أمراض الأبقار بعد الولادة

بالرّغم من التّقدم في مجال تربية الأبقار، إلّا أنّ وقايتها من الإصابة بالأمراض يعتبر أمرًا صعبًا. وتعدّ أمراض الأبقار بعد الولادة من أكثر الأمراض شيوعًا. وبالرّغم من تنوّع سلالات الأبقار حول العالم، واختلاف البيئات الحاضنة لها، فهي معرّضة دائمًا لخطر الإصابة بأيّ نوع من الأمراض الشائعة. وفي مقالنا هذا سنذكر لكم أهم أمراض الأبقار بعد الولادة، أسبابها، أعراضها، وطرق علاجها.

مرض الكيتوزيس من أمراض الأبقار بعد الولادة

يصنّف من أمراض الأيض، حيث ينخفض مستوى الطاقة الموجودة في الدم عن الحد الطّبيعي له، وفي نفس الوقت يرتفع مستوى الكيتونات في الدّم. حيث لايمكن للجسم أن يحرقها. وسببه التّغذية الخاطئة للأبقار خلال أوّل 45 يوم من تاريخ الولادة. حيث تظهر أعراضه على شكل عصبي أحياناً وهضمي أحيانًا أخرى.

الشّكل العصبي: سُجل العارض العصبي بما يقارب 25% من الحالات المسجّلة، بسبب نقص الطّاقة الواردة إلى الخلايا العصبيّة والمخ، وتكون هذه الأعراض كالتّالي:

  • جحوظ عيون البقرة ودورانها حول محورها.
  • تسير الأبقار بشكل دائري مع تصالب في قوائمها.
  • علاوةً على ذلك، صياح الأبقار بصوت عال، كما لو كانت مسعورة.
  • بالإضافة إلى ذلك، تقوم الأبقار بمهاجمة الشّخص القريب منها، وتحاول عضّه.
  • وفي مراحل المرض المتقدّمة تصاب البقرة بضعف النّظر، وفي حالات أخرى تصاب بالعمى الكلّي.
  • والأهمّ من ذلك كلّه، يلاحظ على الأبقار الارتعاش ومعاناتها في السير، وذلك بسبب نقص الجيلكوجين في العضلات.

الشّكل الهضمي: وهو الشّكل الشّائع الحدوث، وتظهر أعراضه بوضوح بين أسبوع وستّة أسابيع من تاريخ الولادة. ويلاحظ على البقرة المصابة عدّة أعراض منها:

  • هبوط حاد وواضح في انتاج الحليب.
  • بالإضافة إلى ذلك يلاحظ انخفاض رغبة البقرة في شرب الماء.
  • والأهم من ذلك كلّه، يكون طعم الحليب المنتج غير جيّد، وذو رائحة غير مستساغة.
  • علاوةً على ذلك، تكون الأبقار المصابة نحيلة وشاحبة اللون.

وتُعالج الأبقار المصابة بهذا المرض عن طريق رفع مستويات الطّاقة في دمها. لكي تتمكّن من مقاومة الضّغط الناتج عن مردودها العالي من اللبن، ويتمّ ذلك عن طريق إمداد الأبقار بعدّة مواد مساعدة، على سبيل المثال نذكر الأنسولين، ومنشطات للكبد والقضاء على الدّهون، والكورتيزون، والجلوكوز.

مرض احتباس المشيمة من أمراض الأبقار بعد الولادة

هو التّأخر في خروج الأغشية الجنينيّة من الرّحم لمدة تتفاوت بين 6 حتى 12 ساعة من لحظة الولادة. حيث تعدّ المشيمة بيئة حاضنة ومناسبة لوجود البكتريا وتكاثرها. ويرتبط حصوله بضعف انقباضات الرّحم لعدّة أسباب هرمونيّة أو غذائيّة. على سبيل المثال نقص فيتامين الكالسيوم وفيتامين A، أو حدوث اضطرابات التّوازن الهرمونيّة مثل هرمون الأستروجين.

ويمكن ملاحظة التصاق المشيمة بالرحم خلف البقرة، وارتفاع في درجة حرارة جسمها، بالإضافة إلى ذلك نلاحظ كسلها وضعف إقبالها على الطّعام. مع العلم يُعالج هذا المرض عن طريق إزالة المشيمة يدويّاً بعد ارتداء قفّاز جراحي، حيث يُمسك الجزء المتدلّي من المشيمة بيد، وندخل اليد الأخرى بالمنطقة الموجودة بين الرّحم والمشيمة، بعد ذلك نسحب المشيمة ونخلص البقرة منها. كما يمكن علاج هذا المرض عن طريق التّدخل الطبّي، وإعطاء البقرة المصابة أقراص مضاد حيوي، وفيتامين 5 سيلينيوم، و أوكسيتوسين.

