أهم الفروق بين السندات والصكوك الشهادات المستخدمة من قبل حكومات الدول والشّركات كنوعين من الأدوات المالية. ولكن، الدول المستخدم للصكوك هي الدول الإسلامية فقط كالمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وغيرها من دولٍ إسلامية. وفي الوقت نفسه، تستخدم السندات من قبل حكومات الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية. كما وتتميز السندات والصكوك بوجود أوجه تشابه فيما بينهما فهما يتشاركون في العموم في تعبئة الأموال من وحدات الإنفاق أو الفائض إلى حدات النقص. بالإضافة إلى ذلك، توجد مجموعة من أهم الفروق بين السندات والصكوك مرتبطة بشكلٍ مباشر بطريقة عمل كلٍّ منهما. وفي هذا المقال عبر منصة تجارتنا الإلكترونية سنسلط الضوء على أهم هذه الفروق وكذلك أوجه التشابه، مع تعريف يوضح مفهوم السندات والصكوك كشهاداتٍ مالية مستخدمة على نطاق الدول والشركات. زيادة على ذلك، سنتعرف على أهم أنواع الصكوك مع تقديم مثال عن الصكوك.
تعريف السندات والصكوك
لفهم أهم الفروق بين السندات والصكوك وكيفية عمل كلٍّ منهما سنتعرف بدايةً على تعريف كل من السندات والصكوك بشكلٍ عام.
تعريف السندات
السندات هي أداة ذات دخل ثابت، وتمثل قرضًا يقدمه المُستثمر لمُقترض وهو عادةً ما تكون حكومة دولة أو شركة. وفي الوقت نفسه، يعدُّ السند وثيقة مالية بين الطرفين المقرض والمقترض. كما ويتضمن السند تفاصيل القرض ومدفوعاته، وتستخدم السندات من قبل البلديات والشركات والحكومات لتمويل العمليات والمشاريع. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن تفاصيل السندات تاريخ الانتهاء عندما يكون أصل القرض مُستحق الدّفع لمالك السّند.
اقرأ أيضًا: ما هي السندات لحاملها شرح بالتفصيل مع أمثلة
تعريف الصكوك
الصكوك هي شهادات مالية إسلامية، وهي شبيهة بالسندات المستخدمة في التمويل الغربي. كما أنه في معظم الأحيان تعرف الصكوك باسم السندات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وبعبارةٍ أوضح، تموّل الصكوك الأعمال التجارية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، تعطي الصكوك أيضًا عائدًا مشابهًا للفائدة على السندات التقليدية. ولكن بخلاف السندات، يُمنح حاملو الصكوك حصة ملكية في أصل الأعمال ويرتبط العائد بأداء الأصل في السوق.
أهم الفروق بين السندات والصكوك
تتجلى أهم الفروق بين السندات والصكوك في الآتي:
- الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مقابل الأصول غير المقيدة.
- ملكية الأصل مقابل التزام الدين.
- بيع الأصول مقابل بيع الديون.
- قيمة الأصول مقابل الجدارة الائتمانية.
- القيمة المتغيرة مقابل القيمة الثابتة.
- المخاطر والمكافآت.
- تقلبات السوق.
- طريقة عمل السندات والصكوك.
الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية من أهم الفروق بين السندات والصكوك
تبرز الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مقابل الأصول غير المقيدة كأحد أهم الفروق بين السندات والصكوك. إذ يجب أن تكون الأصول الداعمة للصكوك متوافقةً مع الشريعة الإسلامية. ولكن، لا يجوز أن تشمل الاستثمارات التي تجني معظم دخلها من بيع المواد التالية:
- الإباحية أو منتجات لحم الخنزير أو بيع الكحول أو المعدات العسكرية أو التبغ أو المقامرة.
- بالإضافة إلى ذلك، المؤسسات التي تتعامل في خدماتٍ غير أخلاقية كالبنوك والمؤسسات المهنية بالفوائد.
- ومن ناحيةٍ أخرى، يجوز استخدام السندات لتمويل أي مشروع أو عمل تجاري أو أصل أو مشروع مشترك متوافق مع التشريعات المحلية.
ملكية الأصل مقابل التزام الدين من أهم الفروق بين السندات والصكوك
تعدُّ ملكية الأصل مقابل التزام الدين أحد أهم الفروق بين السندات والصكوك، نظرًا لكون الصكوك مدعومة بأصولٍ ملموسة. بالإضافة إلى ذلك، يُمنح المستثمرون ملكية جزئية في الأصل بقيمةٍ فعلية. وفي الوقت نفسه، يشير السند أيضا إلى ذلك. ولكن، تشير ملكية السند ببساطةٍ إلى التزام الدين. كما وتختلف العلاقة بين مُصدر السند ومُشتريها في الأصل اختلافًا كبيرًا عن العلاقة بين مُصدر الصكوك ومُشتريها.
