إن كنت أحد الزّائرين لواحدٍ من أسواق سوريا الشّعبيّة فلا شكَّ أنّك قد مررت بأحد أكشاك بيع السّمك، ورأيت مختلف أنواع السّمك تملأ المكان بأشكالها المتنوّعة وأسعارها المختلفة التي تناسب حاجة كلّ فرد.
فما هي أفضل هذه الأنواع؟ ما هي أشكالها؟ وكيف نميّزها عن بعضها البعض؟ سنحاول الإجابة على كلّ تلك الأسئلة وأكثر في المقال التّالي. لذلك تابع معنا.
سمك السّردين من أنواع السمك السوري
نبدأ بأشيع أنواع السّمك في سوريا وهو السّردين الذي يكثر في البحر الأبيض المتوسّط والمحيطين الهادئ والأطلسيّ. سمّي بهذا الاسم بسبب اصطياد أول سمكة منه بالقرب من جزيرة سردينيا غرب البحر الأبيض المتوسّط. وفي الحقيقة تشير تسميته إلى عدّة أنواع من الأسماك ولكن تستخدم في الدّرجة الأولى لتشير إلى:
- سردين المحيط الهادئ.
- سردين جنوب افريقيا.
- السّردين الأوروبّي أو “البلشار“.
- سمك الرّنجة الصّغير أو “الإسبرط“.
تعتبر صغيرة الحجم نسبيًّا حيث تتراوح أطوالها ما بين 7 و55 سم. مغزليّة الشّكل بظهورٍ زرقاء مخضرّة وجوانب فضيّة. يتم الحديث عنها بصيغة الجمع لأنها لا تتواجد إلّا على شكل جماعات، وقد تفقد إحداهنّ القدرة على معرفة الاتجاهات في حال افترقت عن أخواتها. وهي سهلة الاصطياد باستخدام شباك “الشّنشيلا” حيث تنجذب إلى أضواء قوارب الصّيد ظنًّا منها بأنّها ضوء القمر.
تمتاز بكونها مليئة بالأحماض الدّهنيّة غير المشبعة والتي تعدّ موادَّ أساسيّة في بناء أغشية الخلايا العصبيّة والوسائل النّاقلة للمعلومات بين الدماغ والخلايا العصبيّة.
سمك الشبّوط من أفضل أنواع الأسماك في سوريا
تتعدّد أشكال هذا النّوع من الأسماك بحسب العائلة التي ينتمي إليها. ولكن بشكل أساسيّ يتراوح طوله ما بين 40 و75 سم بجسمٍ مغزليٍّ ورأسٍ مخروطيّ فيه زوجَين من الشويرِبات التي تحيط بالفم من الأعلى والأسفل. بالإضافة إلى زعنفةٍ ظهرية وحيدة تحتوي على 3 أو 4 أشعّة (أشواك) قاسية وأخرى ذيليّة فيها 2 أو3 أشعّة قاسية. وزوجٌ من الزعانف البطنيّة والصّدريّة. ويتراوح وزنه الشّائع ما بين 2 و15 كغ بحسب عمره.
يمتاز بسرعة النمو وطول العمر بالإضافة إلى قدرته على تحمّل التلوّث والتأقلم مع نقص الأكسجين في المياه. ويعمل أيضًا على تنقيتها من الأعشاب الضارّة والميكروبات. وبالتّالي لا ينصح بالأكل منه في تلك الحالة. ولذلك، يلجأ المربّون إلى تربية هذا النّوع في مزارع مائيّة من أجل توفير الظّروف اللازمة للحصول على أجود المواصفات من حجمٍ وطعم. لذلك يعتبر من أنواع السّمك المميز في سوريا. وله عدة تسميات أخرى كـ “النّاصري” و”الكارب” و”المبروك” وغيرها.