مرض التهاب الضرع من أمراض الأبقار بعد الولادة

هو التهاب يصيب ربع أو عدّة أرباع من الضرع، ويعد من أكثر الأمراض الّتي تصيب الأبقار بعد الولادة. يعود سببه لعدّة أسباب، نذكر منها: سوء التّغذية، ومشكلة في التّطهير، والمبالغة في عملية الحلب، وإصابة الحلمات. ومن أهم أعراضه نلاحظ تجبّن اللبن داخل الحلمة، بالإضافة إلى وجود بقع دم ضمن اللبن، وتورّم الحلمات وانتفاخها، ومعاناة البقرة المصابة من ألم واضح عند الحلب. وتعالج الأبقار المصابة به عن طريق المضادّات الحيويّة الأكثر فاعليّة، ويفضّل إعطاء هذه المضادّات لفترة طويلة، لضمان التخلّص من الالتهاب.

مرض التهاب الرّحم من أمراض الأبقار بعد الولادة

هو مرض يصيب الأبقار بعد ولادة متعسّرة، وذلك نتيجة حجم الجنين الكبير أو ولادة البقرة لتوءم أو انتفاخ جسم الجنين. ويعتبر انحباس المشيمة من أهم العوامل المسببة لهذا المرض. والأهم من ذلك كلّه فإنّ عمليّة شد المشيمة من الممكن أن يسبب نزيف داخل الرّحم. ومن أهم مسبباته إصابة البقرة بجروح داخل الرّحم، واحتباس المشيمة، والتدّخل خلال الولادة، وبقاء السوائل الناتجة عن الولادة لفترة طويلة داخل الرّحم.

ويمكن تمييز هذا المرض من خلال ملاحظة ارتفاع درجة حرارة البقرة، وفقدان الشهيّة، بالإضافة إلى ذلك يمكن ملاحظة نقص كميّة اللبن المنتج منها، وزيادة في ضربات القلب مع تسارع تنفّس البقرة. علاوةً على ذلك كلّه تظهر علامات اسهال واضحة بسبب التسمم البكتيري الّذي يصيب البقرة، ووجود إفرازات من الرّحم ذات رائحة كريهة.

ويُعالج من خلال تقديم عدّة أدوية للبقرة المصابة، ومن الأفضل إعطائها مضاد التهاب غير ستيرويدي، بالإضافة إلى 2 ليتر من الجلوكوز الوريدي، وحقنة من المضاد الحيوي واسع الطّيف. والأهم من ذلك كلّه يجب تفريغ الرّحم من محتوياته عن طريق حقنه بهرموني الأوكسي توسن، والبروستاجلاند.

مرض تبديل المعدة من أمراض الأبقار بعد الولادة

هو انتقال المعدة الرابعة من مكان وجودها في الجانب الأيسر من جسم البقرة المصابة إلى الجانب الأيمن. حيث يصيب هذا المرض البقرة عند حدوث انكماش في كرشها نتيجة إصابتها ببعض أمراض الأبقار بعد الولادة، على سبيل المثال مرض الكيتوزيس. ومن أهم أعراضه امتناع البقرة عن الأكل، وانخفاض ملحوظ ومتسارع في وزن البقرة، علاوةً على ذلك نلاحظ توقّف حركة الكرش لديها. والعلاج الأساسي له هو العمل الجراحي، الذي يتمّ خلاله سحب المعدة الرابعة إلى مكانها، وتثبيتها جيدًا مع العضلات المحيطة.

وفي نهاية مقالنا، نلاحظ بأنّ أمراض الأبقار بعد الولادة واردة الحدوث بشكل كبير. وتلعب العناية الصحيحة بالأبقار عند ولادتها دورًا أساسيًّا في سبيل حمايتها من البكتيريا ومخلفات الولادة. ولابدّ من توفير بيئة محيطة نظيفة، وغذاء متكامل، ولقاحات منظّمة. لكي نحافظ على بنية جيّدة وحياة صحيّة للأبقار، تنمو خلالها بشكل صحّي يعود بالنّفع علينا من خلال انتاجها للحليب واللحوم المهمة في غذائنا اليومي.

Scroll to Top