بيع الأصول مقابل بيع الديون من أهم الفروق بين السندات والصكوك
يقصد ببيع الأصول مقابل بيع الديون كأحد أهم الفروق بين السندات والصكوك بأنه عندما يبيع المُستثمرون الصكوك في السّوق الثانوية، فهم يبيعون مِلكية الأصول التي تدعم هذه الصكوك. ولكن، عندما يبيع المُستثمرون السّندات في السّوق الثانوية فهم في الواقع يبيعون دينًا على علاقة القرض الأساسية.
اقرأ أيضًا: أسعار السندات والعوامل المؤثرة على أسعار السندات
قيمة الأصول مقابل الجدارة الائتمانية من أهم الفروق بين السندات والصكوك
أحد أهم الفروق بين السندات والصكوك هي قيمة الأصول مقابل الجدارة الائتمانية، حيث تَستند القيمة الاسمية للصُّكوك إلى القيمة السّوقية للأصل الأساسي. ولكن، تستند القيمة الاسمية للسندات إلى الجدارة الائتمانية للمُصدر بما في ذلك تصنيفها الائتماني.
اقرأ أيضًا: مخاطر سعر الفائدة وأمثلة على مخاطر أسعار الفائدة في السندات
القيمة المتغيرة مقابل القيمة الثابتة من أهم الفروق بين السندات والصكوك
تعدُّ القيمة المتغيرة مقابل القيمة الثابتة أحد أهم الفروق بين السندات والصكوك، ويتجلى ذلك في ازدياد قيمة الصكوك عندنا تزداد قيمة الأصول الأساسية. وفي الوقت نفسه، تؤثر الخسائر والتّكاليف المتعلقة بالأصل الأساسي على قيمة الصكوك أيضًا. ولكن، في حالة السّندات لا يؤثر أداء الأصل الأساسي على حاملي السّندات.
اقرأ أيضًا: كيف تحسب سعر السند مع أمثلة صيغة تسعير السندات
المخاطر والمكافآت من أهم الفروق بين السندات والصكوك
تعتبر المخاطر والمكافآت من أهم الفروق بين السندات والصكوك، حيث يحصل حامل الصكوك على حصةٍ محددةٍ مُسبقًا من الأرباح أو الإيجارات من الأصل. وفي الوقت ذاته يقبل حامل الصكوك بنصيبٍ من الخسارة. ولكن، يحصل حامل السندات على فائدةٍ مدى الحياة للسند. كما ويوجد ضمان لرأس المال أيضًا حيث يُعاد السند في تاريخ استحقاقه.
اقرأ أيضًا: المخاطرة بالسندات
تقلبات السوق من أهم الفروق بين السندات والصكوك
تبرز تقلبات السوق كأحد أهم الفوارق بين السّندات والصّكوك ، حيث يتأثر حامل الصكوك بأداء الأصل في السوق. ومن ناحيةٍ أخرى، تؤدي التّكاليف المرتفعة إلى انخفاض الأرباح والعكس صحيحًا. ولكن، لا يتعرض حامل السّندات لتقلبات الأصول أو تَكلفة الأصل أو الأعمال.
اقرأ أيضًا: قيمة السند وكيف تحسب القيمة الدفترية للسندات
طريقة العمل من أهم الفروق بين السندات والصكوك
تختلف طريقة عمل الصكوك عن السندات، حيث يعمل كلاهما بطريقةٍ خاصةٍ به. زيادة على ذلك، يمكن اعتبار طريقة العمل هذه هي أحد أهم الفروق بين السّندات والصّكوك، وسنقدم لكم هنا شرحًا موجزًا عنها.
طريقة عمل الصكوك
عندما يشتري المستثمر الصكوك يصبح حاملًا للصكوك. كما ويحصل على شهادة كدليلٍ على ملكية هذه الصكوك. كما ويحقُّ له بعد ذلك الحصول على دفعات أرباح بشكلٍ دوريٍّ على المبلغ الأساسي. ولكن، عند الاستحقاق يسترد حامل الصكوك المبلغ الأساسي. وفي الوقت نفسه، يتجلى الدفع الدوري في شكل إيجار من الأصل أو الربح الذي يحققه الأصل في السوق.
