الكساد تضخمي Stagflation التعريف المفهوم الأمثلة. هو عنوان مقالنا هذا، حيث تتابع شعوب العالم الأحداث الاقتصادية وقرارات الحكومات والبنوك المركزية عن كثب وفي حالة من التوتر والقلق من حدوث أزمات اقتصادية كبرى. كما حدث في أواخر العشرينيات من القرن الماضي بما سمي بالكساد العالمي. وما نتج عنه من آثار اقتصادية مدمرة. وفي بداية السبعينيات أيضًا من نفس القرن حين حدث كساد تضخمي في الولايات المتحدة والدول الغربية. وذلك على أثر حظر تصدير النفط إليها. وسنأخذك عزي الزائر إلى منصة تجارتنا في جولة معرفية نطلعك من خلالها على مفهوم الكساد التضخمي، وأسبابه، ومخاطره، وكيفية مواجهته، إضافة إلى أمثلة عن الكساد التضخمي. ندعوك للبقاء معنا.
ما هو الكساد التضخمي
وهو الحالة التي يمر بها الاقتصاد والتي تتصف بالتباطؤ فيما يخص معدلات النمو الاقتصادي، مع زيادة البطالة، وارتفاع معدلات التضخم على نحو كبير جدًا. وقد ظهر مفهوم الكساد التضخمي لأول مرة في السبعينيات من القرن الماضي، عقب حظر تصدير النفط من الدول العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بعد عام .1973 حيث ارتفع معدل التضخم فيها وتباطأ الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كامل على النفط.
وقد كان الاعتقاد السائد سابقًا، أن تباطؤ النمو لا يترافق مع ارتفاع التضخم بسبب النظرية الكينزية التي ترى أن التضخم هو نتيجة ثانوية للنمو الاقتصادي. لكن ظاهرة الركود أو الكساد التضخمي أثبتت عكس ذلك. كما أن العلاقة بين البطالة والتضخم قد تكون طردية أحيانًا. وبين الكساد التضخمي والنمو الاقتصادي قد تكون عكسية.
أسباب الركود التضخمي
تتشابك عدة أسباب مع بعضها لكي تولد ظاهرة الكساد التضخمي في عدد من اقتصاديات الدول، ولعل أهمها:
- انخفاض القدرة الإنتاجية للدول نتيجة وجود أحداث أو ظروف غير اعتيادية قد تؤثر على عوامل الإنتاج. مثل اندلاع الحروب، أو حدوث كوارث طبيعية.
- تضارب السياسات الاقتصادية الكلية، مثل التوسع في طباعة العملات النقدية لسد عجز الموازنة.
- بالإضافة إلى زيادة معدل الإقراض من قبل الجهاز المصرفي، بما يسهم في زيادة معدلات التضخم بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
- ارتفاع أسعار المواد الخام بشكل كبير بما يساهم في ارتفاع أسعار النقل والمواصلات، بما يؤدي إلى انخفاض القدرة الإنتاجية للاقتصاد. وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع أسعار وسائل النقل.
نتائج الكساد التضخمي
ينتج عن الكساد التضخمي في دولة ما، العديد من الأضرار التي قد تلحق باقتصادها، وتتمثل أبرز تلك النتائج السلبية على النحو التالي:
- ارتفاع معدلات البطالة، والتي تحدث نتيجة الشركات والمعامل عن جزء من موظفيها في إطار خطة خفض النفقات، وذلك من أجل التغلب على تبعات تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد.
- ارتفاع الأسعار.
- تدهور الأحوال المعيشية للكثر من المواطنين وتآكل الدخول، وبخاصة أصحاب الدخول الثابتة. ويحدث هذا نتيجة ارتفاع مستويات الأسعار بشكل كبير.
- أيضًا تتراجع قيمة الأصول الثابتة والممتلكات بسبب انخفاض مستوى الرباح.
- تراجع معدلات النمو الاقتصادي.
- هروب الاستثمارات المحلية والأجنبية، نتيجة عدم قدرة المستثمرين على تقدير التكاليف التشغيلية للمشروعات، بسبب عدم استقرار الأسعار، ومن ثم صعوبة تحديد معدلات الأرباح.
