تُشكل القوائم المالية والتحليل المالي وأعمال المحاسبة العصب الأساسي الذي ترتكز إليه أي عملية مالية خاصة بالمشاريع، سواء الفردية منها أو الجماعية التابعة للشركات أو المنشآت المختلفة. كما أنّ القدرة على فهم المبادئ المالية للشركة من أكثر المهارات حيويةً وفائدةً لتطوير المستثمرين ورجال الأعمال والمدراء الطموحين. وبهذه المعرفة الفعّالة يمكن للمستثمرين تحديد الفرص الواعدة بشكلٍ أفضل مع تجنب المخاطر التي تظهر فجأةً وتفاديها قدر الإمكان، كذلك يمكن للمهنيين من جميع المستويات اتخاذ قرارات تجارية أكثر استراتيجية عند الإدراك الصحيح لأساسيات البيانات المالية. لذلك لا بدّ من التدريب الصحيح للمتخصص والمحلل والمحاسب المالي ليكون لديه البصيرة النافذة لقراءة أي مستند أو قائمة لها علاقة بالعمليات الحسابية للشركة والنهوض بها. ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول ماهية القوائم المالية وأنواعها ومبادئ التحليل المالي وأنواعه ووظيفة المحاسبة ومسؤولياتها الهامة، تابعوا معنا هذا المقال عبر منصة تجارتنا لسرد أهم المعلومات وبكلِّ دقةٍ وتفصيل.
ما هي القوائم المالية
القوائم المالية: هي البيانات المالية المُعدّة بشكل تقارير للأعمال والمشاريع التجارية أو الصناعية أو أي نشاط فردي أو مشترك. حيث تُعد هذه التقارير وتُصدر من قبل إدارة الشركة لمنح المستثمرين والدائنين معلومات إضافية حول أداء الشركة ومركزها المالي. كذلك لتكوين معرفة حقيقية عن مقدار الدخل الذي تحققه الشركة شهريًّا، ومقدار الربح الذي تحققه أيضًا. كما أنّ الهدف من إعداد هذه التقارير هو توفير معلومات مالية مفيدة للعملاء أو المتابعين خارج الشركة. حيث تُكمل هذه التقارير الغاية الأساسية من المحاسبة المالية من خلال توفير المعلومات التي تساعد في عملية صنع القرار المالي.
اقرأ أيضًا: القوائم المالية للشركات كيف تتم
أهمية القوائم المالية
تكمن أهمية القوائم المالية في منهجية عمل الشركات بالنقاط التالية:
- وضع تصور شامل ومتكامل عن الوضع المالي للشركة.
- إدراج الميزانية العمومية التي تبين مستويات الديون والأرباح في الشركة، وما هو مملوك أو مستحق من الأصول المالية.
- أيضًا تقديم صورة واضحة للمستثمرين عن أرباح الشركة وكيفية إدارتها المالية الناجحة أو الفاشلة.
- تعريف المستثمرين والعملاء بكافة الأمور المالية للشركات، بما في ذلك الأرباح وإدارة الأصول، كذلك الروافع المالية وحصة المساهمين فيها.
- إضافةً إلى إمكانية قياس الحالة المالية النسبية للشركة وتحديد ما إذا كانت مستعدة للاستثمار أو إقراض الأموال.
أشكال القوائم المالية الخاصة بالشركات
فيما يلي كافة البيانات المالية المعدة من قبل الشركات:
- قوائم الدخل المالية.
- بيان الدخل متعدد الخطوات.
- كذلك قوائم الربح والخسارة.
- بيانات الدخل الشامل للشركة.
- بيانات مالية طارئة.
- بيان حقوق المساهمين.
- ورقة التوازن للشركات.
- الميزانية العمومية المصنفة.
- قائمة المركز المالي.
- قائمة التدفق النقدي المباشر وغير المباشر.
- بيان الأرباح المحتجزة.
- القوائم المالية الأولية.
