ما هي أهم المنتجات السورية الصناعية والزراعية قبل أن أبدأ بمضمون مقالي هذا أحبتي سوف أقوم بتقديم نبذة عن سوريا، لأتطرق بعدها إلى التوسع بالموضوع.
نبذة عن سوريا واقتصادها
سوريا أو الجمهورية العربية السورية هي دولة عربية، عاصمتها وأكبر مدنها دمشق، مساحتها ١٨٥١٨ كم مربع، مؤلفة من ١٤ محافظة، يحدها من الشمال تركيا ، من الجنوب الأردن ، شرقا العراق وغربا لبنان، فلسطين والبحر الأبيض المتوسط، مناخها متوسطي وجاف، توصف سوريا بأنها أول مهد للحضارة البشرية حيث تعاقبت عليها حضارات مختلفة عبر العصور.
شهدت سوريا تاريخ إقتصادي مضطرب بالنسبة للتقلبات التي شهدتها المنطقة ، وتوالي سياسات مختلفة حيث أن القيود المفروضة كانت جدا قاسية وسيطرة الحكومة على إقتصاد البلد مما أدى إلى جمادها. فوجدت نفسها معزولة تماما سياسيا وإقتصاديا وفي خضم أزمة اقتصادية عميقة حيث أنه إنخفض الناتج المحلي للفرد بنسبة ٢٢٪ إلا أن في عام ١٩٩٠ وضعت حكومة الأسد سلسلة من الإصلاحات الإقتصادية، فشهد الإقتصاد السوري نموا قويا طوال فترة التسعينات وزاد الناتج المحلي ليشهد ازدهارا حتى عام ٢٠١٠، ولكن بعد عام ٢٠١٢ وجراء الحرب الأهلية من السورية عاد بالتراجع.
كانت الزراعة والنفط من أهم القطاعات الرئيسية للاقتصاد السوري حيث أن الزراعة مثلت ٢٦٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، ووظفت حوالي ٢٥٪ من إجمالي قوة العمل إلى أن الظروف المناخية السيئة والجفاف، كذلك الحرب الأهلية أثرت على إنتاجية هذا القطاع.
تأثر الإقتصاد السوري كثيرا عند إندلاع الحرب وكذلك من جراء فرض العقوبات الإقتصادية على التجارة مع جامعة الدول العربية ومعظم الدول الأخرى وقد أدت هذه العقوبات إلى خراب إقتصاد سوريا. كذلك عانى هذا الإقتصاد من التضخم المفرط الذي يعتبر من أحد أنواع التضخم الذي يحدث نتيجة زيادة عرض النقد في السوق مما يؤدي إلى إنخفاض قيمتها الشرائية بمعنى آخر تصبح فيه النقود بلا قيمة وهو أقسى وأخطر أنواع التضخم.
الزراعة في سوريا
تشكل الزراعة في سوريا حوالي ١٧٪ من الناتج المحلي حسب تقديرات عام ٢٠١٠، ويعمل في القطاع الزراعي نحو ١٧٪ من مجموع قوة العمل. أما المساحة القابلة للزراعة ومساحة الغابات تغطي حوالي ٦٠٥ مليون هكتار أما القسم المتبقي فهو عبارة عن مراع أو ما يعرف بالبادية، يسود القطاع الزراعي مناخ متوسطي حيث أن شتاؤه ماطر وصيفه معتدل وجاف. كما أن الزراعة في سوريا ترتبط بعدة عوامل منها : الأرض / الموارد المائية / الحراج والغابات والمراعي.
