الموازنة Budget تعريف المفهوم مع الأمثلة

الموازنة Budget أحد مفاهيم الاقتصاد الجزئي التي تهتم بها كل من الحكومات، الشركات، والأفراد على حد سواء. تأتي أهمية الموازنة بشكل أساسي من دورها في إدارة النفقات من خلال ترتيب أولويات الإنفاق بما يتناسب مع الإيرادات، مما يساعد على وضع خطط مالية فعالة إلى حد ما لفترات محددة. لذلك، وجدنا أنه من الضروري تخصيص مقال تعريفي حول مفهوم الموازنة مع ذكر أمثلة عن هذا المفهوم.

بشكل عام، يسعى البشر إلى إدارة النفقات الشهرية أو تحقيق الموازنة بين الدخل والإنفاق من خلال تطبيق مبدأ ألا تزيد المصروفات عن الإيرادات سواء خلال الشهر أو السنة، وذلك لتفادي العجز المالي والاضطرار إلى الاستدانة. في الواقع، من خلال هذه العملية، يطبق الأفراد ما يعرف في عالم الاقتصاد باسم مفهوم الموازنة Budget، حتى وإن لم يعرفوا هذا.

من ناحية أخرى، ينطبق هذا الأمر على الشركات والحكومات أيضًا، حيث تضع تصورات مالية للإيرادات والنفقات لمدة عام كامل وتتخذ قراراتها بناءً على هذه الدراسة، فما هو مفهوم الموازنة Budget؟ كيف يمكن بناء الموازنة؟ وما هي أنواعها وبنودها؟ هذا ما سنجيب عليه بالتفصيل ضمن الأسطر القادمة، بالإضافة إلى استعراض بعض الأمثلة التوضيحية عن مفهوم الموازنة.

مفهوم الموازنة Budget

مفهوم الموازنة Budget

بشكل عام، تعرف الموازنة على أنها خطة مالية لتوضيح النفقات والمبالغ المخصصة لعمل ما خلال مدة زمنية محددة، حيث تعتمد على وضع تقديرات مالية لتوقع كل من الإيرادات والنفقات خلال الفترة المدروسة. بالتالي، فهي تشير إلى إجمالي التقديرات للإيرادات مقابل النفقات خلال مدة محددة. كما يمكن تعريف مفهوم الموازنة Budget بشكل مختصر كونه المبلغ المالي المخصص لغرض ما أو حدث معين خلال فترة زمنية محددة.

في الواقع، تهدف الموازنة بشكل أساسي إلى السيطرة على الإنفاق في ظل الإيرادات المتاحة تفاديًا للوقوع في فخ الديون. على اعتبار أن الموازنة هي خطة تهدف إلى ضمان الاستقرار المالي للفرد أو المنشأة، فإن مفهوم الموازنة Budget يطبق على مستويات مختلفة تتمثل في الحكومات، المؤسسات، الشركات، والأفراد.

من ناحية أخرى، تعد الموازنة بمثابة الطريقة التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف المالية المرجوة، وإيجاد التوازن المطلوب بين النفقات والإيرادات. بالتالي، على الرغم من أنها تعتمد على التقديرات، إلا أن هذه التقديرات لا يمكن أن تكون عشوائية، وإنما توضع عادةً من قبل خبراء في مجال إعداد الموازنات. في النهاية، يعتمد أصحاب القرار على دراسة الموازنة لاتخاذ القرار بمواصلة العمل، تغيير خطة العمل، أو تغيير فكرة المشروع ككل.

شاهد أيضًا: تحليل Analysis تعريف المفهوم مع الأمثلة

أنواع الموازنة Budget

في الواقع، يختلف تقسيم الموازنات والأمثلة عن مفهوم الموازنة تبعًا للمعايير المستخدمة في عملية التصنيف مثل الفترة الزمنية، الفئة التي تعد الموازنة، الفرق بين الإيرادات والنفقات، وغيرها من المعايير.

تصنيف الموازنة حسب المدة الزمنية

تقسم الموازنة Budget تبعًا للمدة الزمنية التي تغطيها إلى ثلاثة أنواع قصيرة الأجل، طويلة الأجل، ومستمرة.

  • الموازنة قصيرة الأجل: يغطي هذا النوع فترة زمنية تمتد بين شهر إلى سنة. تتميز بارتفاع مستوى دقة التقديرات نظرًا لقصر الفترة الزمنية، وعادةً ما تهتم بها المستويات الإدارية المتدنية.
  • موازنة طويلة الأجل: تمتد مدة الموازنة في هذا النوع بين 3 إلى 10 سنوات، حيث تهدف إلى التنسيق بين الأهداف والإمكانيات المستقبلية المتاحة. بالتالي، فهي من الموازنات التي تهم مستويات الإدارة العليا ولا سيما فيما يتعلق بالجانب التخطيطي.
  • الموازنة المستمرة: يعتمد هذا النوع على التحديث المستمر، إذ تغطي مدة الموازنة 12 شهرًا، بحيث يضاف إليها شهرًا جديدًا كلما انقضى منها شهر، أو قد تعتمد على مدة الربع السنوي بدل فترة الشهر. على الرغم من ميزات الموازنة المستمرة، إلا أن تكلفتها مرتفعة نظرًا لضرورة تحديثها كاملةً بشكل دائم.

