استثمار تربية الحيوانات في المزرعة. حيوانات المزرعة تعني الحيوانات التي تمكن الإنسان من تدجينها بعد أن كانت برية، وذلك بقصد الاستفادة منها بنواحي مختلفة. فقسم من هذه الحيوانات يتم تربيتها لدورها في التنقل والقيام بالأعمال الصعبة، كالخيول والحمار والبغال. بينما تربى حيوانات أخرى للاستفادة من حليبها ولحومها في الغذاء، كالأبقار والخراف والماعز. كما تربى الدواجن مثل الدجاج والديك الرومي للحصول على البيض واللحوم. بعض الحيوانات كالثيران والبغال تستخدم لحرث الأرض، في حين تستخدم الكلاب للحماية. مما سبق نستنتج أن هناك العديد من الخيارات المتاحة لأصحاب المزارع الراغبين في تربية الحيوانات في مزارعهم. وسنذكر في هذا المقال أكثر أنواع الحيوانات الشائع تربيتها في المزرعة، والتي تحقق فوائد كبيرة من استثمارها.
استثمار تربية الأغنام في المزرعة
الأغنام حيوانات من الثديات، وهي من أولى الحيوانات التي قام الإنسان بتدجينها لما لها من فوائد كبيرة، بالإضافة لسهولة تربيتها ورعايتها، حيث يوجد ما يقارب مليار رأس من الأغنام في العالم متوزعة على سلالات عديدة. ويكمن اختصار الفوائد الناتجة عن تربية الأغنام في المزرعة بما يلي:
الحصول على اللحوم من الأعنام
حيث أن الخروف البالغ يتراوح وزنه بين 45 و100 كغ، مما يعني أنه يمكن الحصول على عشرات الكيلوغرامات من اللحم من كل خروف.
الحصول على الحليب ومشتقاته من الأغنام
إنتاجية الحليب عند الأغنام أقل من مثيلتها لدى الأبقار، حيث تنتج أنثى الخروف ما يقارب 5 كغ من الحليب يومياً. ولكن نوعية حليب الغنم وجودته العالية مع غناه بالمواد البروتينية والدسمة يجعل الطلب عليه مرتفع، وبسعر أعلى من حليب البقر. فعلى سبيل المثال يحظى جبن الغنم بشعبية كبيرة وطلب متزايد مع أسعار عالية، مما يحقق مردود مادي جيد لمربي الأغنام.
الحصول على الصوف من الأغنام
يتم قص صوف الغنم مرة أو مرتين في العام حسب نوع السلالة، ويعطي كل خروف بين 2 و8 كغ من الصوف. يستخدن هذا الصوف في العديد من الصناعات.
زيادة أعداد الأغنام نتيجة تكاثرها
تكون الأغنام عادةً قادرة على التكاثر بدءاً من عمر 8 شهور، وعادة ما تضع أنثى الغنم وليد واحد في كل مرة، وذلك بعد فترة حمل تمتد لحوالي 5 أشهر، تليها فترة رضاعة للوليد تمتد من 3 حتى 5 أشهر. وتعيش الأاغنام عادةً حوالي 10 إلى 12 عام، وقد تصل حتى 20 سنة.
الاستفادة من فضلات الأغنام
تعتبر فضلات الأغنام من أجود أنواع الأسمدة العضوية الطبيعية للتربة، لذا فهي إحدى منتجات الأغنام ذات المردود المادي المرتفع.
استثمار تربية الأبقار في المزرعة
تعد الأبقار أهم أنواع الحيوانات التي تربى في المزارع، وذلك بفضل إنتاجيتها العالية من حيث لحومها أو حليبها أو حتى فضلاتها. ولتربية الأبقار من قبل الإنسان تاريخ طويل يمتد لعمق التاريخ، فقد كانت الخيار الأول دائماً عند الرغبة في استثمار تربية الحيوانات في المزرعة. وقد تعددت طرق استخدامها تاريخياً. فتارة استخدمت للحصول على الحليب ومشتقاته وتارة أخرى استخدمت كمصدر كبير للحوم، وأحياناً استخدمت لجر العربات وحرث الأرض. كما تميزت الأبقار بمكانة عالية عند بعض الشعوب وصلت حد التقديس، لما تمثله من مصدر للخيرات.
الحصول على الحليب ومشتقاته من الابقار
تنتج البقرة بين 15 و 40 كيلو غرام من الحليب يومياً، بحسب سلالتها وتغذيتها. وتعتبر هذه الكمية من الحليب ممتازة، مما يجعل من الأبقار أكثر حيوانات المزرعة التي يرغب أصحاب المزارع بتربيتها.
