دائمًا ما نسمع بمفهوم البورصة والأسهم، ولكن هل خطر لك أن تعرف ما هي وكيف من الممكن أن يصبح لديك أسهم وتنضم للبورصة؟ وما هي أهم مبادئ العمل في البورصة؟ نستطيع تعريف البورصة على أنها سوق ولكنها السوق الوحيد الذي لا يحتوي على بضائع أو منتجات. فهي السوق التي تصدر الأسهم، والأوراق والمستندات المالية. وهذا الأمر بدوره يمنح رجال الأعمال وأصحاب الشركات إمكانية تداول رؤوس أموالهم والأسهم التي يملكوها.
كما من الممكن منح فرصة للمستثمرين وإعطائهم جزءً من ملكية تلك الأسهم. مع العلم يتم التداول في هذه السوق عن طريق مجموعة عمليات وصفقات يجتمع من خلالها البائع والمشتري. كما يمكن لهذه الصفقات أن تتم عن طريق الإنترنت أو عن بعد. وتختصر الأعمال في البورصة على عمليتي البيع والشراء، إذ أن الهدف منهما هو تحقيق الأرباح والحصول على أسهم في الشركات التي قد تحقق ربحًا كبيرًا. فإن كنت ترغب في الخوض في هذا العالم تابع معنا المقال التي الذي سنتناول فيه المزيد عن عالم البورصة.
أهم مبادئ العمل في البورصة
الخوض في عالم البورصة وسوق الأعمال ليس من الأمور التي يستطيع أي شخصٍ عادي القيام بها. وإن دخلت بها فالنجاح مرهون بالعديد من الأمور الأساسية والمبادئ التي عليك أخذها بعين الاعتبار والعمل بها. ونت هذه المبادئ نذكر ما يلي:
- تقييم أمورك المالية وتحديد المبلغ المالي الذي ترغب بالدخول عن طريقه إلى عالم البورصة.
- تحديد النمط الذي ستقوم من خلاله بالتداول. فمن الضروري أن يكون لديك إلمام عن أساليب التداول، هل تريد التداول بشكلٍ يومي أم أسبوعي؟ هل تفضل التداول على المدى الطويل أم القصير؟ الأجوبة على هذه الأسئلة هي من المبادئ المهمة التي عليك معرفتها قبل دخولك لعالم البورصة والأعمال.
- الاختيار المناسب للوسيط؛ فاختيار شركة الوساطة من المبادئ المهمة التي ستقودك لنجاح الاستثمار في البورصة. إذ يجب أن تكون شركة الوساطة ذات تكاليف منخفضة، في الوقت نفسه تملك الترتيبات اللازمة للصناديق المتداولة بدون عمولة.
- التداول بطريقة منخفضة في المخاطر وعالية في الأرباح. فمن البديهي أن تتعرض الأعمال للمخاطر، ولكن النجاح هو السيطرة على تلك المخاطر والتقليل منها. كما أن الربح والفوز لا يأتي إلا بعد بعض الخسارة بحسابك الخاص، وهنا تأتي الحنكة في إدارة المخاطر والتقليل من حجم الخسارة التي تعرض لها حسابك.
- يجب عليك أن تضع في الحسبان أن تحقيق مكاسب كبيرة ليس مرتبطًا بشكلٍ دائم بالشراء. عليك التركيز على الوقت الأفضل والمناسبة الأفضل للبيع. ولكن عليك التخطيط لعملية البيع جيدًا، ودراسة الظروف المحيطة.
- الابتعاد عن مطاردة الأرباح. فعليك دائمًا وضع توقعاتك الإيجابية جانبًا ووضع احتمال الخسارة دائمًا أمامك.
- تحديد سياسة مبنية على أسس قوية وواضحة، ويجب ألا تخالف هذه السياسة قوانين النزاهة والكفاءة. ومن الضروري أن تستند تلك السياسة على أسس علمية وخبرات ومؤهلات لازمة. كما يجب أن تتضمن جميع الإجراءات اللازمة لتدارك المخالفات وتبليغ الهيئة المختصة بها.
- اعتماد مبدأ تنويع الأسهم والمحفظة الاستثمارية. وذلك عن طريق امتلاك أسهم ضمن قطاعات مختلفة، على ألا تكون تلك الأسهم مرتفعة. فوجود حصص منخفضة في عدة قطاعات سيساعد على سهولة إدارتها وتتبع حالتها السعرية.