تصنيف الموازنات حسب الغرض من الإنفاق

في الواقع، يستخدم هذا التصنيف بكثرة ضمن المؤسسات الحكومية، حيث يضم نوعين أساسيين وهما الموازنة الجارية والموازنة الاستثمارية أو الرأسمالية.

تضم الموازنة الجارية عادةً كل ما يتعلق بموازنة الأجور والمشتريات. أما بالنسبة للموازنة الرأسمالية فهي تضم كل ما يتعلق بالنشاطات الاستثمارية مثل إضافة أصول جديدة أو عمليات الصيانة والتطوير.

تصنيف الموازنة حسب الفرق بين الإيرادات والنفقات

بشكل عام، يضم هذا التصنيف ثلاثة أنواع تعرف بالمتوازية، الفائضة، والعاجزة. أما أهم المعلومات حول هذه الأنواع فهي:

  • موازنة متوازية: حيث تتساوى النفقات مع الإيرادات المتوقع الحصول عليها خلال السنة المالية.
  • الموازنة الفائضة: تتجاوز الإيرادات في هذه الحالة مقدار الإنفاق المتوقع خلال السنة المالية، وتعد من مؤشرات الثراء.
  • الموازنة العاجزة: على عكس النوع السابق، إذ يتجاوز الإنفاق المتوقع مقدار الإيرادات المقدّرة خلال المدة المحددة أو السنة المالية.

مع العلم يوجد العديد من الأمثلة والأنواع الأخرى لمفهوم الموازنة مثل الموازنة الصفرية، الموازنة الثابتة، الموازنة المرنة، وغيرها. بشكل عام، تعتبر الموازنة الصفرية من أفضل الموازنات، إذ تعتمد على التقييم والمراجعة المستمرة للقرارات والظروف المحيطة وتتطلب إجراءات مستقلة من عام لآخر.

بنود الموازنة Budget

بنود الموازنة

في الواقع، يمكننا معرفة بنود الموازنة بسهولة اعتمادًا على تعريف مفهوم الموازنة Budget، حيث تتكون بشكل أساسي من النفقات والإيرادات.

الإيرادات في الموازنة

تعرف الإيرادات على أنها كافة المبالغ المتوقع الحصول عليها خلال المدة المدروسة. بشكل عام، من السهل تحديد مصادر الدخل بالنسبة للأفراد، أما بالنسبة للحكومات، فهي تتكون من:

  • إيرادات ضريبية: وهي المبالغ المتوقع الحصول عليها من الضرائب التي تفرضها الحكومة سواء كانت مباشرة كضريبة الدخل أو غير مباشرة كضرائب السلع والخدمات.
  • إيرادات غير ضريبية: وتشمل كافة المبالغ الأخرى المتوقع الحصول عليها وتقسم عادةً إلى إيرادات تجارية مثل أرباح بيع السلع التي تنتجها الحكومة وإيرادات إدارية كرسوم التراخيص، والرسوم المدفوعة مقابل الخدمات الحكومية.

النفقات في الموازنة

في الحقيقة، تدخل كافة المصاريف المتوقعة خلال المدة المدروسة ضمن بند النفقات. على اعتبار أنه يمكن تحديد نفقات الأفراد بسهولة، سنقتصر على دراسة النفقات الحكومية، والتي تضم:

  • نفقة التسيير: وتشمل كافة النفقات المتوجب دفعها لاستمرار عمل أجهزة الدولة مثل الأجور.
  • نفقات التجهيز أو الاستثمار: وهي التكاليف المتعلقة بتحسين المستوى المعيشي أو مستوى الدولة مثل بناء وتجهيز البنى التحتية.
  • نفقات الدين العام: تعرف بالنفقات التي تدفعها الدولة مقابل خدمة الدين، وتدفع على شكل فوائد.

آلية إعداد الموازنة

من الطبيعي أن يبدأ إعداد الموازنة Budget سواء للأفراد أو المؤسسات بتحديد الدخل المتوقع خلال الفترة الزمنية المحددة. بعد ذلك، لا بد من تحديد النفقات الأساسية المتوقعة ومحاولة التحكم في الديون. في النهاية، يرصد المبلغ اللازم لتغطية النفقات من بند الإيرادات، وفي حال وجود فائض من الإيرادات يمكن ادخاره أو توفيره. فلنفرض أننا نرغب بإعداد الموازنة لمدة شهر، بالتالي تتلخص الآلية بما يلي:

  1. تحديد الدخل الشهري: كالراتب، عوائد المبيعات، أو الفوائد العائدة من الاستثمارات.
  2. تحديد النفقات الشهرية: وتشمل إيجار المنزل أو المؤسسة إن وجد، الفواتير المختلفة، والاحتياجات الأساسية.
  3. تغطية النفقات من الإيرادات، مع ملاحظة أهمية خفض النفقات بما يتناسب مع الدخل في حال عدم كفاية الإيرادات لتغطية أوجه الإنفاق التي حصلنا عليها من الخطوة السابقة.

