يلعب السعر المعلن للمنتج الدور البارز في مسألة جذب المستهلكين لشرائه، وسنتحدث في مقالنا التالي عن السعر السيكولوجي للمنتج. وسنخبركم بأهمّ المعلومات المتعلقة به، ودوره البارز في سبيل جذب العملاء لشراء المنتجات. علاوة على ذلك سنوضّح الأثر البارز لسعر المنتج السيكولوجي في سبيل منح تجارتكم النجاح المطلوب، والوصول إلى الأهداف المعلنة. وبشكل عام فإنّ المقصود بمصطلح السعر هو كميّة المال أو ما يعادل هذا المال المدفوع لقاء الحصول على السلعة أو المنتج. ويمثّل السّعر المردود المادي الوحيد الّذي يرفد الشركة، أو الجهة التجارية بالمال لقاء بيع المنتجات الخاصة بها. والأهم من ذلك كلّه، فإنّ السعر هو العنصر الأبرز في مجمل العملية التجارية، ويلعب دورًا محوريًا في كثير من الأحيان من خلال جذب العملاء إليك، والتفوّق على المنافسين.
أمّا المقصود بكلمة سيكولوجي فهو علم النفس، والتسعير السيكولوجي بالمعنى العام هو مصطلح يطلق على عملية وضع سعر المنتج على أساس علم النفس. حيث أنّ هذه الطريقة تساعد على زيادة المدخول المادي، وتساهم في زيادة أعداد المستهلكين المقبلين على شرا منتجاتك. بالإضافة إلى ذلك كلّه، نلاحظ تنامي الحاجة إلى الاستفادة من علم النفس، ونصائحه في سبيل وضع خطط ترويجية، وتسويقية تساعد في التغلّب على المنافسين في السوق.
السعر السيكولوجي للمنتج
من المعروف أنّ المقصود بالسعر السيكولوجي هو السعر النفسي له، ويعتمد التسعير السيكولوجي على تطبيق أساليب علم النفس الحديثة في سبيل عرض السعر، وإيضاح الخصم بشكل مؤثر على المستهلك. مما سيدفع المستهلك على الإقبال لشراء المنتج. علاوة على ذلك، من مميزات التسعير السيكولوجي إمكانية تطبيقه بشكل فوري، وفي جميع مجالات التجارة. والأهم من ذلك كلّه، من الملاحظ ازدياد الاهتمام بهذا المجال، حتّى بتنا نمتلك العديد من الدراسات العالمية الّتي تهتم بأسلوب التسعير السيكولوجي. ووضع السعر السيكولوجي للمنتج في سبيل ترويجه وزيادة أرباح مبيعه. ومن المهم أن نخبركم بأنّ جميع التجارب السابقة في هذا المجال أفضت إلى وجود نتائج تجارية مرضية جدًّا. وعملت الكثير من الشركات على إدخال تعديلات ديناميكية، وأساليب سيكولوجية جديدة في مجال التسعير، والترويج للمنتجات.
استراتيجيات لوضع السعر السيكولوجي للمنتج
تقليل الرقم في الخانة أقصى اليسار من السعر
لقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أنّ تقليل الرقم في الخانة اليسرى يمتلك فعالية كبيرة، ويساهم بشكل كبير في زيادة نسبة مبيعاتك. فعلى سبيل المثال وضع سعر 30.80 للمنتج سيجذب العميل نحوه وتلافي الاتجاه لشراء نفس المنتج عند المنافسين معروض بسعر 30.90. وفي مثال آخر فإنّ قيامك بعرض قميص جديد للبيع بسعر 99.99 دولارًا سيجذب إليك عدد أكبر من المشترين، وبشكل أكبر من عدد العملاء عند طرحك لنفس القميص بسعر 100 دولار.