الحصول على اللحوم من الابقار
هناك مزارع متخصصة بتربية وتسمين العجول بهدف تسمينها وبيعها للذبح، بهدف الحصول على اللحم. كما تقوم مزارع الأبقار الحلوب ببيع الأبقار التي تقدمت في السن وضعف إنتاجها للجزارين للاستفادة من لحومها.
الزيادة العددية لما تملكه من أبقار
تصبح البقرة جاهزة للتزاوج في عمر السنتين أو ثلاث سنوات، وتستمر فترة حمل البقرة حوالي 280 يوم، حيث تضع وليد واحد في كل مرة. من ثم تكون البقرة جاهزة للتلقيح بعد ثلاثة أشهر من وضعها لوليدها، وتتم معظم عمليات تلقيح الأبقار بشكل صناعي. وتعيش البقرة بين 10 و15 سنة مما يعني أنها تضع 10 مواليد تقريباً خلال حياتها.
الاستفادة من الثيران في الأعمال
يتم الاستفادة من الثيران والأبقار في الكثير من المناطق الريفية والوعرة في جر العربات، وتحريك المطاحن القديمة، وفي حرث الأراضي الزراعية.
الاستفادة من فضلات الأبقار
تنتج مزارع الأبقار كميات كبيرة من فضلات الأبقار، والتي يجب جمعها ونقلها بعيداً عن الحظائر للمحافظة على نظافة الأبقار وحمايتها من الأمراض. تلقى هذه الفضلات إقبالاً كبيراً من قبل الفلاحين لاستخدامها في تسميد المزروعات ورفع خصوبة التربة.
استثمار تربية الدجاج في المزرعة
لا تكاد تخلو قرية في العالم من مزرعة لتربية الدجاج. ويربى الدجاج في المزارع بشكل عام بغرض الحصول على البيض أو للتسمين من أجل لحومها. وتتميز تربية الدجاج بالمساحات القليلة اللازمة مقارنة بالأغنام والأبقار، حيث أن حظيرة مساحتها 400 متر مربع تكفي لتربية 4 ألف صوص دجاج بقصد التسمين.
الحصول على اللحوم من الدجاج
تقوم المزارع الدجاج اللاحم بتربية صيصان الدجاج بهدف تسمينها، حيث تحتاج الصيصان مدة 45 يوم لتصل لوزن 2 كغ تقريباً. ويمكن أن تشتري المزارع الصيصان من فقاسات متخصصة أو أن تشمل المزرعة نفسها على قسم خاص بتفقيس البيض للحصول على صيصان التسمين.
الحصول على بيض الدجاج
تتخصص الكثير من مزارع الدجاج بإنتاج البيض، حيث تشتري المزرعة الدجاج البياض الفتي وتتم تربيته طول فترة إنتاجه للبيض. من ثم يتم بيع الدجاج الكهل بعد تراجع قدرته الإنتاجية ليستفاد منه في الذبح والحصول على اللحوم، ويتم شراء فوج جديد من الدجاج الفتي البياض.
الاستفادة من فضلات الدجاج
يتم جمع فضلات الدجاج بشكل دوري من المزرعة والاستفادة منه تجارياً حيث يتم بيعه كسماد عضوي للتربة.
استثمار تربية الأرانب في المزرعة
تعد الأرانب من الحيوانات المرغوبة في المزرعة، بسبب كثرة إنجابها، ووفرة لحمها والطلب الكبير عليه، كما تتميز بفرائها الناعم. تصل أنثى الأرنب إلى النضج خلال 5 أشهر، وفترة حملها تتراوح بين 28 يوم و34 يوم، حيث تضع الأنثى في كل مرة 7 إلى 8 صغار، وتعتبر هذه الإنتاجية عالية جداً مقارنة بأي نوع حيواني آخر. هذه الميزات تجعل من تربية الأرانب عملية مربحة، ويحقق عوائد مادية كبيرة للمربي.
استثمار تربية الحيوانات في المزرعة موضوع واسع جداً فهناك أنواع أخرى من الحيوانات القابلة للتربية في المزرعة. ولكن تبقى الأبقار والأغنام والدجاج والأرانب أكثر الحيوانات تربية في المزارع، وأعلاها ربحية وعوائد مالية على أصحاب المزارع الحيوانية.