أمراض تصيب صغار الأغنام

أمراض تصيب صغار الأغنام. قليلاً ما تصاب الأغنام بالأمراض إذا ما تم الاعتناء بها بشكل جيد، وأعطيت اللقاحات للأمراض الشائعة. ومع ذلك تبقى صغار الخراف أكثر حساسية للأمراض من الخراف الكبيرة، وتتطلب رعاية وعناية إضافية. ولكن كثير من مربي الأغنام لا يهتمون بإعطاء اللقاحات لأغنامهم، إما بسبب تكاليف العملية، أو بسبب المخاوف من تأثير اللقاحات على عملية الحلب والحمل. وتتنوع الأمراض التي تصيب الأغنام بين أمراض معدية وغير معدية، خارجية وداخلية، مسببة بعوامل ممرضة أو نقص أحد العناصر الغذائية. وفي هذا المقال سوف نذكر أكثر الأمراض التي تصيب صغار الأغنام شيوعاً.

الجمرة الخبيثة (Anthrax) عند صغار الأغنام

مرض جرثومي مشترك بين الإنسان والحيوان تسببه جراثيم Bacillus Anthrax. يسبب مرض الجمرة الخبيثة جائحات ونفوق أعداد كبيرة من الأغنام. ويتميز المرض بإحداث نفوق فجائي للأغنام ومن ثم انتفاخ الجثة بشكل سريع، مع خروج الدم من فتحات الجسم، ويكون الدم أسود ذو مظهر رغوي.

أعراض المرض: يمكن أن يسبب مرض الجمرة الخبيثة الموت للحيوان خلال ساعات. وتظهر على الحيوان أعراض متنوعة كارتفاع الحرارة فوق 41 درجة، مع وهن عام في جسم الحيوان. كما يحدث احتقان في الفم والعينين مع قتامة في اللون، ويترافق ذلك بتورم ونزف من كل الفتحات الطبيعية في جسم الحيوان. بالإضافة إلى إسهال مدمى وبول مصحوب بالدم.

الوقاية والعلاج: يتوفر لقاح لمرض الجمرة الخبيثة يعطى للأغنام بشكل سنوي، كما تعطى اللقاحات والصادات الحيوية لكل الحيوانات في المنطقة التي تظهر فيها إصابة. أما بالنسبة للعلاج فهو غير فعال بعد أن تظهر الأعراض على الحيوان.

جدري الغنم عند صغار الأغنام

من أكثر الأمراض الفيروسية التي تصيب الأغنام وخصوصاً الصغار منها انتشاراً، حيث يسبب نفوق أعداد كبيرة من الخراف الصغيرة، ونقص في إنتاجية الأغنام. يظهر المرض على جلد الحيوان بشكل حبوب حمراء ما تلبث أن تمتلئ بسوائل صفراء، ومن ثم تنفجر لتترك خلفها قشور تتساقط خلال أسبوعين. ومن حسن الحظ أن لمرض الجدري لقاح وقائي يؤخذ بشكل سنوي.

الكزاز (Tetanus) عند الأغنام

مرض جرثومي مسبب بالمطثيات الكزازية Clostridium tetani يحدث عقب حدوث جرح بقطعة معدن ملوثة بالجراثيم. وما أن تدخل الجراثيم إلى الجسم حتى تبدأ بطرح سموم جرثومية تسبب أعراض المرض.

أعراض المرض: يسبب مرض الكزاز أعراض وصفية مميزة تتمثل بتصلب عضلي معمم، وخاصة في منطقة العنق والرأس. وهو مرض يسبب حالات نفوق بنسبة تتجاوز ال 80% من الحيوانات المصابة، وخاصة الصغيرة منها.

الوقاية والعلاج: يوجد لقاح لمرض الكزاز يعطى كل ستة أشهر. أما العلاج فيجب أن يتضمن مضاد للسم الكزازي، بالإضافة إلى إعطاء البنسلين بجرعات عالية.

مرض الكلوة الرخوة عند صغار الأغنام

مرض جرثومي مسبب بنوع آخر من جراثيم المطثيات هي المطثيات الحاطمة  Clostridium perfringes. توجد هذه الجراثيم عادةً بشكل متعايش في أمعاء الحيوانات والإنسان، ولكن تحت ظروف معينة تتحول إلى جراثيم ممرضة تسبب حالة التهاب أمعاء، مع أعراض معممة تصل حتى الموت.

الأعراض: يتجلى المرض أحياناً بظهور تشنجات، مع إسهالات وانتفاخ في منطقة الأمعاء قبل النفوق. ويسبب المرض نسب نفوق عالية تصل لأكثر من 90% عند صغار الأغنام. كما يمكن أن يحدث الموت بشكل مفاجئ دون ظهور أعراض.

العلاج والوقاية: العلاج غالباً غير مجدي بعد ظهور الإصابة، ولكن يتوجب تلقيح الحيوانات الموجودة في المنطقة التي تظهر فيها الإصابة. كما يجب تطهير أماكن تواجد الأغنام، وتغيير نوع الغذاء للأغنام بشكل تدريجي.

