هل تعلم ما هو المقصود بمصطلح بطاقة الأداء المتوازن؟ وهل تريد التعرّف على مختلف المعلومات المتعلقة بها؟ لا عليك عزيزي. ففي مقالنا التّالي سنعمل على تخصيص حديثنا عن بطاقة الأداء المتوازن نماذج تطبيق بطاقة الأداء المتوازن. فمن المعروف بأنّ بطاقة الأداء المتوازن تعدّ أحد مؤشرات الأداء التي تعمل في مجال قياس أداء المنشآت والمنظمات العاملة وفق برامج التطوير والجودة. كما يمكن من خلال هذه الأداة التعرّف على قدرات المنشآت في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية. وأيضًا تلعب بطاقة الأداء المتوازن دورًا مهمًا ومساعدًا في مجال تحديد إمكانيات الشركات، والمؤسسات على الوصول إلى أهدافها التي تطمح بالوصول إليها. فما هي بطاقة الأداء المتوازن The balanced scorecard؟ وما هي نماذج تطبيق الأداء المتوازن؟ كلّ ذلك وأكثر سنتعرّف عليه في سياق السطور التّالية.
بطاقة الأداء المتوازن
يمكننا العمل على تعريف بطاقة الأداء المتوازن The balanced scorecard بأنّها ذلك النظام الإداري الذي أنتجه العالمان نورتون وكابلان في سبيل مساعدة المنشآت المختلفة على ترجمة رؤيتها الاستراتيجية. وتحقيق استراتيجيتها، وترجمة أهدافها المستقبلية إلى مجموعة متجانسة من القياسات، والأهداف الاستراتيجية المترابطة فيما بينها. ومن الواضح بأنّ آلية عمل بطاقة الأداء المتوازن تعتمد على 4 مناظير، ومحاور واضحة، وهي:
- المحور المالي، والذي تتجسد فيه الأهداف المالية.
- ومحور العملاء، حيث يتمّ من خلاله تحديد الأهداف المتعلقة بالعملاء سواء عملاء الشركة الداخليين باعتبارهم موظفين، أو العملاء الخارجيين.
- علاوة على ذلك كله، محور العمليات الداخلية الخاصة بأعمال المنشآت الداخلية ومختلف الإجراءات المتبعة.
- ومحور التعلّم والنمو التنظيمي، والذي يدلّ على مختلف أهداف التطوير والتدريب، والتوثيق.
نماذج تطبيق بطاقة الأداء المتوازن
في البداية دعونا نعمل على عرض الصورة التالية باعتبارها نموذج تطبيقي لبطاقة الأداء المتوازن:
ومن الواضح لنا بأنّ هذه الصورة تحتوي على العديد من الخانات، والأقسام التي تكوّن بمجملها بطاقة أداء متوازن نموذجية. وفيما يلي سنعمل على شرح كلّ قسم من أقسام هذه البطاقة:
- رمز المؤشر: والذي يتضمن رقم ترميز البطاقة في سبيل سهولة الرجوع إليها وقت الحاجة.
- المؤشر: وهو المهمة أو الموضوع الذي نريد العمل على قياس أدائه.
- وقسم تعريف المؤشر الذي يدلّ على الوصف التعريفي للمؤشر المراد قياس أدائه.
- في حين أنّ الهدف الذي يرتبط به المؤشر يدلّ على أنّ المؤشرات لا يتمّ العمل بها إلّا بعد العمل على وضع خطة استراتيجية للمنشأة. ولكلّ عمل استراتيجي مجموعة من الأعمال الواجب القيام بها للمساعدة على تحقيق الأهداف الموضوعة.
- كما أنّ المنظور المذكور في أعلى بطاقة الأداء يشير إلى المحاور التي يرتبط بها الهدف الاستراتيجي مع المؤشر.
- علاوة على ذلك فالقطبية يشار إليها بوصف موجب أو سالب، وهي تعني وتدلّ على كون المؤشر بحاجة إلى صعود، أو هبوط.
- في حين تدلّ دورية القياس على تحديد متى يجب العمل على إجراء القياس.
- والتراكمية تجيبنها عن التساؤلات بعد كل قياس هل يزيد عن القياس الذي قبله، أم ينقص.
- كذلك الأمر، فمالك المؤشر يخبرنا عن الشخص الواجب عليه العمل على هذه المؤشرات، والواجب عليه العمل لتحقيق الهدف السنوي.
- أمّا محدد المستهدف فهو الشخص الذي سيقوم بوضع الرقم المطلوب المراد تحقيقه.
- بالإضافة إلى ذلك كله، تدلّ خانة الفريق المستهدف على مجموعة الأشخاص المساندين والمساعدين في سبيل تحقيق الهدف.
- وفي النهاية ستخبرنا خانة المعادلة بطريقة احتساب القياس، ومن الممكن أن تكون معادلة، أو أداة عمل أخرى.
