يعتبر كتاب الفِراسة لفخر الدين الرازي من أهم الكتب التي تتحدث عن علم الفراسة. حيث يتناول الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الجسد على الأحوال الباطنة. كما أنه يعمد إلى ربط هذا العلم بالطب من خلال فراسة المِزاج وعلاقتها بكيمياء الدم. كنا قد تعرفنا في مقال سابق على ملخص كتاب الفراسة لذلك سنخصص هذا المقال للحديث عن أهم اقتباسات الفراسة مع تقديم شرح وتفسير لبعضها.
محتوى كتاب الفراسة
يتحدث الرازي في هذا الكتاب عن كيفية معرفة أخلاق البشر وطباعهم من خلال ملامحهم والسمات الأساسية التي تظهر على أجسادهم. كما أنه يقدم هذه المعلومات بالاعتماد على الطب وليس على علم الغيب. حيث يعتمد النوع المعروض في هذا الكتاب على الفطنة والذكاء والقدرة على الحفظ والتحليل ومعرفة بعض أساسيات الطب.
تم تقسيم الكتاب إلى ثلاث مقالات تتضمن تعريف بالفِراسة والمِزاج في المقالة الأولى. بالإضافة إلى تحديد علامات الأمزجة الكاملة ودلالات الأعضاء الجزئية ضمن المقالين الثاني والثالث.
اقتباسات من المقالة الأولى لكتاب الفراسة
- “الإنسان مدني بالطبع، فلا ينفك عن مخالطة الناس، والشر فاشٍ في الخلق، وإذا كانت هذه الصناعة تفيدنا معرفة أخلاق الناس في الخير والشر كانت المنفعة جليلة.”
- ” الظن يحصل بتقلب القلب في الأمارات. والفِراسة تحصل بتجلي نور جبار السموات والأرض.”
- يوضح الكاتب في الفصل الخامس العلوم المشابهة لعلم الفراسة ومنها علم الاستدلال بالخطوط الموجودة في الكف والقدم أو كما نعرفه بقراءة الكف.
- يقدم الرازي في الفصل السادس من هذه المقالة الطرق التي يمكن بها معرفة أخلاق البشر وهي ستة ومنها الشكل والأصوات.
- “اعلم أن الأفعال الإنسانية: منها طبيعية صادرة بمقتضى المِزاج الخلقي، والفطرة الأصلية، ومنها – تكليفية صادرة بحسب تأديب العقل ورياضة الشرع.” يتم إسقاط معنى هذا الاقتباس في علم الفراسة أن الاستدلال على أخلاق البشر يتم من خلال الفطرة الأصلية فكما يقال أن الطبع يغلب التطبع. أما بالنسبة للأفعال الصادرة عن تأديب العقل فهي مكتسبة وليست طبيعية وبالتالي لا يمكن الاستدلال من خلالها على الأحوال الباطنة.
- “إذا عرفنا كون الإنسان سريع الغضب في كل شيء، عرفنا أنه لا يكون تام الفكرة في الأمور، وذلك لأن قوة الغضب تدل على سخونة مزاج الدماغ وهذه السخونة توجب تعذر إتمام الفكرة.”
المقالة الثانية من كتاب الفراسة
تتناول هذه المقالة بشكل أساسي التعريف بعلامات الأمزجة الكاملة للاستدلال على الاعتدال والاختلال. وتقسم الأمزجة إلى حار وبارد ورطب ويابس. بالإضافة إلى تعريف العلامات الأساسية للمزيج منها مثل المِزاج الحار اليابس والحار الرطب، والمِزاج البارد الرطب والبارد اليابس. كما تقدم السمات الأساسية للمزاج المعتدل والمزاج غير المعتدل.
“اعلم أن كل عضو من أعضاء البدن: إما أن يكون حاراً أو باردا، فإن كان حاراً فإما أن تكون تلك الحرارة معتدلة أو زائدة، فإن كانت الحرارة معتدلة أفادت الكمال، وإن كانت زائدة، أفادت الاختلال بحسب التبريد. وأما إن كان باردا، فإن كان البرد قليلا فإنه يوجب النقصان، وإن كان كثيرا يوجب البطلان.”
“الذين كانوا أغنياء في قديم الزمان فهم أكثر مثالية من الذين صاروا أغنياء.”
دلالات واقتباسات من المقالة الثالثة في كتاب الفراسة
تشرح هذه المقالة دلالات الأعضاء الجزئية ويمكن القول أنها تدل على العلامات المستخدمة في علم لغة الجسد.
“دلالة الرأس على الأحوال النفسانية أتم من دلالة سائر الأعضاء.” بمعنى أنه للاستدلال على الآثار النفسانية فلا بد من معرفة دلالة أحوال وأشكال الرأس ولا سيما الوجه. سنأتي في هذه الفقرة على ذكر بعض الدلالات لبعض الأعضاء على سبيل المثال لا الحصر.
الجبهة
- “من كان مقطبا لجبهته مائلا إلى البسط فهو غضوب.”
- صاحب الجبهة الصغيرة جاهل.
- “من كانت جبهته عظيمة فهو كسلان وغضوب.”
العين
يتم الاستدلال على صفات البشر من خلال العين من عدة نواحٍ منها اللون والشكل ووضع العين.
- “من عظمت عينه فهو كسلان.”
- جحوظ العينين يدل على أن صاحبها جاهل مهذار.
- “من كانت عيناه غائرتين فهو خبيث.”
- “من كان عيناه غائرتين قليلا فنفسه نبيلة، هذه الدلالة مأخوذة من الأسد.”
- الحدقة شديدة السواد تدل على أن صاحبها جبان.
- “إذا كانت العين حمراء مثل الجمر فصاحبها غضوب مقدام.”
- “من كانت عيناه بارزتين فهو وقح.”
- “من كانت عيناه زرقاء تلك التي تكون في زرقتها صفرة كأنها صبغت بالزعفران فإنها تدل على رداءة الأخلاق.”
- “النقط الكثيرة في العين حول الحدقة تدل على أن صاحبها شرير.”
- “إذا كانت الحدقة سوداء فيها صفرة مذهبة فصاحبها قتال سفاك للدماء.”
- “صاحب العين الزرقاء الشديدة الخضرة خائن شرير.”
- “أفضل ألوان العين: الشهلة، لأنها لون متوسط بين السواد وبين الزرقة والخضرة ولما كانت هذه الألوان بأسرها مذمومة كانت الشهلة التي هي اللون المتوسط بين تلك الألوان المذمومة محمودة”.
- “إذا كان الجفن في العين منكسرا أو ملتويا فصاحبه مكار كذاب أحمق.”
دلائل الضحك
- “من كان كثير الضحك فهو دمث متساهل قليل العناية بالأمور.”
- من كان عالي الضحك فهو وقح سليط.”
وهناك الكثير من الدلالات حسب شكل الأنف والفم والأذن والصوت وغيرها وللاطلاع عليها يمكنك قراءة الكتاب من خلال الرابط التالي الفراسة.
في النهاية نتمنى أن نكون قد قدمنا معلومات مفيدة كيفية حول الاستدلال على طباع الأشخاص بالنظر إلى السمات الأساسية فيهم، من خلال التعريف بكتاب الفراسة للرازي. بالإضافة إلى عض بعض الاقتباسات من كتاب الفراسة. وتبقى الطريقة الأمثل للمهتمين بمعرفة المزيد عن هذا الموضوع هي قراءة الكتاب الأساسي وإجراء المزيد من الأبحاث حول علم الفراسة.