السّمك البريوني الأحمر المخطّط من السمك السوري
ويعرف محليًّا باسم السّلطان ابراهيم نسبةً إلى الأفغانيّ إبراهيم بن الأدهم الذي لم يصبح سلطانًا بمحض إرادته. فعاش زهيداً مرتحلاً بين المدن حتّى وصل إلى سوريا وأعجب ببحرها فقرّر العيش فيها. وذات يومٍ رأى سمكةً تقفز من البحر وتستلقي أمامه، إلّا أنّه بعد التقاطها ببرهةٍ رفض أكلها وقال: “عودي إلى البحر فأنتِ حرّةٌ طليقةٌ وحرامٌ عليّ أكلكِ” ومنذ ذلك الحين وهي مشهورةٌ بهذا الاسم في سوريا وبلاد الشّام.
تعيش هذه الأسماك مدة سنتين ويبلغ طولها الوسطيّ 20 سم، وقد يصل إلى 40 سم، بوزنٍ أقصاه 1 كغ. وتمتلك زوجًا من الأذرع الشوكيّة أسفل ذقنها وزعنفتان ظهريّتان منفصلتان مع وجود علامة داكنة على الزّعنفة الأولى. بالإضافة إلى ذيلٍ شائك وخطوطٍ حمراء وبنيّة على طول الجّسم. وهي من النّوع الاجتماعي إذ تعيش على شكل مجموعاتٍ صغيرة تصل إلى 50 فردًا. ولذلك تُصطاد بالشّباك وأحيانًا باستخدام الصنّارة.
تأتي أهمّيّة هذا النّوع الغذائيّة من كونه مليئًا بمختلف العناصر الهامّة كالبروتين والفيتامينات والكالسيوم والفوسفور وغيرها.
سمك البوقة من أنواع السمك في سوريا
يُعرف أيضًا باسم سمك “الغبصّ”. ويعود سبب تسميتها إلى عينيها الكبيرتين مقارنةً بحجمها الصّغير إذ يتراوح طولها عادةً ما بين 15 و20 سم، وقد يصل بعضها إلى 36 سم. ولها شكلٌ أسطوانيّ وجانبَين محدَّدين بـ 3 إلى 5 خطوط ذهبيّة اللون وبقعة سوداء في نهاية زعنفة الصّدر. كما يوجد على صدرها ما بين 13 و15 شوكة. وتعتبر من الأسماك وحيدة الجنس، أي أنّها تغيّر جنسها بحسب الظّروف لتتأقلم معها.
يبدأ موسم صيدها في شهر شباط ويستمرّ حتّى منتصف شهر تمّوز. وتصطاد عادةً باليد باستخدام صنّارةٍ صغيرة من نوع 8 أوسكار (وهو معيارٌ عالميّ لتحديد طول الصنّارة) وخيطٌ ضعيف القوّة. ولكنّ الأمر لا يتمّ بتلك السهولة؛ فهي تمتاز بحساسيّتها العالية وصِغر حجم فمها. ولذلك يجب التحلّي بالصّبر عند سحب الخيط من البحر أثناء عملية الصّيد.
وهو من أنواع السّمك الجّيّد في سوريا. إذ يحتوي على كمّيّات عالية من الأوميغا 3 مما يقلّل من خطر الإصابة ببعض أنواع السّرطان وتحسّن من مرونة الأوعية الدمويّة.
تجدر الإشارة إلى أنّه (بالتّأكيد) لا تتحدّد أنواع السّمك في سوريا بما تمّ ذكره فقط، بل توجد العديد من الأصناف الأخرى التي لا يمكن عدّها على أصابع اليدين مثل سمك البلطيّ والسّمنيس والبلميدا والسّلّور والخنزير وغيرها الكثير. إلّا أنّنا اخترنا لكم فئةً من أفضل الأنواع في البلاد لكي نجيب على بعض التّساؤلات التي قد تخطر على بال أيّ فردٍ سواءٌ كان من محبّي السّمك، أو كان باحثًا عن المعلومات لزيادة مخزونه الثّقافي.