الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية

الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية، قد يشكل لغطًا عند الكثير منّا. علمًا بأن الفارق بين هذين الصناعتين كبير للغاية. بعد الثورة الصناعية التي بدأت في أواسط القرن التاسع العشر، وما رافقها من نمو اقتصادي متسارع. أصبح التمييز بين أنواع الصناعات المختلفة أمرًا جليًا. مما أدى إلى ظهور أنواع كثيرة من الصناعات، بما فيها الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، كان لا بدَّ لنا من التطرق له، وتوضيح العوامل التي نستطيع من خلالها تمييز كل نوع من هذين النوعين على حدى. وهذا ما سوف نستعرضه معكم اليوم من خلال مقالنا هذا. بالإضافة إلى ذلك سوف نتعرف على هذه الأنواع بشكل تفصيلي. لكن قبل البدء بموضوعنا دعونا نلقي نظرةً سريعةً على بدايات مرحلة الثورة الصناعية.

عصر الثورة الصناعية

عصر الثورة الصناعية

إنَّ مرحلة التقدم التقني والتكنولوجي الذي نعيشه في يومنا هذا، لم تكن وليدة اللحظة، وإنما بدأت شرارتها الأولى مع بدايات القرن الثامن عشر، عندما شهدت أوروبا نهضة علمية شاملة، ترافقت مع أبحاث ودراسات علمية وتكنولوجية كثيرة. كل هذا أدى إلى نشوء الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. والتي أدت إلى تحويل العملية الصناعية من شكلها البدائي، إلى شكلٍ أكثر تطورًا. أدت تلك الفترة وما تلاها من فترات إلى ظهور أنواع عديدة من الصناعات، بما فيها الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية.

الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية من حيث الطبيعة

إنَّ أول الفروقات التي تظهر بشكل واضح عند الحديث عن الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية، هو طبيعة كل نوع من هذه الأنواع. ومن أجل ذلك دعونا نتعرف على طبيعة هاتين الصناعتين بشكل أفضل:

طبيعة الصناعة الاستخراجية

تقوم فكرة الصناعات الاستخراجية على مبدأ استخراج الثروات الباطنية من الأرض وتحويلها إلى سلع. بحيث لا يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى. وبالتالي فإنَّ الصناعة الاستخراجية تعتمد بالدرجة الأولى على توفر ثروات باطنية في الأرض. ويمكن تقسيم الصناعة الاستخراجية إلى نوعين رئيسيين.

 طبيعة-الصناعة-الاستخراجية

طبيعة الصناعة التحويلية

كما هو واضحٌ من اسمها، فإنَّ الصناعات التحويلية تقوم على تصنيع المواد الأولية أو المواد الخام، مثل (الخضراوات، والفواكه، والمعادن…إلخ)، وتحويلها إلى سلع قابلة للاستخدام. من أجل أن يتم تقديمها للمستهلك بطريقة أخرى. وفي سبيل ذلك يتم الاعتماد على الآلات الصناعية سواء ضمن مصانع كبيرة أو صغيرة. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هذا النوع من الصناعة يعدُّ من أحد أنواع الصناعة الأساسية.

ما هي الصناعات التحويلية

الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية من حيث الأهمية

إنَّ الفرق الثاني الذي يظهر جليًا بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية يتمثل في الأهمية. بحيث يقدم كل واحد منهم نوعًا مختلفًا من المنتجات والسلع. لذلك سنوضح الفرق بينهما من حيث الأهمية.

أهمية الصناعة الاستخراجية

تحظى الصناعات الاستخراجية بأهمية كبيرة لدى الحكومات، وتلقى دعمًا كبيرًا منها. ويعود السبب في ذلك إلى إسهاماتها الكبيرة في الناتج المحلي. ومن أهم مزايا الصناعات الاستخراجية نذكر:

  • تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
  • بالإضافة إلى ذلك تساهم في رفع ناتج التشغيل والاستثمار في البلاد.
  • كما تعمل على تدعيم ميزانيات الدول.
  • علاوة على ذلك تساهم في تعزيز الاستقلال الاقتصادي.
  • كما تسهم في خفض معدل البطالة، نظرًا لحاجتها للأيدي عاملة.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعمل على تحفيز وتنشيط القطاعات الاقتصادية الأخرى.