شاهد أيضًا: كيف تدخر المال من راتبك

أهمية الموازنة Budget

في الواقع، يمتلك مفهوم الموازنة Budget أهمية كبيرة سواء في حياة الأفراد أو على مستوى المؤسسات والحكومات، وتتمثل أهميتها فيما يلي:

  • تسليط الضوء على أوجه الإنفاق، مما يساعد على إعادة ترتيب أولويات الإنفاق بما يتناسب مع الإيرادات. بالتالي، توفر الموازنة إمكانية التحكم بالنفقات.
  • وضع خطط مالية لفترات مختلفة للمساعدة في اتخاذ قرارات أفضل.
  • المساهمة في الابتعاد عن الديون.
  • إعطاء فكرة عن وجود أموال فائضة مما يتيح فرصة للاستثمار بها.
  • تدعيم المركز المالي لحالات الطوارئ.

شاهد أيضًا: الربحية Profitability التعريف المفهوم الأمثلة

أمثلة عن مفهوم الموازنة Budget

بشكل عام، يوجد العديد من الأمثلة حول هذا المفهوم، بل يمكننا القول أنه أينما نظرت في الحياة اليومية ستجد تطبيقًا لمفهوم الموازنة. مع ذلك، تبقى أبرز الأمثلة:

  • الموازنة الشخصية Personal Budget: وهي أبسط الأمثلة إذ تعتمد على إعداد الموازنة على صعيد الأفراد مثل مراقبة النفقات الشهرية مقابل الرواتب. بشكل عام، بعد تحديد مصادر الدخل وإجمالي الإيرادات، يمكن توزيع المبلغ على الإيجار، الفواتير، الاحتياجات الأساسية، وغيرها من النفقات. بعد ذلك، يمكنك ادخار الباقي في حال وجوده أو تحديد جزء من المبلغ الفائض لتناول الطعام في المطعم على سبيل المثال. أما في حال وجود عجز، لا بد من محاولة زيادة الإيرادات والتحكم في النفقات حسب الأولوية.
  • موازنة المؤسسات Corporate Budget: تختلف موازنة الشركات والحكومات عن الموازنة الشخصية، حيث تضم عادةً المبيعات المتوقعة والمصاريف التي تحتاجها الشركة لتغطية احتياجاتها. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن موازنة المؤسسات تحديد التوقعات العامة لوضع السوق والعوامل المحيطة المؤثرة على العمل.
  • الموازنة العامة: وهي الموازنة التي تحدد عمل الدولة لمدة سنة بالاعتماد على تقديرات الإيرادات المتوقع تحصيلها والنفقات المتوقع تكبدها خلال هذا العام. بشكل عام، يلجأ الكثيرون إلى متابعة جلسات مناقشة الموازنة العامة لمعرفة الوضع المالي للدولة وتوجهاتها خلال العام القادم سواء بالاتجاه نحو رفع الرسوم والضرائب أو نحو تحسين سبل العيش.

آلية معالجة العجز في موازنة الحكومات

بشكل عام، تواجه العديد من الدول حالات عجز الموازنة Budget، وتعمل على معالجة هذا العجز من خلال تنفيذ السياسات المالية أو السياسات النقدية:

  • السياسات المالية: يختلف تطبيقها من دولة إلى أخرى فمنها ما يلجأ إلى تقليص العجز عن طريق تقليل الإنفاق الحكومي وزيادة الضرائب. لكن هذه الطريقة لها عقبات سيئة مثل ضغط النمو الاقتصادي، زيادة معدل البطالة والفقر، وتقليص الاستثمارات في الدولة. ومن ناحية أخرى، تعمل بعض الدول على معالجة المشكلة على المدى البعيد على عكس الطريقة السابقة، مما يؤدي إلى توسيع الاستثمار وزيادة إجمالي الإيرادات الضريبية.
  • السياسات النقدية: تتمثل في طباعة المزيد من الأموال وإصدار أذونات الخزينة والسندات بهدف تقليص فرق العجز في الموازنة. مع ذلك، تتمثل أبرز مخاطر هذه العملية في انخفاض قيمة العملة وزيادة معدل التضخم.

في الختام، كانت هذه أبرز المعلومات حول مفهوم الموازنة Budget التي ينصح بتتبعها على صعيد الأفراد والشركات، علمًا أن تتبع الموازنة ولا سيما الإيرادات ليس أمرًا شاقًا. كما أنه لا يتطلب معرفة عميقة في الرياضيات، ولا يعني عدم شراء الأشياء التي ترغب بها. بل على العكس تمامًا، فمفهوم الموازنة Budget يساعد في معرفة إجابة سؤال واحد وهو إلى أين تذهب أموالك؟ وهذا ما يتيح إمكانية السيطرة عليها واستثمارها في مشاريع مفيدة تساهم في زيادة الإيرادات.

Scroll to Top