التجارة بعد جائحة كورونا، أن العالم بعد انتهاء جائحة كورونا سوف يختلف كثيرًا في شتى الأنحاء عن ما هو قبله، فقد مثلت الخسائر المالية وعمليات لإغلاق الضخمة وتقييد الحركة، تحديات كثيرة غير مسبوقة والتي ستدفع العديد من الدول والحكومات وأيضًا الأفراد والشركات لإعادة النظر في السلوك الاقتصادي لهم بعد الانتهاء من أزمة كورونا لتجنب تكرار هذا الموقف العصيب مرة أخرى. لا يستطيع أن يجيب أحد عن ما ستكون ملامح التجارة والاقتصاد بعد انتهاء جائحة كورونا بل تكثر التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد والتجارة الذي أصبح أمرًا مثير للجدل.
توقعات منظمة التجارة العالمية للعام الجاري
أشارت منظمة التجارة العالمية إلى أن انكماش وتراجع حركة التجارة العالمية سوف يتراوح بين 13% و 32% لهذا العام، لقد كان الوضع في البداية مجرد أزمة صحية وقد اضطرت الحكومات لاتخاذ الخطوات السريعة للحفاظ على حياة الإنسان وترتب على هذه الخطوات ترجع كبير للحركات التجارية سواء المحلية والعالمية.
وسوف يترتب على التراجع التجاري وتراجع الإنتاج حدوث عواقب وخيمة على الشركات والأسر، بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية نتيجة المرض نفسه، وأوضح التقرير أن نسبة التراجع قد بلغت 13% وهو ما يعكس تراجعً حادًا سوف يتبعه تعافي بداية من النصف الثاني لـ 2025.
كما أوضح تقرير منظمة التجارة العالمية أن معدل النمو للتجارة العالمية قد توقف في نهاية العام السابق وذلك بسبب توترات التجارة المستمرة.
تأثير جائحة كورونا على حركة التجارة العالمية
لقد قامت العديد من الشركات العالمية للشحن بتقليل سفن البضائع بينها وبين الصين وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد عن طريق خدماتها مما يعطل سلاسل الإمدادات العالمية.
وتبعًا مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة يتم نقل ثمانون بالمائة من التجارة العالمية من خلال البحر كما تضم الصين وحدها 7 موانئ.
وقد تسبب انتشار فيروس كورونا في وفاة الآلاف من الحالات واصابة ما يزيد عن نصف مليون مصاب.
وقد أثر إغلاق مراكز التصنيع حول العالم على شحن الحاويات
وهو ما يؤثر بدوره على الصناعات المختلفة ويقلل الطلب على النقل بالحاويات.
وذلك إضافة إلى السفن التي تتعطل بمناطق الحجر حيث ترفض الكثير من الدول السماح للسفن القادمة من الدول الموبوءة للدخول
إليها قبل اجراء الكشف على كامل أطقمها والتأكد من خلوهم من فيروس كورونا،
كما أوقفت العديد من الشركات إنتاجها وذلك لتقليل الاختلاط والحد من انتشار فيروس كورونا،
توقعات منظمة التجارة العالمية لعام 2025
تتوقع المنظمة انخفاضًا كبيرًا في حجم التجارة العالمية لعام 2025 يصل
إلى الثلث نتيجة لانتشار فيروس كورونا، وذلك بسبب إيقاف
معظم المصانع وبالتالي انخفاض معدل الإنتاج بالإضافة الى إيقاف عمليات النقل سواء الجوي أو
البحري أو البري وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا حول العالم.
كما يرى خبراء الاقتصاد أن توقعات مستقبل الاقتصاد العالمي سوف تتفاقم للاسوء
وذلك بسبب تأثر العديد من الدول وباء كورونا ودخولها حالة ركود اقتصادي،
كما أن تدهور التجارة والاقتصاد في هذه المرحلة ما هو إلى أول مرحلتين من مراحل التأثر بجائحة كورونا
وهو ما يسبب القلق لجميع الأسواق التجارية والشركات وايضًا والبنوك المركزية وحتى الحكومات،
أما المرحلة الثالثة فسوف تصل الى الحد الأدنى للأسواق ثم الحد الأدنى لنمو الاقتصاد،
وبالنسبة للمرحلة الاخيرة فيتوقع أن تطول وقد تتضمن عناصر تقليص العولمة بسبب حدة السفر والهجرة.