عرفت سوريا الزراعة منذ أقدم العصور وتعتبر الموطن الأصلي لبعض الأشجار المنتجة، مثل الزيتون والفستق الحلبي. حيث أن الزراعة كانت من أهم الأنشطة الإنتاجية . كما أن سوريا اشتهرت بزراعة الحبوب والفاكهة والخضار وعملت على تطوير الزراعة عبر إقامة السدود والنواعير على مدى العصور. ازدادت مساحة الأراضي المروية بفضل المشاريع الزراعية الكبيرة واستخدام الآلات الزراعية الحديثة وزيادة الإهتمام الحكومي بالزراعة وتطوير البنية التحتية والاهتمام بالموارد المائية حيث لعبت الزراعة دورا مهما في الإقتصاد القومي السوري، وساهمت الصادرات الزراعية بنصيب هام في التجارة الخارجية. الأمر الذي يؤدي إلى توفير العملات الأجنبية ، عدا عن أنه يساهم في تشغيل الايدي الأيدي العاملة وتوفير العيش لأعداد كبيرة من الأفراد . ويحتل هذا القطاع المرتبة الثانية بعد النفط في ميزان الصادرات السورية، بالإضافة إلى ذلك فإن الزراعة تعمل على تغطية الإحتياجات الناتجة عن زيادة السكان مما حسن مقدرة الإكتفاء الذاتي من حيث المواد الغذائية الرئيسية وشجع الصادرات التقليدية مثل القطن وكذلك القمح والخضار والفواكه.
أهم المنتجات الزراعية في سوريا
تعمل سوريا على إنتاج العديد من المنتجات الزراعية نذكر منها
- الحبوب والبقوليات : كالقمح والذرة الصفراء، العدس، الحمص، السمسم، الفول والشعير
- الفاكهة: المشمش، التفاح، الكرز، التين، العنب، الخوخ، الكمثرى، اجاص ، دراق والحمضيات مثل البرتقال والليمون.
- الخصار والمنتجات الحقلية مثل البطاطا، البندورة، البصل، البطيخ الأحمر والأصفر ، القرعيات مثل القرع والكوسا والخيار وكذلك الباذنجان والفليفلة.
- محاصيل هامة مثل القطن، الزيتون، الفستق الحلبي، اللوز، الجوز البلدي، الشمندر السكري والتبغ.
الثروة المائية
تعتبر سوريا من الدول الفقيرة بالمياه وفق التطبيق العالمي الذي أعتبر أن حد الفقر المائي هو ألف متر مكعب للفرد في السنة. وتنقسم الموارد المائية إلى عدة أقسام منها:
الأنهار وأهمها الفرات، والخابور، الزركان، البيلخ، الساجور، قويف، الكبير الشمالي السن، بانياس الساحل، جقجق، الكبير الجنوبي، بردى، والأعوج، السيبراني، اليرموك، الجرجب، عمران.
الأحواض المائية حوض بردى والأعوج، حوض اليرموك، حوض العاصي، حوض الساحل، حوض البادية وحوض دجلة و حوض الخابور.
البحيرات بحيرة تشرين، ببحيرة الأسد، بحيرة عبرة، بحيرة جبول، بحيرة قطينة، بحيرة بلوران، بحيرة العتيبة، بحيرة خاتونية، بحيرة البعث، بحيرة مسعدة، بحيرة فريديب.
أهم المنتجات السورية الصناعية
لا شك بأن الحرب الأليمة التي شهدتها سوريا أثرت على كافة قطاعاتها ومنها الصناعة اكيد،وهناك صناعات أشتهرت بها عبر العصور وتعتبر من الصناعات الحرفية التي باتت قليلة الوجود أو معدمة كصناعة الحرف اليدوية والزجاج والنحاس وغيرها… إلا أن هذه الصناعات الحرفية كانت تشكل عائدا مهما لقطاع السياحة حيث توفر سوقا كبيرا لعرض هذه المنتجات الحرفية.
صابون حلب
صابون حلب أو الذهب الأخضر في حلب هكذا كان يعرف الصابون حيث أنه يعد واحدا من أقدم أنواع الصابون على الإطلاق وينتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ميزاته هي إحتوائه على مواد طبيعية وكذلك الزيوت النباتية المنفعة للجلد. إلى أن بعد الحرب كل هذه المصانع التي كانت تقدر ب ٦٠ مصنعا تعرضت للقصف، الأمر الذي أدى إلى تآكل المصانع وتوجهها نحو الإنقراض حيث أنها كانت تصدر ما يقارب ٦٠٠ طن من الصابون إلى العالم.