أنواع البيانات المالية
تتشعب القوائم المالية إلى نوعين أساسيين وهما
- القوائم المؤقتة.
- الكشوف السنوية.
حيث لكل نوع سمات وميزات خاصة، تعطي فكرة واضحة عن أهميته في استراتيجية عمل الشركات وخططها المالية والتي سنوضحها أدناه بشكلٍ مفصل أكثر:
القوائم المالية المؤقتة
تعرف القوائم المالية التي تصدر تبعًا لفتراتٍ زمنية تقل عن عام واحد بالبيانات المؤقتة. وذلك لأنها تستخدم كبيانات مؤقتة للحكم على المركز المالي للشركة حتى تصدر البيانات السنوية الكاملة والشاملة. هذا ويتم إصدار هذه البيانات غالبًا بشكل ربع سنوي أو نصف سنوي، كما من الممكن أن تقدم الشركات تقارير شهرية للدائنين كجزء من تعهدات القروض الخاصة بهم. فضلًا عن ذلك تقدم البيانات ربع السنوية، كل ثلاثة أشهر متضمنة البيانات المالية من فترة الثلاثة أشهر هذه. كذلك تشمل القوائم نصف السنوية بيانات من فترة زمنية مدتها ستة أشهر.
اقرأ أيضًا: أنواع المحاسبة المالية
الكشوف المالية السنوية
تعد الكشوف المالية السنوية كنماذج بيانية لمرة واحدة خلال العام، وهي تغطي الأداء المالي لمدة 12 شهر، حيث تصدر في نهاية السنة المالية للشركات، أو في منتصفها. سواء خلال شهري يونيو أو يوليو أو في شهري ديسمبر أو يناير.
الفئات المستفيدة من القوائم المالية
تُصدر الشركات القوائم المالية بشكل أساسي لفئات خارجية غالبًا وهم كالتالي:
- فئة المستثمرين.
- فئِة الدائنين..
- فئة المنافسين.
- فئة المنظمين.
هذا ويستفيد المستثمرون والدائنون من البيانات المالية من خلال ما يلي:
- تحليل البيانات لبناء قراراتهم المالية على أساسها.
- كما أنهم يعمدون إلى دراسة التقارير المالية الإضافية مثل ملاحظات البيانات المالية ومناقشة الإدارة كمرجعٍ مالي أساسي لهم.
- كذلك مقارنة قائمة الدخل وحسابات الميزانية العمومية مع بعضها البعض لمعرفة مدى كفاءة الشركة في استخدام أصولها لتوليد الأرباح.
- أيضًا فحص مستويات ديون الشركة وحقوق المساهمين؛ بغية تحديد ما إذا كانت الشركات تمول العمليات والتوسعات بطريقة صحيحة.
أساليب المحاسبة المالية
تعرف الشركات عموميات القوائم المالية بشكلٍ أفضل من المستثمر الأول، لذلك فهي تخط أساليب محددة للمحاسبة والبيانات المالية؛ تندرج ضمن ما يلي:
- أرباح الأسهم: يعتبر مفهوم ربحية السهم (EPS) من أساليب المحاسبة المالية للشركات. حيث يحسب EPS الربح الإجمالي لشركة موزعة عبر مخزونها العادي المعلق. وغالبًا ما يستخدم المساهمون هذا الرقم للتنبؤ بكيفية الاستفادة من نمو الشركة.
- النسب المالية: هي أدوات يدوية للحصول على معلومات حول مقاييس محددة. حيث أنها تمثل إحدى العناصر الحيوية للشركة، والتي يعتمد عليها للبدء في أساسيات إعداد القوائم المالية. بما في ذلك نسبة السعر إلى التدفق النقدي، ونسبة السعر إلى الأرباح، كذلك نسبة دوران الأصول والنسب الحالية للشركة.
- حساب الإيرادات: يمكن قياس الإيرادات، في نقاط مختلفة في دورة مبيعات الشركة الكاملة. كما يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على كيفية عرض الأرباح الفعلية. كذلك يمكن لنماذج إقرار الإيرادات المختلفة؛ حساب المبيعات على أنها كاملة قبل أن يتلقى العميل الصنف أو الخدمة التي اشتراها.
