استخراج الحرير من دودة القز

ما هي خطوات استخراج الحرير من دودة القز؟ تمر صناعة الحرير الخام بعدة مراحل ابتداءً من تربية دودة القز، وختامًا باستخراج أجود أنواع الحرير. ويتعبر الحرير من أجود الأنسجة التي عرفها البشر، واستخدامها في العديد من المجالات انطلاقًا من صناعة الألبسة وصولًا إلى صناعة المواد التجميلية. لذلك سنقدم لكم في مقالنا هذا خطوات استخراج الحرير من دود القز.

كيف تتكون شرنقة دودة القز؟

تقوم ديدان القز بتكوين شرنقة حرير حولها، حيث تعمل الدودة بحركة ثابتة وسريعة على حياكة شرنقتها. وتبدأ بحياكة الشرنقة من الرأس لتشكل في النهاية شكل رقم 8. تكرر هذه الحركة تقريبًا 230000 مرة حتى يصل طول خيط الحرير الملفوف إلى 1000 متر أو أكثر. بعد يومين أو ثلاثة أيام من العمل تكون الشرنقة قد أصبحت جاهزة.

كيف يستخرج الحرير من دودة القز؟

تمر عملية استخراج الحرير بعدة مراحل، مع العلم أن جميع هذه المراحل مهمة وأساسية في إنتاج الحرير الخام. وتتجلى هذه المراحل فيما يلي:

  • المرحلة الأولى: تعتبر تربية دودة القز نقطة البداية في هذا المشروع، وتعد ديدان القز بمثابة مصنع للحرير الخام.
  • المرحلة الثانية: تبدأ بغزل الديدان لشرانقها التي تتميز بشكلها ونوعها عن باقي شرانق الحشرات. تنحصر الديدان بالكامل داخل الشرنقة، وهنا تكون الخيوط أصبحت جاهزة للاستخراج. تبقى اليرقات ثلاثة أسابيع داخل الشرنقة، وبعد ذلك تتحول إلى فراشة.
  • المرحلة الثالثة: ضمن هذه المرحلة إما أن تخرج الفراشات من الشرنقة، أو تُقتل قبل أن تتحول إلى فراشة حتى لا تتلف أنسجة الحرير. مع العلم تُقتل هذه اليرقات عبر وضعها في فرن وعلى درجة حرارة مرتفعة أو بوضعها في المياه المغلي لإذابة الطبقة فوق اليرقة. وبعد ذلك تُنسج الخيوط معًا وتكون جاهزة لصنع الملابس.

وعلى الرغم من ضرورة قتل اليرقات قبل أن تتحول إلى فراشات، إلا أن من المهم ترك مجموعة من اليرقات تتحول إلى فراشات حتى تبقى عملية إنتاج الحرير مستمرة، لذلك لابد من الاحتفاظ ببعض الشرانق لتخرج منها الفراشات، والتي غالبًا ما تخرج عمياء، حيث يحدث التزاوج ووضع البيوض قبل موت الفراشة.

مراحل إنتاج الحرير

بعد استخراج الحرير من الشرانق، تغسل جيدًا بالماء والصابون لتصبح لامعة وجذابة. وبعد ذلك تبدأ عملية الإنتاج، كالتالي:

  • صباغة الحرير: في العصور القديمة كانت صباغة الحرير تتم عن طريق استخدام المواد الأولية الطبيعية مثل الفواكه، وأوراق النباتات ذات الألوان الزاهية. حيث تنقع خيوط الحرير بعصارة هذه المواد الطبيعية. وتتكرر العملية عدة مرات حتى نصل إلى اللون المطلوب. أما في وقتنا الحاضر تقدمت عملية الصباغة وأصبحت عن طريق الأجهزة التكنلوجية والأصبغة الحمضية التفاعلية. وبهذه الطريقة توفر خيارات أوسع للألوان ودرجاتها.
  • غزل الحرير: قديمًا كان غزل الحرير يتم باستخدام عجلة غزل مخصصة مصنوعة من الخشب. أما في وقتنا الحالي فتستخدم أجهزة تكنلوجية حديثة في عملية الغزل. وتتمثل عملية الغزل بترتيب الخيوط الحريرية لتصبح ملفوفة بشكل متناسق على البكرة المخصصة لجمع خيوط الحرير.

أنواع الحرير الطبيعي

للحرير الطبيعي نوعان، ألا وهما:

  • الحرير المزروع: وهو الحرير الأبيض الخام الصافي، يستخرج من ديدان القز التي تتغذى على أوراق التوت. يعتبر من أفضل أنواع الحرير والأكثر طلبًا حول العالم.
  • الحرير البري: لونه الطبيعي بني أو أصفر غامق. تنتجه ديدان القز التي تتغذى على أوراق شجرة البلوط. وتنتشر صناعته في الصين والهند على نطاق واسع. ويصعب تبييض هذا النوع من الحرير بسبب لونه الغامق. كما أنه أقل لمعانًا من الحرير المزروع.

مميزات الحرير الطبيعي

  • النعومة الفائقة بالإضافة إلى أنه مريح جدًا عند ارتدائه.
  • يعتبر من الأقمشة المفضلة عند الأميرات والملكات بسبب بريقه المميز.
  • من أقوى الأنسجة الطبيعية.
  • ملمسه ناعم للغاية، لأنه يتكون من ألياف طبيعية فقط.
  • يتحمل درجة حرارة عالية.
  • ويعتبر عازل جيد للرطوبة والحرارة.
  • ويتميز أيضًا بوزنه الخفيف وسهولة تنظيفه.
  • يعتبر من أكثر الأقمشة مرونة، حيث يستطيع استعادة شكله الطبيعي سريعًا بعد شده.

الدول المستهلكة والمنتجة للحرير عالميًا

يوجد العديد من الدول المنتجة للحرير، إلا أن من أكثر الدول إنتاجًا له، نذكر: الصين، والهند، وكوريا، والبرازيل، وتأتي في المرتبة الثانية كل من مصر، ونيجيريا، وغانا، وجنوب أفريقيا، وتونس، وإثيوبيا. في حين تكون أهم الدول المستهلكة للحرير ألمانيا، والإمارات العربية المتحدة، وكوريا.

وأخيرًا يمكن القول إن عملية استخراج الحرير من دودة القز من العمليات الطبيعية التي يمكن من خلالها إقامة مشاريع ناجحة ورابحة، وخصوصًا عند الاهتمام بها، وتوفير جميع الظروف المناسبة لها.

Scroll to Top