الربح من السياحة الطبية

يسلط هذا التقرير الضوء على الربح من السياحة الطبية و أهم مزايا، ومأخذ الاستثمار في السياحة الطبية. لكن في البداية سأتطرق إلى تعريف موجز للسياحة الطبية، والتي تعرف بأنها شكل من أشكال التقدم التي تنطوي على السفر عبر الحدود الدولية للاستفادة من المرافق الطبية في وجهات أجنبية. ويطلق تعبير (السائح الطبي) على مجموعة الناس الذين يبحثون عن رعاية صحية جيدة، وبأسعار منخفضة في الخارج.

لماذا السفر الى الخارج

يسافر السائحون الطبيون عادةً إلى الخارج لعدة أسباب من أهمها عدم توفر أشكال معينة من العلاج في بلدهم الأصلي، والجودة العالية للخدمات التي تقدمها العيادات في بلد الوجهة، والثمن المنخفض الذي تتلقاه. ويمكن أن تتراوح هذه الخدمات الطبية من علاج الأسنان، والتجميل إلى علاجات مشاكل القلب، والأوعية الدموية، والأمراض المزمنة، وخاصة السرطان. وارتبطت السياحة العلاجية في الماضي بالأفراد الأكثر ثراءً، والطبقات النبيلة. أما في الوقت الراهن أصبحت السياحة العلاجية نشاط استثماري يسافر فيها الناس إلى البلدان الأخرى بحثاً عن رعاية صحية متقدمة، ومنخفضة التكلفة في نفس الوقت. يساعدهم في ذلك الرحلات الجوية الرخيصة، وسهولة الوصول إلى
المعلومات عبر شبكة الإنترنت، ومن أهم أمثلتها سنغافورة، وتايلاند، وماليزيا، والتي توفر ما يعرف باسم “باقات السفر الصحية”، وهي عروض تضم ميزاتٍ عدة، بين توفير دليل عمليات الاستشفاء، والذي يضم عناوين المستشفيات، والأطباء، وأرقامهم، وتنظيم رحلات سياحية إلى مواقع البلاد السياحية. و بتخفيضات مجزية

أهمية السياحة الطبية

جذبت السياحة الطبية اهتمام كل من الحكومات، والأطباء على حدٍ سواء. فالحكومات تنظر إلى الأنشطة الاستكشافية الطبية على أنها فرصة لعرض خدمات الرعاية الصحية الفريدة الخاصة بها. بينما يسعى الأطباء لفتح آفاق جديدة في البحث عن الأدوية، والعلاجات للأمراض المزمنة كالسرطان، وفيروس نقص المناعة المكتسبة.

أهم مميزات السياحة العلاجية

تتميز السياحة العلاجية بالعديد من المزايا. يمكن تلخيصها فيما يأتي:

1- السرعة (أوقات انتظار أقل في العيادات عن طريق الحجز المسبق)

-2- سهولة (إمكانية الحجز عبر الإنترنت، والدفع عن طريق الأنترنت)

3- إمكانية الشفاء من الأمراض التي يعاني منها الفرد (أمل أكبر). 

-4فرص السفر (فرصة لرؤية مناطق الجذب السياحي الشهيرة أثناء التواجد في الخارج). 

أهم معوقات، ومخاطر السياحة الطبية

على الرغم من الأهمية البالغة للسياحة العلاجية. هناك اعتقاد أن السياحة العلاجية يمكن ان تؤدي إلى عدد من المخاطر نذكر أهمها في مايلي: 

1- من الممكن أن تؤدي الممارسات الجراحية الخاطئة في حال عدم كفاءة الكادر الطبي إلى تفاقم الإصابة، أو حدوث تشوهات.

2- عدم المناقشة قبل العملية حول ما إذا كان الإجراء ضروريًا، أم لا فالمهم هم المال، ولأشيء غيره.

3- عدم المتابعة بعد العملية للتأكد من أن النتائج آمنة، ومرضية.

4-الحاجة المحتملة للعلاج الإضافي، وبالتالي الحاجة للسفر مرات متعددة.

7-المخاطر المالية، واحتمال مضاعفة التكاليف المادية.

 8- من الممكن أن تكون متابعة الحالة المرضية صعبة عند عودة المريض إلى بلاده ، خاصةً إذا كانت هنالك مضاعفات.

9-يمكن أن تخلق الحواجز اللغوية سوء فهم بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية.

أهم الوجهات العلاجية

وفقًا لتقرير صادر عن المركز الوطني لتحليل السياسات، ومقره الولايات المتحدة، تعد الهند، وتايلاند من الوجهات الطبية الأكثر شعبية بين المسافرين للعلاج. ففي حالة الهند، تتمثل الأسباب الرئيسية لذلك في انخفاض تكلفة الخدمات الطبية، والعلم المسبق بالأسعار، والعدد الكبير من سكانها الناطقين باللغة الانكليزية. كما تحظى تايلاند بشعبية متساوية، وأحيانًا تفضل أكثر من الهند بسبب البنية التحتية الأفضل على الرغم من أن الأسعار ليست منخفضة مثل الهند. 