أهمية الصناعة التحويلية

في الحقيقة إنَّ أحد أهم العوامل التي توضح الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية هي في أنَّ الأخيرة لا تعتمد على وجود الثروات الباطنية، وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على توافر المواد الأولية للتصنيع، بالإضافة إلى اليد العاملة. ومن أهم مزايا الصناعات التحويلية نذكر:

  • تعمل على دفع عملية التنمية المستدامة على كافة المستويات.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإنها تؤدي إلى خفض نسبة البطالة بشكل كبير.
  • كما تسهم بدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة.
  • علاوة على ذلك، فإنها تعمل على زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
  • بالإضافة إلى ارتفاع معدل الصادرات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

أنواع الصناعات الاستخراجيّة

  • صناعة النفط: صناعة الثروات الباطنية هي أحد أنواع الصناعات الاستخراجية، التي تقوم على استخراج المواد النفطية من الأرض وإعادة تصنيعها. لتصبح سلعًا قابلة للاستخدام. ومثال على ذلك (استخراج النفط، استخراج الغاز). ويحظى هذا النوع من الصناعة بأهمية كبيرة لدى الشركات والحكومات على السواء. نظرًا للعوائد المادية الضخمة التي تدرّها هذه الصناعة.
  • صناعة المعادن: يمكننا تفريق صناعة النفط عن صناعة المعادن، في أنَّ الأخيرة تقوم على استخراج المعادن ذات القيمة من الأرض، من أجل تصنيعها واستخدامها، لتحقيق أغراض التنمية الاقتصادية. ومن الأمثلة على صناعة المعادن نذكر (استخراج الذهب، الفضة، الفوسفات). وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا النوع من الصناعة إلّا أنَّ صناعة النفط تبقى الصناعة الأقوى بين الصناعات الاستخراجية.

أنواع الصناعات التحويليّة

تتفرع الصناعات التحويلية إلى عدد من الأنواع، والتي يمكن تقسيمها على أساس النوع الذي يتم إنتاجه. ومن أهم أنواع الصناعات التحويلية نذكر:

  • صناعة المنسوجات والملابس.
  • بالإضافة إلى صناعة الكيماويات والبلاستيك.
  • أيضا صناعة الأدوات الكهربائية والإلكترونية.
  • كما تعتبر صناعة المركبات أحد أنواع الصناعات التحويلية.
  • فضلًا عن الصناعات الغذائية.

واقع الصناعة في الوطن العربي

نظرًا للواقع المرير التي تعيشه الصناعة في عالمنا العربي عمومًا. بالإضافة إلى المشاكل الكبيرة التي تواجهها. دعونا نلقي نظرة سريعة على واقع هذه الصناعة في الوطن العربي. علاوة على ذلك سوف نسلط الضوء على أبرز المعوقات التي يواجهها هذا القطاع.

واقع الصناعات الاستخراجية في الوطن العربي

على الرغم من أنَّ القطاع الصناعي في الوطن العربي لا يزال متأخرًا. غير أنَّ قطاع الصناعات الاستخراجية، يلقى أهمية كبرى لدى هذه الدول. والسبب في ذلك يعود إلى وجود كميات كبيرة من الثروات الباطنية في هذه الرقعة من الأرض، مثل (النفط، الغاز، الفوسفات…إلخ). مما دفع العديد من الشركات الكبيرة في هذا المجال إلى الاستثمار في المنطقة.

واقع الصناعات التحويلية في الوطن العربي

على الرغم من وجود طاقات بشرية هائلة، بالإضافة إلى وفرة رأس المال. إلّا أنَّ قطاع الصناعات التحويلية يعاني الكثير في الوطن العربي. بحيث لا تزال الدول العربية تعاني من تأخر كبير مقارنة بغيرها من الأمم. وذلك بسبب عدم توافر البنية التحتية من معامل وشركات. أضف إلى ذلك عدم وجود الاستثمارات الكبيرة التي تساعد هذا القطاع على النهوض. لذلك سوف نتعرف سويةً على ابز المعوقات التي يعاني منها قطاع الصناعة في الوطن العربي.

معوقات الصناعة في الوطن العربي

كما ذكرنا سابقًا فإنَّ الصناعة في الوطن العربي تعاني العديد من المشكلات، وهذا ما أدى إلى تأخر هذا القطاع بشكل كبير. ومن أبرز المعوقات والمشاكل التي يعاني منها قطاع الصناعة في الدول العربية نذكر:

  • هجرة العقول إلى دول العالم الأول.
  • إنَّ التبعية الاقتصادية وما ينتج عنها من مشاكل اقتصادية.
  • أضف إلى ذلك عدم القدرة على مواكبة التطور الحاصل في المجال الصناعي.
  • ضعف البنية التحتية للاستثمار، مما يؤدي إلى خشية رؤوس الأموال من الاستثمار في مجال الصناعة.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا هذا. والذي أوضحنا من خلاله الفرق بين الصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية. علاوة على ذلك فقد سلّطنا الضوء على أبرز النقاط التي تخصُّ هذين النوعين من الصناعة. بقي أن نشير إلى أهمية تطوير قطاع الصناعة في الوطن العربي، من أجل أن نكون قادرين على مواكبة نسق التطور الحضاري.

Scroll to Top