أنواع مؤشرات بطاقات الأداء المتوازن
كما ذكرنا لكم سابقًا، فإنّ بطاقات الأداء المتوازن The balanced scorecard تعمل في سبيل قياس المؤشرات الخاصة بالمنشآت. وذلك في سبيل تحقيق التقدم والتطور المطلوب داخل المنشأة. وفيما يلي سنعمل على ذكر أنواع المؤشرات التي يعتمد عليها عمل بطاقات الأداء:
- مؤشرات النتائج الرئيسية Key Result Indicators KRIs، وتخبرنا هذه المؤشرات بمقدار الإنجاز ونسبة نجاح العمل.
- في حين أنّ مؤشرات قياس النتائج Result Indicators RIs تخبرنا بمقدار العمل الذي تمّ إنجازه.
- كما أنّ مؤشرات الأداء Performance Indicators PIs ستدلّنا على مجموعة الأعمال التي من الواجب إنجازها.
- كذلك الأمر فإنّ مؤشرات الأداء الرئيسية Key Performance Indicators KPIs هي المؤشرات التي ستدلّنا على الأمور الواجب تطبيقها في سبيل زيادة الأداء.
المؤشرات
كيفية إنشاء بطاقة الأداء المتوازن
- عندما مباشرتك العمل بإنشاء بطاقة أداء متوازن يجب عليك العمل على تحديد الاستراتيجية، والرسالة، والرؤية المستقبلية، والقيم الخاصة بشركتك.
- ومن ثمّ يجب عليك العمل على تحديد متطلبات العملاء المحتملين، وتقدير عرض قيمة الشركة عن طريق إنشاء عدّة جوانب من استراتيجية الشركة.
- وفي المرحلة التالية، لا بدّ لك من ضرورة تقسيم المواضيع الاستراتيجية المحددة مسبقًا إلى عدّة أهداف استراتيجية واضحة. ومن الضروري تصنيف هذه الأهداف اعتمادًا على مستوى الموضوع، والفرز يجب أن يكون حسب وجهات النظر.
- بعد ذلك يجب عليك إنشاء خريطة استراتيجية واضحة على مستوى الشركة، وتضمينها التصور الكلّي عن كيفية حصول عملاء الشركة على القيمة المفيدة.
- كذلك الأمر، يجب وضع مقاييس للأداء الخاص بالأهداف الاستراتيجية المحدّدة مسبقًا.
- علاوة على ذلك كله، يجب عليك توزيع المهام والمسؤوليات على أعضاء الفريق، وأن تشارك خريطة الاستراتيجية الموضوعة مع أعضاء الفريق.
- كما يجب الاهتمام المطلق بتنفيذ العملية عن طريق استخدام أحد برامج القياس الخاصة بقياس الأداء لجمع البيانات ذات الصلة.
- بالإضافة إلى ذلك كله، لا بدّ من إعادة نشر بطاقات الأداء التي تمّ استخدامها على مستوى الشركة لكي تتناسب مع وحدات الأعمال الأصغر. وبعد ذلك يجب تصنيفها ضمن سلسلة من بطاقات الأعمال الفردية، أو الجماعية.
- وفي النهاية يجب عليك العمل على تقييم بطاقات الأداء المكتملة، ويجب عليك التأكّد من مسألة قياس الأشياء بشكل صحيح.
خصائص نماذج تطبيق بطاقة الأداء المتوازن
- يتمّ من خلالها تحليل النمو والتعلّم عن طريق البحث في مختلف مصادر المعرفة والتدريب.
- وتقيّم العمليات التجارية عن طريق الإدارة التشغيلية للشركة صاحبة بطاقة الأداء المتوازن في سبيل تتبع وملاحقة الفجوات والعجز، والهدر ومعالجة هذه السلبيات.
- كما أنّه يتمّ العمل على تجميع آراء العملاء في سبيل قياس رضا العملاء حيال جودة المنتجات الخاصة بالشركة، ومقدار توافرها.
- كذلك الأمر، فمن أهمّ خصائص هذه النماذج هي استخدام البيانات المالية في سبيل فهم طبيعة الأداء المالي للشركة.
ومن الواضح لنا بأنّ الخصائص الـ 4 المذكورة أعلاه تشمل بمجملها رؤيةً استراتيجيةً منظمةً، حيث تتطلّب بالتأكيد وجود إدارة متطورة ونشيطة في مجال تحليل البيانات.
ومن خلال كلّ ما ورد ذكره سابقًا نكون قد ذكرنا لكم لمحةً موجزةً عن بطاقة الأداء المتوازن نماذج تطبيق بطاقة أداء. علاوة على ذلك كله، فقد ذكرنا لكم أهمّ خصائص هذه البطاقة، وكيفية إنشاءها، وأهم أنواعها في سبيل منحكم المعلومات الكافية، والصحيحة عنها.