ومن المتوقع أن تنضم أمريكا الشمالية إلى سوق السياحة العلاجية العالمية في الفترة القادمة بسبب انخفاض تكاليف الرعاية الصحية فيها. كما تمتلك منطقة آسيا (كتجربة دبي في عام 2014، استراتيجية دبي الصحية) والمحيط الهادئ إمكانات غير محدودة لسوق السياحة العلاجية العالمية في العقد المقبل. وكما ستشهد ألمانيا وتركيا أيضًا توسعًا في قطاعات السياحة العلاجية الخاصة بكل منهما.

وبالعودة للهند فأنها تمتلك حاليًا نحو 18٪ من سوق السياحة العلاجية العالمي، ووفقًا لأرقام وزارة السياحة، فإن السياحة الطبية في الهند لديها القدرة على تجاوز حاجز 9 مليار دولار، وهو ما يمثل 20 ٪ من حصة السوق العالمية بحلول عام 2025، وتوصف الهند الآن بأنها واحدة من أسرع وجهات السياحة العلاجية نموًا في آسيا. وذلك لتوفر أخصائي الرعاية الصحية المتخصصون، والمرافق الحديثة، والتدريب الطبي عالي الجودة، والقدرة التنافسية من حيث التكلفة، وتطور ممارسات الشفاء الشاملة والبديلة كاليوغا. كل ذلك أدى إلى صعود الهند كمجال هام للسياحة العلاجية على الصعيد العالمي، وكانت تكاليف المعيشة المنخفضة وسهولة التواصل من العوامل المحفزة الرئيسية لهذا التطور.

ولم يساهم التقدم في هذا القطاع في زيادة إيرادات القطاع الطبي فحسب، بل ساهم أيضًا في زيادة إيرادات الفنادق، والمطاعم، والمواقع السياحية المشهورة.

ومن أهم الدول الأخرى التي تنشط في مجال السياحة العلاجية

1- استراليا.

2- غواتيمالا.

3- دبي

تعمل دبي، والتي تعد بالفعل منطقة سياحية شهيرة في الشرق الأوسط، على بناء سمعتها في مجال السياحة العلاجية. فعلى سبيل المثال، سيتم بناء كلية جامعية طبية مرفقة بمستشفى يتبع لها في دبي بتكلفة حوالي 270 مليون دولار، ومن المتوقع أن يوفر ما لا يقل عن 4000 وظيفة، وسيكون قادرًا على علاج 700000 مريض سنويًا، وتعمل الهيئة الصحية بدبي أيضًا على وضع نفسها كوجهة أساسية، وفي المقدمة لطالبي خدمات طب الأسنان، وجراحة العيون، وجراحة التجميل، والفحوصات الطبية العامة، وجراحة العظام، والطب الرياضي.

4- بنما

تقدم بنما خدمات رعاية طبية. في المتوسط. أقل بنسبة 40 إلى 70 في المائة من تكاليف العمليات الجراحية المماثلة في الولايات المتحدة. كما أن للسياحة العلاجية تأثير إيجابي على اقتصاد بنما. إذ يمكن أن يساعد تقديم خدمات السياحة العلاجية في الاستفادة من القوى العاملة الفائضة في بنما، والتي تبلغ التي تبلغ نحو 1.5 مليون شخص. 

5-البرازيل.

6-ماليزيا

شهدت صناعة السياحة العلاجية في ماليزيا نمواً مذهلاً خلال السنوات الأخيرة، وتقدم ماليزيا مجموعة واسعة من الإجراءات الطبية. بما في ذلك جراحات الأسنان، والتجميل، والقلب، وبتكاليف منخفضة.

7-كوستاريكا

أصبحت كوستاريكا وجهة شهيرة بين مرضى أمريكا الشمالية للحصول على رعاية طبية غير مكلفة، وذات جودة عالية.

8-اليونان

 تجذب اليونان السياح الطالبين للخدمات الطبية من أوروبا، وكذلك من الشرق الأوسط، وأستراليا، والولايات المتحدة. حيث تُعد القدرة على الجمع بين التكاليف المنخفضة، والجودة العالية لخدمات الرعاية الصحية. واحدة من أكبر مزايا البلاد مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.

وسأذكر فيما يلي أم البلدان التي تقدم الخدمات العلاجية وفقاً لتوزعها الجغرافي:    

  • أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا)
  • أوروبا (المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والدول الاسكندنافية)
  • آسيا والمحيط الهادئ (اليابان، والصين، والهند، وأستراليا، وجنوب شرق آسيا، والمحيط الهادئ)
  • أمريكا اللاتينية (البرازيل، والمكسيك)
  • الشرق الأوسط وأفريقيا (جنوب إفريقيا، ودول مجلس التعاون الخليجي)

Scroll to Top