السالمونيلا (Salmonellosis) عند الأغنام

مرض جرثومي معدي يصيب الأغنام وغيرها من الحيوانات بما فيها الإنسان، ويسبب التهاب أمعاء مع أعراض عديدة أخرى.

أعراض المرض: تتجلى الأعراض عند صغار الأغنام بارتفاع في درجة الحرارة، مع براز مدمى يميل لونه للأسود. كما يمكن أن تحدث حالات إسهال، أو حتى نفوق مفاجئ.

الوقاية: يوجد لقاحات لبعض أنواع السالمونيلا، كما يمكن أن تتم الوقاية منه بتأمين مصادر طعام وماء نظيفة للأغنام.

الحمى القلاعية عند صغار الأغنام

مرض فيروسي يصيب الماشية عن طريق الطعام أو الماء الملوث، أو عن طريق العين والتنفس.

أعراض المرض: أكثر ما يميز الحمى القلاعية ظهور فقاعات في منطقة الفم واللسان، تنفجر لتترك تقرحات مكانها. كما تظهر تقرحات بين الظفرين تؤدي للعرج. بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة والامتناع عن الأكل والشرب، ووهن عام يصل حتى الموت بنسبة تتجاوز 50% عند الخراف الصغيرة.

الوقاية والعلاج: يوجد لقاح للحمى القلاعية، بينما العلاج بعد حدوث المرض قليل الفعالية.

اللسان الأزرق (Blue tongue) عند الأغنام

مرض فيروسي معدي يسببه فيروس من نوع Arbivirus، تحدث العدوى فيه عن طريق الذباب حصراً، ولا تنتقل بالاختلاط.

الأعراض: يظهر المرض على صغار الأغنام شكل حمى شديدة، مع امتناع الحيوان عن الطعام. بالإضافة إلى احتقان معمم في كل الأنسجة الرخوة للجسم كالفم والعيون، وأكثر ما يميز المرض حدوث احتقان وتقيحات وسيلان لعاب في الفم، مع تورم وازرقاق في اللسان ليظهر ويتدلى خارج الفم. كما يحدث احتقان وتورم في منطقة الحوافر تسبب حدوث عرج. وتمتد الإصابة لفترات طويلة تتجاوز الشهر.

العلاج والوقاية: عند حدوث المرض وظهور الإصابة يجب عزل الحيوان المصاب بشكل تام، مع مكافحة الذباب في المنطقة كونه وسيلة انتقال المرض. كما يمكن استخدام علاجات عرضية لتخفيف أعراض المرض. أما بالنسبة للوقاية فيوجد أكثر من لقاح تختلف في قوتها والفترة التي تؤمن المناعة فيها للحيوان.

الكساح عند صغار الأغنام

ويسمى أيضاً حمى الحليب Milk fever، يصيب صغار الأغنام ويحدث بسبب نقص فيتامين D وعنصر الكالسيوم. وتتجلى الأعراض بعدم التوازن وعدم القدرة على الوقوف، مع التواء في الرقبة. ويكون العلاج بإعطاء الصغار المصابة كالسيوم وفيتامين D بشكل حقن، مع الاهتمام بنوعية الغذاء، وزيادة التعرض للشمس.

الطفيليات الخارجية عند الأغنام

تتعرض الأغنام لتطفل العديد من الحشرات ومفصليات الأرجل على جلدها، مثل القمل والقراد، أو تتطفل داخل جلد الحيوان كالجرب. وتسبب الطفيليات الخارجية مشاكل عديدة للأغنام، كنقل الأمراض وفقر الدم نتيجة التغذي على دم الأغنام، كما تؤدي إلى ضعف وهزال الأغنام.

العلاج: عادةً يتم علاج الطفيليات الخارجية أو الوقاية منها من خلال تعريض الحيوانات لعملية تغطيس بمحاليل مطهرات.

التغطيس: تتم عملية تغطيس الأغنام بمحاليل مطهرة مرة على الأقل في السنة كوقاية من الطفيليات الخارجية. أما في حال وجود إصابة فيفضل جز الصوف وتكرار عملية التغطيس كل 10 أيام، ثلاث أو أربع مرات. وفي حال كانت الإصابة بالجرب فيجب بالإضافة إلى جز الصوف، مع دهن الجلد بالزيت بهدف تليينه قبل التغطيس بيوم. من ثم فرك الجلد جيداً بقطعة خشنة أثناء التغطيس، حتى تتم تدمية الجلد، وذلك بهدف ضمان تسرب الدواء إلى داخل الجلد وقتل الطفيليات.

أخيراً، فإن الأمراض التي تصيب الأغنام متنوعة جداً وجميعها تسبب خسائر كبيرة في المردود والإنتاجية. لذا لا بد من الاعتناء بالأغنام وتأمين غذاء وماء من مصادر نظيفة. والمحافظة قدر الإمكان على تكرار اللقاحات لوقاية الأغنام وحمايتها، فمن الجلي أن تكاليف اللقاحات تبقى أقل بكثير من الخسائر التي يتعرض لها مربي الأغنام عند حدوث الأمراض في قطعانهم.

Scroll to Top