المنسوجات اليدوية السورية
المنسوجات اليدوية السورية صناعة يعود تاربخها إلى الآف السنين، تعتبر من الصناعات المشهورة التي كادت أن تختفي للأسف حيث أن سوريا هي الموطن الأول والأقدم لهذه الصناعة في العالم ، حيث أن هناك أكثر من ١٠٠ نوع من المنسوجات اليدوية وكل نوع يتفرع منه أكثر من ٢٠ نوعا على سبيل المثال :
- الديباج الدمشقي نسبة إلى دمشق،
- اغاباتي
لكن الحرب أثرت على هذا الإنتاج مما أدى إلى إنخفاضه بنسبة ٥٠٪.
صفائح النحاس
اشتهرت سوريا عبر التاريخ بإنتاج الصفائح النحاسية ولكن بسبب الغلاء وإرتفاع الأسعار وتردد المواطنين في الإقبال على شراء أي من هذه المنتجات نظرا للإرتفاع التي وصلت إليه الأسعار وتوقف القطاع السياحي الأمر الذي أدى إلى إنخفاض في إنتاج الله صفائح النحاس.
الفسيفساء
تعتبر الفسيفساء الدمشقية من أقدم المهن التي شهدتها مدينة دمشق، وتعرف أيضا بفن تطعيم الخشب بالأصداف البحرية، حيث يتم ترصيص مادة الصدف إلى أجزاء من أنواع مختلفة من الخشب، صناعة الفسيفساء عديدة ومتنوعة منها الفسيفساء الخشبية والفسيفساء العادية والزجاج الملون، والرسم على الزجاج، وتطعيم الصدف، وكانت تحتل هذه المنتجات المراتب الأولى في التصدير إلى الخارج قبل الحرب إلا أن نسبها انخفضت بسبب نقص المواد وارتفاع الأسعار
الزجاج الملون
الجمال والشفافية نعم إنه في دمشق التي هي نموذج للعراقة والجمال والحرف…
” ارق من زجاج دمشق” من منا لم يسمع هذا التشبيه، حيث أن الزجاج من أقدم الحرف اليدوية التي اشتهرت بها مدينة دمشق، وقد اشتق إسم المعشق من تماسك المادة الجصة بالزجاج، فضلا عن التماسك هناك الانسجام بين الألوان ليتحول المعشق إلى جذب وعشق لعين السائح إلى سحر زجاج دمشق الذي يحاكي قصص الجمال منذ آلاف السنين.
الصناعات الخشبية من أهم المنتجات السورية
الصناعات الخشبية تشمل مجموعة من الحرف التي تقوم الأيدي الماهرة بتحويلها إلى أشكال نابضة بالحياة وتشمل العديد في طياتها منها الزخرفة على الخشب، التخريم والتجويف أي تفريغ الخشب على شكل لوحات وتمثل آيات وحكم أو تحمل رسوم نباتية وحيوانية، وهناك ما يعرف أيضا بالخراطة الخشبية حيث أن الحرفي يستعمل مخرطة يدوية تساعده على التكيف مع القطع الخشبية يحولها إلى قوالب للمعجنات، أحجار الشطرنج والطاولات الخشبية، روؤس للاراجيل، هياكل للكراسي والطاولات، إلا أن الإنتاج الآلي حل محلها بعض الشي ورغم ذلك لا يزال هناك سوق خاص في دمشق لهذه الحرفة ويعرف بسوق الخراطين
كذلك هناك ما يعرف بحرفة التنزيل على الخشب، عرفت هذه الحرفة منذ القدم وخاصة في العهد البيزنطي حيث نشهد روائع اعمال الموزاييك مع الخشب في الجامع الأموي حيث أنهم أبدعوا في إستعمال الخشب وتطعيمه بالموزاييك واستعملوا أنواع مختلفة من خشب الورد والليمون إستعملت في الزخارف الدقيقة والكتابات المخطوطة وأظهرت مهارة فنان في إنتاجها .
الخيوط العربية وهي نوعان مفرغ وغير مفرغ وتكون كلاهما على عدة أشكال هندسية حيث ظهرت في المساجد والبيوت الدمشقية أدخل محترفيها الكثير من التعديلات عليها واستخدمت في بعض العمارات الحديثة لتزيين السقف والنوافذ والأبواب.
