مع بداية القرن العشرين تنبهت الكثير من الدول إلى أهمية تربية دودة القز. مما أدخل الكثير من البلدان إلى قائمة أكثر الدول المنتجة لدودة القز. خاصة دول شرق آسيا وتلتها دول أمريكيا اللاتينية وأفريقيا. حيث تعود أهمية تربية ديدان القز لتلبية، وتغطية الطلب المتزايد على الحرير والسيطرة على سوقه. لما له من أهمية اقتصادية كبيرة سنسلط عليها الضوء في هذا المقال.
أهمية تربية دودة القز ومكانتها وإنتاجها
بدايةً تهدف تربية دودة القز إلى تحقيق أداء متفوق فيما يتعلق بمحصول البيض، ومحصول الحرير الخام الشرنقي، والتوسع في الكمية الإنتاجية. وعلاوةً على ذلك تعتبر زراعة ديدان القز من الصناعات الزراعية التي تستوعب عمالة كثيفة في كل مرحلة من مراحل نشاطها. ويمكن تلخيص أهمية هذه المهنة في النقاط التالية:
- تشغيل أيدي عاملة.
- مصدر جيد لدخل الأفراد (حيث أن كل مرحلة من مراحل الإنتاج توفر عائد اقتصادي).
- وسيلة لتبادل السلع بين الدول المختلفة.
- مادة أولية للعديد من الصناعات المختلفة.
أهم الدول العاملة في مجال تربية دودة القز
يبلغ الإنتاج العالمي من الحرير الخام حوالي ٨٩،٦٠٠ طن. وبالرغم من ذلك فإن هذا الإنتاج لا يكفي الطلب المتزايد على الحرير الطبيعي. وتعتبر الصين أكبر الدول إنتاجًا للحرير وتربية لديدان القز، حيث يمثل إنتاجها ٦٥% من الإنتاج العالمي، ومن أهم الدول المنتجة والمصدرة للحرير بالإضافة إلى الصين نذكر الهند، وأوزبكستان، والباكستان، وتايلند، والبرازيل، وفيتنام، وتركيا، وكوريا الشمالية.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الدول التي تنتج الحرير تستهلكه داخليًا مثل الباكستان وإندونيسيا. وفي المقابل توجد بعض الدول ذات الإنتاج الكبير ومع ذلك فإن إنتاجها لا يكفي استهلاكها المحلي مثل اليابان وكوريا. ولذلك تستورد لتغطية الاحتياجات الإنتاجية. وبجوار ذلك توجد دول مستهلكة فقط، ولا تربي ديدان القز مثل دول أوروبا (إيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا)، بالإضافة إلى أمريكا الشمالية.
الصين من أكثر الدول المنتجة لدودة القز
وفي الوقت الراهن نجد أن الصين هي المنتج الأول للحرير في العالم، إذ تنتج حوالي 150 ألف طن متري سنويًا. وهذا أكثر بكثير من بقية دول العالم مجتمعة، أي تنتج 78٪ من الحرير في العالم. وتربى هذه الحشرة قي الصين بشكل رئيسي في جنوب دلتا نهر اليانغتسي، ومناطق مقاطعات جيانغسو، وتشجيانغ، وسيتشوان. وتشتهر أيضًا مدن مثل Suzhou وHangzhou وNanjing وShaoxing بتربيتها.
الهند من أكثر الدول المنتجة لدودة القز
وتعد الهند ثاني أكبر منتج للحرير في العالم بعد الصين. وتمارس تربية دودة القز بشكل أساسي في المناطق البيئية الاستوائية مثل كارناتاكا، وتاميل نادو ،وأندرا براديش، والبنغال الغربية. كما تربى في البيئة المعتدلة في جامو وكشمير. ومن الجدير بالذكر يوفر الوضع المداري الحالي مجالًا لاستغلال الصنف الهجين متعدد الفلزات ثنائي القطب.
البرازيل من أكثر الدول المنتجة لدودة القز
تتركز تربية دودة القز في البرازيل في جنوب البلاد، حيث يسمح متوسط درجة الحرارة، وتوزع الأمطار بإنتاج ما يصل إلى تسعة محاصيل من الشرانق من سبتمبر إلى مايو (من الربيع إلى الخريف). وتنتج حوالي 83٪ من إنتاج الشرنقة البرازيلية في ولاية بارانا. و12٪ أخرى في ولاية ساو باولو، وحوالي 5٪ في ولاية ماتو جروسو دو سول. مع العلم أن مساحة التوت المزروعة هي 609.4 هكتارا.
أوزبكستان من أكثر الدول المنتجة لدودة القز
يعمل عدد كبير من السكان في الريف الأوزبكي في هذه التربية. وتحتل بلدة مارغيلان المركز الأكبر في أوزبكستان لتربية ديدان القز وإنتاج الحرير. علاوةً على ذلك يوجد في أوزبكستان 14 مصنعًا لإنتاج دودة القز بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ حوالي 600000 صندوقًا من بيض دودة القز، وفي عام 2005 أنتج فقط حوالي 240000 صندوقًا.
تركيا من أكثر الدول المنتجة لدودة القز
تعد تركيا من الدول العشر الأولى في تربية وإنتاج شرانق الحرير. بحيث تنتج في الوقت الحاضر 93 ألفًا و695 كيلو غرامًا من شرانق الحرير الطازجة. حيث تنتج بلدة “كولب” لوحدها 48 ألفًا و346 كيلو غرامًا، لتصبح بذلك صاحبة المركز الأول في الإنتاج بنسبة تقدر بـحوالي 51.59 في المئة، متجاوزة إنتاج 233 بلدة متوزعة على 57 ولاية بعموم تركيا.
وتتفوق بلدة “كولب” في الإنتاج بحوالي 35 ألف كيلو غرام عن ولاية أنطاليا، وبما يقارب 41 ألف كليو غرام عن ولاية بورصا. لذلك تعتبر الولايتان أقرب منافس لها. ومن الجدير بالذكر أنه في العام 2014 افتتح مصنع للحرير في قرية “آغاتشلي” التابعة لبلدة “كولب”، ويعتبر في الوقت الحاضر الأكبر من نوعه في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.
التطورات الاقتصادية التي تؤثر على نمو تربية دودة القز في بعض الدول
تغير في الآونة الأخيرة موقف كثير من الدول العاملة في هذا المجال، وذلك بسبب التطور الصناعي الذي غزا العالم. فبدأت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية بتصنيع الخيوط الحريرية، ولم تعد تربي دودة القز، بعدما كانت من الدول الرائدة في تربية ديدان القز وإنتاج الحرير.
وفي المقابل بدأت كثير من الدول خاصة دول العالم الثالث التي تتمتع بظروف جوية مناسبة. وبالتعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية والدول الكبيرة العاملة في هذا المجال بزراعة حقول توت وتربية ديدان القز وإنتاج الشرانق.
وأخيرًا يمكن القول إن تربية ديدان القز تعتمد بشكل رئيسي على المناخ العام البيئي والاقتصادي والاجتماعي. فمن الطبيعي تراجع تربية دودة القز في دول مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، بسبب الأحوال الاقتصادية والاجتماعية الجيدة التي تسيطر على البلاد. كما لا يمكن أن ننسى تأثير الحالة البيئية على هذه التربية. لذلك نجد أن أغلب الدول المنتجة للحرير هي دول ذات مناخ جيد أو معتدل.