مخاطر الكساد التضخمي
في الحقيقة يعتبر التباطؤ الاقتصادي جزء من الدورة الاقتصادية، فعندما تخرج أنشطة المضاربة في الأسواق المالية عن السيطرة. كما حدث في أواخر التسعينيات وأزمة الرهن العقاري الأخيرة. فالأسواق تحتاج إلى فترة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق. وعادة ما يحدث ذلك من خلال كساد تضخمي مؤقت وقد يكون مؤلمًا أحيانًا.
فما الذي يجعل الكساد التضخمي أمرًا خطيرًا جدًا؟ تخيل أن هناك دولة ما يعاني اقتصادها من نمو متباطئ أو انكماش بالإضافة إلى تضخم خارج عن السيطرة. فمع ارتفاع معدل البطالة ينخفض ايضًا ما لدى المواطنين من أموال. اضف إلى ذلك أن معدل التضخم يتسبب في تآكل قوتهم الشرائية المحدودة أصلًا وصورة يومية تقريبًا. وهذا يقود إلى وضع سيء جدًا، ويكون التضخم هنا القاتل الحقيقي لثقة المستهلكين. كما ويؤدي إلى خلق بيئة اقتصادية محبطة، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
شاهد ايضًا:ما هو الكساد الاقتصادي الفرق بين الكساد والركود والانكماش
أسباب الاهتمام بالكساد التضخمي حديثًا
في الفترة الفريبة اظهرت بيانات google أن الألمان يبحثون عن باهتمام عن الكساد التضخمي على google. وقد بلغ هذا الفضول ذروته خلال 13 عام الماضية. ويغذي هذا الفضول ارتفاع أسعار الطاقة وتعقد ازمة الشحن المستمرة والتي جعلت الكثير من الناس قلقين بشأن مستقبلهم. وزاد الاهتمام بهذه الظاهرة الاقتصادية المتطرفة إلى حدما من قبل بعض تعليقات المستثمرين والمحللين في الفترة الأخيرة. والتي أشارت إلى مخاوف الكساد التضخمي. مشيرة إلى النمو الاقتصادي المتعثر والارتفاع الحاد في أسعار الطاقة. كما ويبدو أن الكثيرين في المملكة المتحدة أكثر قلقًا. مع الاهتمام بمصطلح الكساد التضخمي، والذي يتجه إلى أعلى مستوياته على الاطلاق. وذلك مع التخوفات من الطوابير الطويلة على محطات الوقود على مدار الأسبوع. والتي قدمت تذكيرًا كليًا بفترة الكساد التضخمي في السبعينيات.
هل الركود التضخمي مشكلة معقدة
يمكن للكساد التضخمي أن يعقد الأمور بالنسبة لصانعي السياسات الحكومية والبنوك المركزية والمسؤولين عن تعزيز النمو وإبقاء الأسعار تحت السيطرة. ويعود ذلك إلى أن السياسات التي تهدف إلى كبح جماح التضخم قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة. وقد تؤدي الإجراءات المتخذة إلى تعزيز الإنتاج والوظائف و إلى رفع الأسعار. كما ويعد تأثير التضخم المصحوب بالكساد ذا شقين
- ويعني ذلك عددًا أقل من الوظائف مع دخول البلاد حالة كساد أو تباطؤ في النمو.
- يؤدي ارتفاع الأسعار إلى انخفاض القوة الشرائية، وينتهي الأمر بالناس إلى دفع جزء أكبر من دخلهم على الضروريات، مثل الطعام والوقود مما يقلل من قدرتهم الشرائية لعناصر أخرى.
الفرق بين الكساد والتضخم
يتكون الكساد التضخمي من ظاهرتين من المفترض عدم حدوثهما في الوقت تنفسه. فالكساد يعني تراجع النشاط الاقتصادي للدولة من فترة لأخرى. وهذا ما يعني احتمال تقلص عدد الوظائف المتاحة، وتراجع أرباح الشركات، وضعف القوة الشرائية للمستهلكين. وظاهرة الكساد هذه ليست غريبة في حد ذاتها. فهي تحدث في كثير من الاقتصاديات وضمن الدورة الاقتصادية. ولكن عندما يصاحب ذلك الكساد ارتفاع في الأسعار، فإن هاتين الظاهرتين معًا تؤديان إلى ما يسمى الكساد التضخمي. والمشكلة هنا أن الكساد يعالج بخفض معدلات الفائدة لإنعاش الاقتصاد. لكن في حال وجود نضخم في الوقت نفسه فإن خفض معدلات الفائدة يصبح كمن يرش مزيدًا من الوقود على نار مشتعلة.