الدهان العجمي شملت تعليق السقوف والجدران في القاعات الشرقية بتجويفات خشبية مرسومة بأشكال بديعة، أيضا نجدها في الآثاث حيث توضع المرايا في بعض الحشوات المزخرفة.
الصدف يلتقط سكان السواحل وخاصة الارواديون الأصداف البحرية عن الشاطئ حيث تتنوع الأصداف في أشكالها وأحجامها وألوانها ويعتبر الأخضر أفضلها . واستعملت للنماذج الزخرفية على الفخار والخشب ويصنع منها أيضا ميداليات ومزهريات وأساور.
الأرابيسك او ما يعرف بالرقش العربي هو فن إبداعي مجرد، يعتمد على رسم الأشكال أكثر ما نراها في العمارة والمخطوطات والقطع الفنية العربية المنوعة. إذ كنت تريد التوسع أكثر في الموضوع تجده في الفنون المعمارية إلى أنني ذكرتها لأن الخشب أبرز معطياتها.
أشهر السلع الأخرى في سوريا
- البذور : كمون، يانسون، كزبرة، التوابل والباذنجان
- زيت الزيتون، والمكسرات المتنوعة
- التفاح الطازج، والكمثري، والخضار المجففة
- القهوة والشاي والتوابل
- الفواكه والمكسرات
- الدهون الحيوانية والنباتية، الزيوت والشموع
- الخضروات
- القطن
- البذور الزيتية
- الصابون، مستحضرات الغسيل مواد التشحيم والشموع
- ملابس التريكو أو الكروشيه
- الملابس والإكسسوارات
التجارة في سوريا
تعريف التجارة التجارة تعني تبادل البضائع أو الخدمات أو الإثنين معا، حيث أن المكان الذي يتم تبادل البضائع فيه يسمى السوق حيث أن السوق هو المكان الذي يتمكن فيه التاجر من بيع بضاعته، فيما بعد توسعت هذه الأسواق وكثرت لتلبية حاجات التجارة الخارجية أي التبادل التجاري عبر الحدود والمناطق المختلفة وأقطار العالم وفي العصر الحديث نشطت لتشمل النقل والتأمين والخدمات. والمال وجد لتسهيل عملية التبادل التجاري إلا أنه الآن أصبح يعتمد على بطاقات الإئتمان والتجارة الإلكترونية لتسهيل عملية الشراء الفورية وتداول الأسهم التجارية.
أهم المنتجات السورية في التجارة
باتت المنتجات السورية تجذب العديد من التجار والأشخاص على حد السواء نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة مع مثيلاتها المستوردة من أوروبا ، وغرفة التجارة تعمل على مراقبة الوضع من خلال جمعية حماية المستهلك وذلك من أجل السيطرة على الأسعار وعدم التلاعب بها.
أهم المنتجات التي يتم تصديرها من سوريا هي :
- زيت الزيتون
- التمور والفواكه والخضروات
- الأقمشة القطنية السورية
- القطنيات والملابس الداخلية الأدوات المنزلية
- الأحذية والحقائب والأحزمة
- الفاكهة المجففة
- المواد الغذائية والمعلبات (ملوخية، مكدوس، متي، بسكوت، وغيرها كثر…)
سوريا شوارعها القديمة تشهد لتعاقب الصناعات عليها، أبنيتها تحف معمارية بفضل الحرفيين الذين حولوها إلى أماكن لف الجمال عليها ولامسها الإبداع لتكون عراقة في التراث السوري، أما أسواقها تحف فنية تختلف بإختلاف مبدعينها وتنوعاتها وهي تجذب العين وتريح القلب…سوريا هو المكان الذي تغادره أقدامنا ولكن قلوبنا تبقى فيها. لما يبعثه هذا البلد من محاسن قلما تجدها في مكان آخر ، أما من خلال مقالي هذا تجولت في سوريا وأسواقها القديمة، وجالست محترفيها واطلعت على حرفهم زراعتهم و صناعتهم وتجارتهم واقتصادهم ، مقال يستحق القراءة بلد يستحق الزيارة.