لا تقتصر صناعة النحاس على أكثر الدول إنتاج للنحاس حول العالم. والتي سنتعرف عليها ضمن قائمة الدول حسب إنتاج النحاس، وإنما تخطتها لتنتشر في أصقاع الأرض. فقد اعتمد البشر منذ القدم على معدن النحاس، الداخل في صناعة أدوتهم المستخدمة في الحفر والصيد. وقد أكدت إحدى الاكتشافات في بلاد ما بين النهرين، أن النحاس مستخدم عندهم من قبل 6000 عام. ليكون أول معدن عرفه الإنسان. وثاني المعادن في منافعه للبشرية بعد الحديد. وقد تم اكتشاف الطرق المناسبة لاستخراج النحاس من المركبات. وقد اشتق اسمه من جزيرة قبرص المسماة باللاتينية cuprum، عندما احتلت الإمبراطورية الرومانية قبرص واستحوذت على جميع النحاس في الجزيرة. كما نحصل اليوم على معدن النحاس من خاماته المنتشرة بكثرة على الكرة الأرضية. وعلى الأخص في أمريكا الجنوبية، وجنوب أفريقيا، وبعض الدول التي تتصف في ارتفاع إنتاجها من النحاس. والتي سنتعرف عليها ضمن مقالتنا أكثر الدول إنتاجا للنحاس حول العالم قائمة الدول حسب إنتاج النحاس.
النحاس أكثر الدول إنتاج للنحاس حول العالم
يتميز النحاس بلونه المائل إلى الحمرة وبريقه اللامع، بالإضافة إلى ليونته ما يجعله قابل لعمليات السحب والطرق، كما أن ناقليته العالية للكهرباء والحرارة جعله أهم المعادن الداخلة في صناعة الأسلاك الكهربائية والمواسير. وبالنظر إلى مقاومته للتفاعل والتأكل في الهواء النقي، ورطوبة مياه البحر، فقد اعتمد في صناعة العملات المعدنية، بالإضافة إلى صناعة المجوهرات من النحاس وسبائكه المصنعة بخلطه مع المعادن الأخرى وأهمها البرونز خليط بين النحاس بنسبة 88% ونسبة 12% من القصدير. ويستخرج النحاس من المناجم المفتوحة المنتشرة بكثرة في أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص دولة تشيلي التي تتزعم قائمة الدول المنتجة للنحاس حول العالم.
قائمة الدول حسب إنتاج النحاس
النحاس من قائمة أكثر المعادن وفرة في الطبيعة، وهو في الترتيب 25 على هذه القائمة، وقد دخل النحاس ضمن العائد القومي للدول المنتجة له، والتي سنتعرف عليها ضمن قائمة الدول حسب إنتاج النحاس وهي كما يلي:
- تشيلي: استحوذت تشيلي الواقعة في أمريكا الجنوبية، على صدارة القائمة بالترتيب الأول بين منتجي النحاس حول العالم، حيث بلغ إنتاجها 5750000 طنًا من معدن النحاس سنويًا. الذي جعل تشيلي قبلة اجتذاب الاستثمارات الخارجية. بعدما أقرت الحكومة قانون التعدين في التسعينات من القرن الماضي.
- الصين: تأتي في المركز الثاني على قائمة منتجي النحاس. حيث بلغ إنتاجها 170000 طن سنويًا، وهي تأتي في صدارة الدول كأكبر مستهلك للنحاس بسبب تطور الصناعة ونموها الكبير.
- البيرو: هي من الدول المنافسة بقوة في إنتاج النحاس، وهي تحتل المرتبة الثالثة، والذي بلغ إنتاج النحاس لديها 138000 طن سنويًا. وتتجه أنظارها إلى التغلب على الصين عبر زيادة إنتاجها للنحاس . حيث تعد الصين أكبر مستوردي للنحاس من بيرو.
- الولايات المتحدة الأمريكية: تتقارب في إنتاجها مع البيرو لتتأخر عنها بفارق بسيط في الإنتاج البالغ 136000 طن سنويًا. لتأخذ المرتبة الرابعة. وتنتشر مناجم النحاس في كل من أريزونا ونيومكسيكو، ونيفادا.
- جمهورية الكونغو الديمقراطية: تقع الكونغو في المركز الخامس، بإنتاج 103000 طن سنويًا، مع العلم أنها تحتل الترتيب الثاني كأكبر احتياطي لمعدن النحاس في العالم. ويعود تراجعها على قائمة أكبر منتجي النحاس إلى افتقارها للتكنلوجيا اللازمة لذلك.