الميزانية العمومية للقوائم المالية
تقدم الميزانية العمومية تقارير فعلية واضحة عن كل ملكية للشركة (أصول)، وكل ما هو مستحق (الخصوم)، كذلك كل ما تبقى من أمور مالية للقيمة الصافية أو القيمة الدفترية. وتبرز أهمية الميزانية العمومية في حساب العديد من النسب والأرقام التي يستخدمها المحللون عند الحديث عن الأوضاع المالية الصحيحة للشركة. كما تظهر أهمية الميزانيات العمومية ودورها الأساسي من خلال البنود التالية:
- إظهار أرصدة كل من حسابات الأصول والخصوم الخاصة بالشركة.
- أيضًا بيان ملكية الشركة المالية والديون المترتبة عليها في حال وجودها.
- اعتماد المستثمرين على الميزانية العمومية للتعرف على على مدى سهولة تلبية الشركة للاحتياجات المالية قصيرة الأجل من خلال مقارنة النقد والنقد المعادل للمطلوبات المتداولة.
- إضافةً إلى توضيح الميزانيات العمومية تفاصيل ملكية الشركة، مثل الأسهم القائمة والأوراق المالية القابلة للتحويل وغيرها من الأصول المالية.
مفهوم التحليل المالي
التحليل المالي: هو عملية ملازمة غالبًا لإعداد القوائم المالية، حيث يمثل تقييم للأعمال والمشاريع والميزانيات والمعاملات المالية. وذلك بغية تحديد أدائها ومدى ملاءمتها، وغالبا ما يستخدم التحليل المالي لبيان حالة الشركة او المشروع سواء كان مربحًا أم لا للاستثمارات النقدية.
وللعلم، يمكن تنفيذ التحليل المالي بشكلٍ داخلي، بما في ذلك مساعدة مدراء الصناديق على اتخاذ قرارات الأعمال المستقبلية أو مراجعة الأهداف والخطط الناجحة مسبقًا. كذلك يمكن إجراء التحليل المالي بشكلٍ خارجي، من خلال دعم المستثمرين في اختيار أفضل الفرص الاستثمارية الممكنة.
أنواع التحليل المالي
تتمثل أنواع التحليل المالي الشائعة والمعتمدة من قبل الشركات بما يلي:
- التحليل المالي العمودي.
- كذلك التحليل المالي الأفقي.
- أيضًا التحليل المالي التنموي.
- التحليل المالي الربحي.
- إضافة إلى تحليل السيولة المالية.
- تحليل رقم الأعمال.
- أيضا تحليل المخاطر والرافعة المالية.
- تحليل الاستقرار.
- وتحليل التغطية.
- تحليل معدلات العائد.
- تحليل النقد المتدفق.
مهام المحلل المالي
يحتاج التحليل المالي إلى محلل مالي محترف بالضرورة، يعتمد في أداء مسؤولياته على الدقة والمصادر الصحيحة لتفادي أي خطأ محتمل أو طارئ عند إعداد القوائم أو تقييم الوضع المالي للشركات عمومًا. ومن أبرز المهام الملقاة على عاتق المحللين الماليين نورد ما يلي:
- وضع الخطط المنظمة لإعداد التقارير المالية.
- إيجاد الصيغ المالية والحسابات بطريقةٍ بسيطة مفهومة للمالك والمستثمر.
- تدوين وإدخال الملاحظات والتعليقات في الجداول البيانية الخاصة بها، سواء بشكل ورقي أو إلكتروني
- إعداد جداول التدقيق.
- مراجعة البيانات والخطط والجداول المالية.
- تنظيم الشيكات.
- استخدام جداول البيانات والرسوم البيانية لعرض البيانات.