مثال على الكساد التضخمي
ومثال على ذلك ما حدث في سبعينيات القرن الماضي، عندما تفاعلت عدة أحداث أدت إلى حدوث الكساد التضخمي. ومن بينها انهيار اتفاقية بريتون وودز المتعلقة باستبدال الدولار بالذهب، حيث تأثرت اقتصاديات الدول المتقدمة باقتصاد الولايات المتحدة الذي تأثر بالإنفاق العسكري في حرب فيتنام، إضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة المتمثل في ارتفاع أسعار النفط التي تضاعفت ثلاثة أضعاف. نتيجة حظر تصدير النفط العربي. وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج من السلع والخدمات. فأدى ذلك إلى حدوث تضخم في الأسعار. وأسهمت في زيادته القيود التي فرضها نيكسون للحفاظ على السعار والأجور قي مستويات معينة. والتي أدت بدورها غلى انخفاض الإنتاجية، والتي فشلت بشأنها الحكومات الغربية في رفع الطاقات الاستيعابية والتصنيعية نتيجة طفرة النمو السريع، وهذا ما أدى إلى انخفاض النشاط الاقتصادي.
شاهد أيضًا: الكساد الاقتصادي
كيفية علاج الكساد التضخمي
في الغالب يمكن مواجهة الكساد التضخمي من خلال اتباع عدد من الإجراءات والتي من شأنها الحد مع تلك الظاهرة. ومن أهمها:
- توفير آلية حماية وأمان ضد تقلبات أسعار عوامل الإنتاج، أو السلع الاستراتيجية الأساسية وبخاصة تلك العوامل والمنتجات التي يعتمد عليها الاقتصاد اعتمادًا كبيرًا مثل النفط. لأن أي ارتفاع في أسعار عوامل الإنتاج الأساسية يساهم في ارتفاع أسعار كافة المنتجات.
- الامتناع عن طبع المزيد من العملات الورقية كحل لمواجهة عجز الموازنة. لأن زيادة معدلات طباعة النقود تؤدي إلى تدهور القوة الشرائية للعملة، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم.
- ضرورة معالجة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد من خلال تقليص المكونات الريعية والعمل على تحسين جاذبية الأنشطة الإنتاجية، بما يسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي.
هل يمكن تجنب الركود التضخمي
من الصعب تجنب التضخم المصحوب بالكساد، لأنه يتعين على المنظمين الماليين أن يوازنوا بين مصلحتين متنافستين: البطالة والتضخم. وعادة ما ينطوي التعامل مع التضخم على رفع أسعار الفائدة، مما يجعل اقتراض الأموال أكثر تكلفة، ويؤدي ذلك إلى خفض طلب المستهلكين ويجعل إدارة الأعمال التجارية أكثر تكلفة، وغالبًا ما يستجيب أرباب العمل بنقص القوى العاملة. وعلى العكس من ذلك يمكن لمحافظي البنوك المركزية محاولة خفض البطالة عن طريق خفض أسعار الفائدة، وخلق حافز لأصحاب العمل للقيام باستثمارات كبيرة، والتوظيف، وتحمل مخاطر السوق. ولكن عندما يقوم أصحاب العمل بالتوظيف، ترتفع الأجور، وعندما ترتفع الأجور ترتفع أسعار المستهلك أي التضخم.كما أن الحكمة التقليدية لحل الكساد التضخمي هي التعامل مع التضخم عن طريق رفع معدلات الفائدة. والتضحية بالنمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة. والأساس المنطقي هو أن السوق يتعافى من البطالة أسرع مما يتعافى من استمرار ارتفاع الأسعار.
في نهاية مقالنا الكساد التضخمي Stagflation التعريف المفهوم الأمثلة. نكون قد قدمنا لك زائرنا الكريم إلى منصة تجارتنا تعريفًا وافيًا عنه. من حيث اسباب الكَساد التضَخمي، ونتائجه، ومدى خطورته، وطرق تجنب الكساد التضَخمي وكيفية علاجه.