تقليل حجم خط السعر
وهو أحد الاستراتيجيات البسيطة الّتي تعتمد على نصائح علم النفس في مجال البيع. فقد أثبت علم النفس بأنّ دماغ الإنسان مبرمج على مبدأ المزج بين القيم النظرية، والقيم الرقمية. ويمكننا استغلال هذا الأمر في سبيل زيادة نسب المبيعات. حيث يمكنك تقليل حجم السعر المذكور على المنتج، أو تصغير حجم الخط الذي يكتب به السعر الخاص بالمنتج على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي أغلب الأحيان ستعتقد بأنّ هذه الاستراتيجية لا تجدي نفعًا، ولكن ما عيك سوى تجربتها حتّى تلاحظ التأثير الإيجابي الخاص بها.
استخدام عبارات تعبر عن مقدار قليل
أثبت العديد من الدراسات العلمية والاختبارات النفسية الّتي خضع لها عدد من المستهلكين بأنّهم ينجذبون بشكل أكبر نحو المنتجات ذات الأسعار الموصوفة بكلمات تدلّ على سعرها القليل. ومن أهمّ هذه الكلمات المستخدمة في هذا المجال، نذكر الكلمات: أقل، قليل، صغير، ضئيل. وعلى سبيل المثال سنذكر لكم تجربة بيع لوح تزلج على الجليد تمّ وصفه بأنّه قليل التكلفة، وعالي الأداء في العمل. مما ساهم بجذب عدد أكبر من العملاء لشراء المنتج.
قدّم السعر السيكولوجي للمنتج في صورة قيمة يومية قليلة
وهي أحد أهمّ استراتيجيات التسعير السيكولوجي، وأفضل طرق التأثير النفسي في العملاء. وتقوم بالأساس على مبدأ تسعير المنتج اعتمادًا على سعر الاستخدام اليومي لهذا المنتج من قبل العميل. فعلى سبيل المثال وعند قيامك بطرح زجاجة من العطر للبيع بسعر 50 دولار أمريكي، فإنّ المستهلك سيقول بأنّ سعرها مرتفع جدًّا. أمّا في حال طرحت هذا السعر، ولكن أوضحت للعملاء بأنّ هذه الزجاجة ستكون متاحة للاستخدام اليومي بكميّة تكفي لمدّة 4 أشهر، حينها سيرى العميل الفرق، وسيقبل على شراء المنتج الذي يراه منتجًا توفيريًا. ويتحوّل حال العميل من السخط، والغضب اتجاه السعر المرتفع، إلى حالة من الرضا، والسرور. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا الأسلوب من التسعير يعتمد في مجال تقديم الخدمات الرقمية، والتكنولوجية بشكل كبير.
منح العميل الشعور بأن سعر المنتج مثالي
ويتمّ استخدام هذا الأسلوب عادةً في سبيل وضع سعر للمنتج متضمنًا فائدتين رقميتين. بحيث يشعر العميل بعد مشاهدتهما بأّنّ السعر المعروض للمنتج هو السعر المناسب، والسعر الأفضل. كما يكسب العميل الشعور بأنّ الشركة المنتجة جديرة بالثقة. ومن الجدير ذكره بأّن السعر السيكولوجي للمنتج يلعب الدور الأهم في مجال اقناع العميل، ومساعدته في سبيل اتخاذ قرار الشراء.
استخدم الأرقام السحرية في تسعير المنتجات
حيث أنّه يوجد عدد كبير من الأرقام الّتي تجذب العملاء في حال استخدامها كأسعار للمنتجات. فعلى السبيل المثال طرحك للمنتج في السوق بسعر 49.99 دولار. سيجذب العملاء بشكل أكبر من جذبهم إلى شراء نفس المنتج بسعر 50 دولارًا أمريكيًا. فالحالة النفسية للعميل، وتخيلاته العقلية ستمنحه الدّافع لشراء المنتج بالسعر الأقل حتّى ولو كان الفرق بين المنتجين سنت أمريكي واحد.
وفي النهاية نلاحظ بأنّ السعر السيكولوجي، ومراعاة وضع الأسعار وفق خصوصيات الطابع النفسي للعملاء سيكون السبب في توسيع حصتك السوقية. إذ أن نجاحك في فهم علم النفس التسويقي وتطبيقه في تجارتك سيدرّ عليك الأرباح الماديّة بشكل كبير.