طريقة عمل السندات
تعدُّ السندات نوعًا من سندات الدين بين المُقترض وهو مُصدر السند والمُقرض وهو المُستثمر الذي يشتري السّند. زيادة على ذلك، عندما تحتاج شركة أو حكومة أو كيان آخر إلى جمع الأموال فهي تصدر سندات للمُستثمرين. وفي الوقت نفسه، فالمُستثمرون المشترون لهذه السندات يُقرضون المال للمُصدر لفترةٍ زمنيةٍ محددة. ولكن، في المقابل يتلقى المُستثمرون أداةً ماليةً هي السندات والتي تنصُّ في محتواها على حصول المُستثمر على فائدةٍ على فتراتٍ زمنيةٍ معينةٍ. بالإضافة إلى ذلك، إرجاع المبلغ الأصلي في تاريخٍ لاحق مستقبلي.
اقرأ أيضا: أحكام الاستثمار في السندات.
أنواع الصكوك
يوجد 14 نوعًا مختلفًا من أدوات الصكوك. ولكن، المستخدم منها فقط 6 أنواع، فهي شائعة الاستخدام، وأهمها:
- صكوك الإيجار
- صكوك المرابحة أو البيع المربح
- صُكوك الاستصناع أو اتفاقية التوريد
- صكوك السلام أو العقد الآجل
- صكوك اتفاقية وكالة الوكالة
- صُكوك اتفاقية شراكة المضاربة
- صكوك المشاركة أو اتفاقية الشراكة
أوجه التشابه بين السندات والصكوك
على الرغم من تعدد أهم الفروق بين السندات والصكوك. لكن، يوجد بينهما أوجه تشابه عدة تتجلى في الآتي:
- توفر السندات والصكوك للمستثمرين تدفقات الدفع.
- بالإضافة إلى ذلك، تعتبر السندات والصكوك استثمارًا أكثر أمانًا من الأسهم.
- كما ويصدر كلاهما للمستثمرين على حدٍّ سواء، ويستخدمان لزيادة رأس مال الشركة.
- ومن ناحيةٍ أخرى يتلقى مستثمر الصكوك أرباحًا ناتجةً عن الأصل الأساسي على أساسٍ دوري. ولكن، يتلقى مستثمر السندات مدفوعات فائدة دورية.
- ومن الجدير بالذكر أن الدول الغربية المُستخدمة للسندات تسمح بالاستثمار في الصكوك. ولكن، الدول الإسلامية تمنع أفرادها من شراء السندات.
- وفي الوقت نفسه، تملك الصكوك سوقًا ثانويًّا مزدهرًا كالسندات، حيث لا يحتاج المشتري للاحتفاظ بالصك حتى تاريخ استحقاقه، نظرًا لكونه أداة مالية سائلة تتاح إمكانية صرفها عند الحاجة. ومن ناحية أخرى، تمتلك ماليزيا أحد أكثر الأسواق الثّانوية ازدهار للصكوك في العالم.
مثال عن إصدار الصكوك في الدول الإسلامية
أصدرت السعودية في عام 2017 شريحةً جديدةً من الصكوك لتوفير تمويل متوسط الأجل للحكومة السعودية، وذلك للوفاء بالتزامات الديون المترتبة عليها. حيث كانت السعودية تعاني في ذلك الوقت من ضائقةٍ مالية، نظرًا لانخفاض أسعار النفط بشكلٍ مفاجئ، وهو ما أدى إلى لانخفاض إيرادات السعودية بشكلٍ كارثي. بالإضافة إلى ذلك، يأتي النوع الأكثر شيوعًا من الصكوك في شكل شهادات ثقة، وهي تخضع للقانون الغربي. كما أن شهادات الثقة في هيكلها العام أكثر دقة وهي قابلة للتطبيق أيضا فقط في حال أمكن إنشاء SPV في ولاية قضائية خارجية تسمح بذلك.
اقرأ أيضًا: طريقة تحديث الصكوك أونلاين عبر ناجز 1446.
في الختام، أوجزنا لكم أهم الفروق بين السندات والصكوك كأدواتٍ مالية، حيث توفر كلاهما تدفقات سداد للمستثمرين. ولكن، الدخل الناتج عن الصكوك يجب أن يكون متوافقًا مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية لتستخدم في التمويل الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، فالسندات هي التزامات دين غير مباشرة مع فائدة وبالتالي لا تسمح الدول الإسلامية بشراء السندات على عكس الدول الغربية التي تسمح بالتعامل بالصكوك.