اقرأ أيضًا: أشكال قائمة الدخل أهداف قائمة الدخل
ما هي وظيفة المحاسب المالي
يعمل المحاسب المالي في العديد من الشركات والمشاريع ذات التوجه التجاري أو الصناعي. حيث يعمل على دراسة وتقييم القوائم والمعلومات المالية الخاصة بمكان عمله سواء شركة ضخمة أو نشاط تجاري مبتدئ. كما تختلف مسؤولياته بناءً على حسب نوع وحجم المؤسسة التي يعمل لديها. هذا وتعلن كافة الشركات عن حاجتها لتوظيف محاسبين ماليين للعمل لديها. بهدف إعداد البيانات المالية والتقارير والإبلاغ عن الوضع المالي للشركة مع العملاء الخارجيين. كذلك البقاء على اطلاع دائم بأحدث الاتجاهات الاقتصادية التي تؤثر على القرارات المالية.
اقرأ أيضًا: ماذا تقدم المحاسبة المالية
مسؤوليات المحاسب المالي
يترتب على المحاسب المالي مجموعة بارزة من المهام والمسؤوليات وهي كالتالي:
- إعداد القوائم المالية: تتضمن مهنة المحاسبة المالية إعداد أنواع مختلفة من المستندات المالية، مثل الميزانيات العمومية وبيانات الدخل وبيانات التدفق النقدي. حيث تلخص هذه الوثائق الأداء المالي لأصحاب الشركة والمستثمرين والأطراف من خارج الشركة.
- معالجة البيانات: يجمع المحاسبون الماليون البيانات المالية لشركاتهم، كما يعمدون إلى مراقبتها باستمرار. بما في ذلك إيرادات المبيعات وتكلفة السلع والنفقات الأخرى. هذا وتتيح هذه البيانات إمكانية إكمال مهام المحاسبة المالية الرئيسية الأخرى.
- العمل وفق لوائح الدولة المالية: تتطلب مهنة المحاسبين الماليين الناجحة؛ الفهم والإدراك الكامل للوائح الدولة والمبادئ التوجيهية للمعايير المحاسبية المقبولة الخاصة بالصناعة والتجارة. حيث تساعد هذه اللوائح في ضمان الإدارة الأخلاقية للبيانات، والدقة في إعدادها والتعامل القانوني مع الأموال.
- إعداد الميزانيات: يعمل أغلب المحاسبين الماليين في إعداد الميزانيات للشركات بأكملها أو لأقسام محددة. حيث يتطلب إعداد الميزانية فهم أهداف الشركة و الإيرادات المقدرة والنفقات المتوقعة.
- إنشاء نسخ إحتياطية للملفات المالية والاحتفاظ بها لحين الحاجة والطلب.
- إدخال البيانات المالية إلى برامج المحاسبة الإلكترونية الموجودة على الكمبيوتر.
مهارات المحاسب المالي
فيما يلي أبرز المهارات التي يجب على المحاسب المالي التمتع بها وهي:
- التعامل الصحيح مع القوائم المالية، والإلمام بكيفية إعدادها.
- الدقة والتركيز على التفاصيل.
- كذلك القدرة على الرؤية المستقبلية للوضع المالي الخاص بالشركة التي يعمل لديها.
- التعامل الاحترافي مع أجهزة وبرامج الكمبيوتر.
- التواصل والتفاعل مع زملاء العمل والقسم الإداري والفني في الشركة.
- امتلاك التفكير النقدي.
- القدرة على اتخاذ قرارات صائبة تخدم مسار العمل.
- إمكانية التعلم باستمرار ومواكبة كل ما هو جديد في عالم المال والمحاسبة.
وفي ختام مقالنا كانت هذه أهم الأفكار حول القوائم المالية وأنواعها وما يرتبط بها من عمل المحللين الماليين والمحاسبين أيضًا في إطار تقديم فكرة واضحة لكل مهتم في مجال ريادة الأعمال وتطويرها سواء كان مستثمرًا أو مالك للمال والشركات من رجال الأعمال وروادها الجدد.