- استراليا: تقع بالمركز السادس بإنتاج وصل إلى 970000 طنًا سنويًا، وهي تملك واحدًا من أكبر المناجم التي تقع تحت الأرض في العالم. وتنتشر الرواسب المحتوية على النحاس في المنطقة الجنوبية منها.
- روسيا: تأتي روسيا سابعًا، حيث وصل إنتاجها قرابة 742000 طنًا من النحاس سنوًا، وهي تعاني شح مواردها من النحاس. مع عدم وجود احتياطي يغطي حاجة السوق.
- زامبيا: تتقارب في إنتاجها البالغ 708000 طن، مع كندا البالغ إنتاجها 696000 طن، والمكسيك البالغ إنتاجها 515000 طن، لتحتل المرتبة الثامنة.
استخراج النحاس ومعالجته
الخطوة الأولى في تعدين النحاس هي تحديد مناطق تواجده. إن كان على سطح القشر الأرضية أم في داخلها. في الحالة الأولى يتم عمل مقالع كبيرة يعمل فيها على تفتيت الكتل الكبيرة عن طريق التفجير. ثم تجمع بواسطة آلات ضخمة وينقل بواسطة شاحنات كبيرة تصل حمولة الواحدة منها 150 طنًا من الخامات. وفي الحالة الثانية يتم حفر مناجم للوصول إلى الكتلة الأساسية، وبنفس الطريقة السابقة يتعامل معه ونقله إلى المصانع المخصصة لذلك لمعالجته وتحويله إلى الشكل المراد الاستفادة منه بالطرق الأساسية التالية:
- التعدين والمراجعة: يتم استخلاص النحاس بإزالة المواد كالأحجار الجيرية والسيليكا والبيريت للحصول على النحاس الخام بنسبة 20% إلى 30%.
- الصهر والترشيح: يتم في هذه المرحلة إزالة كمية كبيرة من الشوائب كالحديد وغيرها من المعادن إن وجدت.
- التكرير: وهي المرحلة الأخيرة من عملية التعدين للحصول على نحاس نقي تصل نسبته إلى 99.99%.
أنواع النحاس واستخداماته
يدخل النحاس في حياتنا بالإضافة لتطبيقاته الرئيسية المستخدمة في كافة مجالات الصناعة، ضمن نظامنا الغذائي لحاجة أجسادنا لهذا المعدن الذي يؤدي نقصه إلى التهاب المفاصل. كما يساعد على إنتاج الميلانين لتقوية الشعر ومنع الشيخوخة المبكرة. أيضا يدخل في تركيب بعض الدهانات المستخدمة لطلاء القوارب لمنع نمو النباتات عليه. علاوة على طلاء جذوع الأشجار لمنع نمو الفطريات. ويختلف النحاس بحسب طريقة تحضيره ونسبة المعادن المضافة إليه، للحصول على سبائك مختلفة حسب الحاجات المراد تحقيقها من وراء ذلك، حيث يوجد ثلاث أنواع للنحاس، وهي كما يلي:
- النحاس عالية التوصيل: يمتاز هذا الصنف بقدرته على التوصيل الكهربي. وهو يصلح لصناعة الأسلاك والكابلات الكهربائية. إضافة إلى مرونته العالية إذ تبلغ موصليته 100% إلى 101.5% طبقًا لمعيار الصلابة الدولية للنحاس.
- النحاس المختزل: وهو النحاس المنتزع منه الأكسجين عبر إضافة الفوسفور أو البورن لينتج النحاس الصلب المقاوم للتأكل عند ملامسة الهيدروجين له. هذا النوع مناسب لمواسير إمداد الغاز ومياه الشرب، إضافة إلى استخدامه في أنظمة التكييف والتدفئة.
- النحاس المسبوك: يتم تشكيل النحاس بخلطه بنسب معينة مع مجموعة محددة من المعادن المناسبة كالقصدير، والزنك، والنيكل، والألمنيوم للحصول على قوام يصلح للغرض المطلوب كصناعة النقود، وآلات الموسيقا، والتماثيل، المجوهرات.
النحاس أول المعادن التي تعرف عليها الانسان، حتى أنه سيطر على حقبة واسعة من الزمن سميت بالعصر البرونزي أو النحاسي حسب بعض المراجع. وواكب مراحل التصنيع اليدوي في العهد الأول للنهضة البشرية. إلى زمننا الحاضر حيث لايزال من أهم المعادن. كلنا أمل أن تكون مقالتنا النحاس أكثر الدول إنتاج للنحاس حول العالم قائمة الدول حسب إنتاج النحاس قد حققت الفائدة المرتجاة.