شروط العمل في البورصة المصرية
إن كنت من راغبي الاستثمار والعمل في مجال الأسواق المالية والبورصة المصرية فهناك بعض الشروط والإجراءات التي عليك إنجازها. ولكن بالتأكيد بعد أن تتحلى بأهم المبادئ التي ذكرناها في مقالنا سابقًا. ومن أهم شروط الاستثمار في البورصة المصرية:
- الحصول على كود تستطيع الولوج من خلاله إلى البورصة، وتستطيع الحصول عليه من خلال شركة الوساطة “الوسيط” الذي ستتعامل معه.
- تقديم بطاقة الرقم القومي لشركة الوساطة.
- إرفاق شهادة الميلاد في حال كان المستثمر لا يبلغ السن القانوني، بالإضافة إلى رقم الوصي القومي.
- من الضروري إحضار السجل التجاري في حال كان المستثمر يعمل في شركة، كما يجب إرفاق ذلك السجل بالبطاقة الضريبية.
- إحضار جواز السفر في حال كان المستثمر أجنبيًا.
مؤهلات العمل في البورصة
كما ذكرنا سابقًا إنّ العمل في البورصة ليس بالأمر الهين، إنما يحتاج لعديد من الأسس التي على أحدهم التحلي بها ليستطيع النجاح وتحقيق الأرباح. كما أن هناك بعض المؤهلات اللازمة والتي من المهم التحلي بها. وفيما يلي سنذكر أهم هذه المؤهلات:
- من الضروري أن يكون تملك مؤهلًا علميًا وكفاءةً مهنية مع الخبرة اللازمة.
- تحقيق كافة المسؤوليات والمهام المطلوبة، وتحقيق أهم الأهداف المطلوبة.
- التحلي بقدرات إدارية وفنية وقيادية تمكنك من الحصول على استقلالية في العمل، واستيعاب كل المستجدات والمتغيرات التي قد تحصل فجأة.
- القدرة على تحليل البيانات ذات المستوى المتقدم والعالي ومعرفة الوقت اللازم لاتخاذ القرار اللازم سواء كان في البيع أو الشراء.
- القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة والمهمة، ومن الضروري أن تكون تلك القرارات هي الأفضل للعمل. على سبيل المثال: قرار اختيار الشركة الوسيط.
- العمل الدائم على مراقبة ومتابعة جميع أخبار الشركة التي اخترتها للاستثمار.
- وجود المؤهل المالي، إذ أن رأس المال اللازم والكافي من أهم المؤهلات الضرورية لنجاح العمل في البورصة.
أبرز سلبيات العمل في البورصة
على الرغم من الأرباح الكبيرة التي يحققها سوق الأعمال وإقبال الكثيرين على الخوض فيه، إلا أنّ هناك بعض المخاطر والسلبيات التي تترتب عليها. وفيما يلي سنذكر أهم تلك السلبيات:
- لا ربح بدون خسارة، فمن الفروقات بين الاستثمار في مشروع حقيقي وبين الاستثمار في الأسهم هو أن ربح الأولى غالبًا مضمون. وهو على عكس الاستثمار في الأسهم وشراء السندات، فهنا لكل ربح خسارة تعادله.
- غياب النقد الواقعي والحقيقي أي أنه لا يوجد سيولة، كما هو الحال في الاستثمار برؤوس أموال وإنتاج البضائع والمنتجات. مما يؤدي إلى الانخفاض المفروغ منه في العملات التي يتم تداولها.
- الاختلاف الكبير بين الواقع وسوق الأوراق المالية. فقد يتبين لك من أحد بائعي الأسهم أنها أسهم قوية وستحقق لك الربح، إنما تتفاجأ فيما بعد أنها ليست كذلك وأنك اشتريت أسهم بسعرٍ عالٍ وهي ذات قيمة قليلة.
- من أبرز سلبيات البورصة وعالم الأعمال أنها بحاجة إلى خبرة كبيرة. ففي الأسواق العادية يكفي أن تعرف أسعار المنتجات والسلع للبدء بعملٍ ما، إنما هنا على عكس ذلك تمامًا. ففي حال كونك مبتدئ عليك البحث والتقصي عن أبسط المعلومات والتفاصيل. كما عليك معرفة كل شيءٍ يخص سوق الأوراق المالية، والسندات، والأسهم، والاقتصاد بشكلٍ عام. كما عليك أن تتابع هذه الأمور بشكلٍ دوري ومنتظم.
وأخيرًا، يمكن القول مهما تعددت سلبيات البورصة لن يتوقف الناس عن الخوض في هذا العالم الغامض المحفوف بالعديد من المخاطر والذي يحتاج إلى حظٍ وفيرٍ. ومن الجدير بالذكر أن التحلي بأهم مبادئ العمل في البورصة سيساعد على النجاح والتقدم بخطىً مزهرة. وذلك مع جود المؤهلات اللازمة من الأمور الحاسمة في نجاح العمل والتقليل من حجم الخسائر.