أمراض الإبل البكتيرية

تتكيف الإبل للعيش في البادية، ولذلك يُطلق على الجمل سفينة الصحراء. وكانت الإبل قديمًا وسيلةً للتنقل ونقل البضائع، كما يعد حليبها غذاءً لأهل البادية. قد تتعرض الإبل للمكروبات فتصاب بالأمراض البكتيرية، ومن الممكن أن تهاجمها الفيروسات مسببةً لها الأمراض الفيروسية. وسنخصص بعض أمراض الإبل البكتيرية الأكثر شيوعًا في هذا المقال، ونتعرف على أعراضها وطرق الوقاية منها.

مرض جنون الإبل

يعد مرض جنون الإبل أحد الأمراض البكتيرية العصبية التي تصيب الإبل. ويتشابه مع مرض جنون البقر فهو يحدث نتيجة اضطرابات في الجزيئات البروتينة التي تتواجد في الدماغ. ويسبب العدوى للإنسان، وتتمثل خطورة المرض بفترة حضانته، فمن الممكن أن تصل إلى عدة سنوات أحيانًا. وتؤثر بعد انتقالها للإنسان في سلوكه ليصبح عصبيًا، ويفقد القدرة على التذكر.

أعراض مرض جنون الإبل

نلاحظ وجود بعض العلامات التي تدل على إصابة الإبل بهذا المرض، على سبيل المثال تتصرف الإبل بشكل عدواني وتركل من يقترب إليها. كما تنام لفترات طويلة، بالإضافة إلى قيامها بحركات الطحن على الأسنان، كذلك تحرك الإبل المصابة رأسها لفترات طويلة باتجاه الأعلى والأسفل.

مع العلم لا يوجد علاج حتى الآن للإبل المصابة، لذلك يعد هذا المرض من أمراض الإبل البكتيرية القاتلة.

مرض الجمرة الخبيثة عند الإبل

أحد أمراض الإبل البكتيرية التي تتميز بفترة أعراض قصيرة، فما إن تظهر الأعراض حتى يحدث الموت بشكل مفاجئ، ويخرج بعد الموت دمًا أسودًا من الإبل المصابة. وسبب المرض هو مكروب Bacillus Anthrasis.

يتحول المكروب عندما يخرج من الجسم ويتعرض للهواء إلى بذيرات تتميز بقدرتها على البقاء لسنوات عدة إما على التربة أو في الآبار، وتبقى قادرة على التسبب بحدوث المرض. لذا عند الاشتباه بالمرض يجب ألا نفتح جثة الإبل وأن نتركها تتعفن، لأن العفن يقتل البكتيريا المسببة للمرض.

إن هذا المرض مشترك بين الإنسان والحيوان، وتتم الوقاية عن طريق إعطاء لقاح الجمرة الخبيثة، وتعقيم المناطق الملوثة بالمكروب، وخاصةً مياه الآبار. ويجب أيضًا دفن جثث الحيوانات المصابة على عمق مناسب تحت الأرض. ويمكن العلاج لهذا المرض عند الكشف المبكر باستخدام المضادات الحيوية.

مرض السل عند الإبل

أحد الأمراض البكتيرية المزمنة والمعدية، وهو مشترك بين الإنسان والإبل، ولكنه أكثر شيوعًا عند الإنسان، وفي حالات نادرة يصيب الإبل. وسبب المرض هو مكروب اسمه Mycobacteruim Tuberculesis. تنتقل العدوى بين الإبل من خلال التنفس، أو عن طريق جهاز الهضم من خلال علف الإبل أو الماء الملوث بالمكروب.

وللعلم فإن الإبل أكثر الحيوانات مقاومةً لهذا المرض، ولعل أهم أسبابه سوء التغذية وإرهاق الإبل، وكذلك تربية الإبل والبقر المصاب بنفس المكان. فيما تقل احتمالية إصابة إبل الحليب كونها تتغذى وفق أساليب صحيحة ولا تتعرض للتعب عادةً.

أعراض مرض السل عند الإبل

في هذا النوع من الأمراض البكتيرية للإبل لا يمكننا ملاحظة الأعراض بالعين المجردة، ولكن تظهر أعراض المرض بعد الذبح. فنلاحظ الإصابة في العقد البلغمية والقفص الصدري، وكذلك في الطحال والكبد والكلى.

وفي النوع الرئوي نجد المكروب على شكل درنات في الرئتين أو على سطحهما. أما في السل العام تكون الأعراض على شكل قيح في العقد البلغمية، ومن الممكن أن نلاحظ قساوتها في حالات متطورة للمرض.

مرض شبه طاعون الإبل البكتيري المعدي

سببه بكتيريا يارسينا والتي تظهر عادةً في الخريف أو الصيف، ويمكن أن تنتقل العدوى من الإبل المصابة إلى الإنسان. هذا ويعد الجراذ والحشرات الماصة للدم ناقلة للمرض، ويمكن أن تنتقل العدوى عن طريق التنفس.

أما أعراضه تتمثل بامتناع الإبل عن الطعام وفقدان شهيتها، ويرافق ذلك صعوبة في حركتها مع ارتفاع حرارتها، كما تصبح العقد اللمفاوية مؤلمة. ويستمر المرض لأسبوعين أو ثلاثة حتى تتماثل الإبل للشفاء أو يتحول المرض إلى شكل آخر وهو الشكل الرئوي، وحينها من الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية، ويترافق ذلك مع سعال وينتهي الأمر إلى الرجفان والموت.

وأخيرًا فإن أمراض الإبل البكتيرية متعددة، بعضها يمكن معالجته بالأدوية وبعضها يؤدي إلى الوفاة. لذلك من المهم مراقبة الحالة الصحية للإبل للكشف المبكر عن أي أمراض قد تصيبها. بالإضافة إلى ذلك يجب اتباع إجراءات الوقاية في حال الاشتباه بأي مرض خطير يصيب الإبل، وخاصةً الأمراض التي من الممكن أن تنتقل للإنسان.

Scroll to Top