أهميّة الدولة العصريّة ووظائفها الأساسيّة
الدّولة العصريّة
كانت الدّول قديمًا هدفها الأساسيّ المحافظة على الأمن وتحقيق الاستقرار، وإرساء العدل والمساواة بين جميع المواطنين، إضافة إلى التشديد على حماية الحدود؛ وإنشاء الأجهزة الهادفة لدعم استقرارها. في حين تختلف هذه الوظائف في الدولة العصريّة، فما هي هذه الوظائفة الجديدة؟ وما دورها؟
مفهوم الدّولة
الدّولة هي مجموعة من الأفراد يشكلّون شعبًا واحدًا، وتدير شؤونهم سلطة مستقلّة حرّة منظّمة.
والأرض تعزّز وجود الدّولة، ويُقصد بالأرض الإقليم الذي تضمّنَ الثّروات الطبيعية والمائيّة والمعدنيّة، إضافة إلى المياه الإقليمية.
وتحكم هذه الدّولة حكومة، تُقدّم الخدمات لمواطنيها، إضافة إلى أنّها تَفرضُ سلطتها وسيادتها على كامل إقليمها.
ويُقصدُ بالسّيادة حقّ الدّولة في سنّ القوانين، والحقّ في استثمار ثروات البلاد من أجل خدمة المصلحة العامّة.
ما المقصود بالدّولة العصريّة
الدّولة العصريّة هي الدّولة التي تَتّسمُ بسمات هذا العصر، هذا بالإضافة إلى أنّها تستفيد من المعطيات العلمية والتكنولوجيّة. والدّولة العصريّة هي التي تحتفظ بالقيم الإنسانيّة والحضارية والتراث، وتحفظ كرامة الإنسان والحريّات، وتعتمد على الخبراء في المجلات العلميةّ والفكريّة والثّفاقية.
وظائف الدّولة العصريّة
تتمظهر وظائف الدّولة العصريّة وفق مايلي:
- حماية حدود الدّول، والمحافظة على سيادتها واستقلالها، ويتمظهر هذ الأمر من خلال التضامن الدّاخليّ بين أبنائها. فوحدة الشعب تساعد على مواجهة الأخطار الخارجيّة.
- توفير الأمن ، وذلك من خلال إنشاء قوى أمنيّة توطّدُ الأمن، وتحافظ على السّلامة العامّة.
- السّعي إلى تحقيق الرّعاية الاجتماعية لجميع المواطنين، من خلال وضع خطط إنمائية متنوعة ومختلفة تتمظهر هذه الخطط التي تضعها الدّولة العصريّة وفق ما يلي:
- _ خطط تربويّة، وذلك من خلال التشديد على ضرورة تعليم جميع الأطفال.
- _ رعاية صحيّة واجتماعيّة ( ضمان اجتماعي، ضمان طوارئ العمل، ضمان الشيخوخة…).
- تأمين فرص عمل لجميع المواطنين.
- تقديم الرعاية الاجتماعية( مسكن لائق لكلّ أسرة).
- حرص الدّولة العصريّة على حماية ثروات البلاد، إضافة إلى تنمية الموارد التي تساعد على تلبية حاجات المواطنين.
ما هو دور التّخطيط العلميّ في الدّولة العصريّة
تعتمد الدّولة العصريّة على تحقيق تخطيط علميّ سليم يُوفّر الرّاحة لجميع أفراد الدوّلة. ويتمظهر هذا التّخطيط وفق المبادئ الآتية:
- وضع خطة مدروسة للأهداف المراد تنفيذها( مثل القضاء على الأميّة، رفع مستوى الدّخل، تشجيع قطاع الزراعة…).
- معرفة الوضع الدّيموغرافي ( عدد السكان، النّمو السكاني، التجارة، الخدمات…).
- الاطلاع على الأوضاع الاجتماعيّة بشكل دقيق وفاعل( مستوى التعليم، توعية الفتيات وعائلتهنَّ من أجل الحد من زواج القاصرات، الرعاية الصّحية، الوضع البيئي…).
- إحصاء دقيق للإمكانات البشريّة والماديّة المتوفرة في الدّولة( الطاقة البشرية المؤلفة من الإداريين والمهندسين والمدرسين والفنّيين…).
وهذا التخطيط بحاحة ماسة إلى إدارة حديثة مؤهلة على التّخطيط العلميّ، والتنظيم السليم وصولاً إلى التنفيد الصحيح.
في ختام مقالنا نؤكّد أنّ الدّولة العصريّة ضمان لاستمراريّة التطّور الإنسانيّ، ذلك لأنّها ترعى شعبها بوعي تام، وتقوم بخدمته من طريق الحكومة ومؤسّساتها الرّسمية.