تخضع لمتطلبات SEC. حيث يمكن شراء أسهم شركات هذا السوق بأسعار رخيصة جدًا، ولكن مع كل هذه التسهيلات تزداد احتمالية النصب والاحتيال في هذا السوق.
خصائص تداول الأسهم في بورصة OTC
يمكن اعتبار التداول في بورصة OTC بأنه بناء شركة صغيرة بمتطلبات بسيطة واحتمالية ربح قليلة أيضًا. حيث في حين عملية الدخول إلى البورصة العالمية عملية شاقة ومعقدة بالنسبة للشركة، يكون الاكتتاب في بورصة OTC سهل ويتطلب رأس مال بسيط. ولكن تأتي المشاكل لتعيق الإقبال للتداول في هذه البورصة أهمها عدم الأمان وكثرة عمليات الاحتيال فيها، بالإضافة إلى التقلب السريع وغير المبر لأسعار أسهم بعض الشركات.
في الختام نستطيع القول أن البورصة بجميع أنواعها وأشكالها من أهم نتائج تقنيات الاقتصاد الحديث، وأن بورصة OTC جاءت كحل لا بأس به للعديد من الشركات الصغيرة لإثبات قدرتها على النجاح من ناحية، ولتحقيق أرباح كيرة من ناحية أخرى.