يوصي خبراء التّغذية بتناول السمك مرّتين في الأسبوع على الأقل، ولكن يلاحظ ضعف الإقبال على أنواع السمك في الأردن مقارنةً مع أنواع اللحوم الأخرى المتوفّرة في الأسواق. على الرغم من أنها مصدرٌ غنيٌّ بالبروتينات، ولا تحتوي على نسبة عالية من الدّهون المشبعة الّتي توجد في كافة منتجات اللحوم الأخرى. لذلك سنتحدث في مقالنا هذا عن الثروة السمكيّة وأفضل أنواع السمك في الأردن.
من أين يحصل الأردن على الأسماك؟
تعتبر الأردن من البلدان الّتي لا تمتلك سواحلًا كبيرة، حيث يقتصر وجود السّاحل فيها على منطقة خليج العقبة الواقعة على ساحل البحر الأحمر. بالإضافة إلى شواطئ البحر الميّت الّذي ينعدم فيه أيّ شكل من أشكال الحياة البحريّة بسبب مياهه شّديدة الملوحة.
يربي المجتمع المحلّي في الأردن الأسماك في البرك المائيّة والأحواض المائيّة النّاتجة عن مياه الريّ الزّراعيّة في غور الأردن. حيث قدّر عددها بحوالي 15000 بركة مائيّة. حيث يتمّ استغلال هذه البرك في مجال تربية الأسماك لتحسين المستوى المعيشي للعاملين في هذا المجال. وقد أطلقت وزارة الزّراعة الأردنيّة عام 2013 مشروعًا لاستغلال مياه البرك الزّراعيّة في تربية الأسماك. من أجل الاستفادة منها اقتصاديًّا وبيئيًا. بحيث تعود هذه البرك بعائد مادّي جيّد على العاملين فيها، علاوةً على ذلك المساهمة بإنتاج أفضل أنواع السمك في الأردن من أجل طرحها في السّوق، والاستفادة منها في المجال الاقتصادي.
وأما بالنّسبة لخليج العقبة، فيعتبر رافدًا مهمًا للسّوق الأردني بالأسماك. حيث يحتوي هذا الخليج على أكثر من 500 نوع من الأسماك، من أصل 1400 نوع تعيش في البحر الأحمر. وتنتمي هذه الأسماك إلى 13 عائلة من الأسماك الغضروفيّة و78 عائلة من الأسماك العظميّة. ويعيش أكثر من 85% من هذه الأسماك في المياه العميقة. و15% منها يعيش في المياه المفتوحة. ويعتبر خليج العقبة أساسيًّا لتوفير أفضل أنواع السّمك في الأردن. وتجدر الإشارة إلى على الرغم من ذلك فإن الأردن تستورد الأسماك بمختلف أنواعها من البلدان المجاورة.
أفضل أنواع السمك في الأردن
ينتج الأردن نوعين من السمك المحلّي وهما السمك البحري وسمك المياه العذبة الّذي يُربى في مزارع تربية السمك وفي البرك والأحواض المائيّة.
السمك البحري في الأردن
يقدّر عدد أنواع السمك المنتجة حوالي 17 نوعًا. ويشكّل سمك التّونا وسمك الفرس النسبة الأعلى في هذا المجال، بما يصل نسبته إلى 45% من التّونا و19% من سمك الفرس. ويعتبر سمك التّونا من أفضل أنواع السمك في الأردن ومن الأنواع المرغوبة في السّوق المحلّي. بينما يأتي سمك السّردين في المرتبة الثّالثة، بما يقارب نسبته 18% من إجمالي الانتاج.
ومن الأنواع الأخرى في الأردن نذكر سمك العمياء والفريدين والسّيوف وسمك الدنيس والسّلطان ابراهيم والقريدس. ويفضِّل أهالي العقبة تناول الأسماك والمأكولات البحريّة من الهامور والدنيس والسّلطان ابراهيم والفتلة والحريدي والفرس على مائدة الطعام.
حيث تعدّ الأسماك بأنواعها هي الوجبة الأساسية الّتي يفضلها أهالي العقبة على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم. وتعيش أغلب هذه الأسماك في منطقة الحيد المرجاني، بينما يعيش بعضها بين أفرع المرجان. علاوة على ذلك تمتاز الأسماك المرجانيّة خاصّة عائلتي الفرّاش، والأسماك الملائكيّة بألوانها الزّاهية والخلاّبة وطبيعة أجسامها المضغوطة من الجانبين، والّتي تسمح لها بالتّنقل والتحرّك بسهولة في الحيد المرجاني.
سمك المياه العذبة في الأردن
انحصرت الأسماك الّتي تُربى في مزارع تربية الأسماك بعدّة أنواع فقط وهي الكارب والمشط والبلطي، حيث توضع في المياه العذبة داخل المزارع والأحواض وبرك الريّ.
يتميز طعم سمك البلطي بطبيعته وخفته إلى حدّ ما. كما له شكل مختلف عن باقي أنواع السمك، حيث يمتلك جسمًا مستطيل الشّكل. بالإضافة إلى ذلك يمتلك عدّة قشور ملوّنة مع زعانف وأنف مزدوج على جانبي جسمه. ويعتبر من أفضل أنواع السمك في الأردن. حيث أنّه مصدر جيد ولذيذ للبروتين وهو أحد أهم لبنات بناء الخلية وكذلك العضلات.
علاوة على ذلك فمزارع الأسماك المحليّة تنتج ما يقارب من 570 طنًّا سنويًّا توزّع في أغلب الأحيان حيّةً على المطاعم والمحال. وهما نوعان الكارب والمشط. أمّا البلطي فالمستورد منه أكثر طلباً في السّوق، وذلك نظرًا لسعره الرّخيص مقارنةً بالمنتج محليّاً.
إضاءة على قطاع إنتاج الأسماك في الأردن
يعتمد عدد كبير من مزارعي الأغوار على البرك والأحواض المائيّة النّاتجة عن مياه الريّ في مجال تربية الأسماك. ويقّدر عدد هذه البرك في وادي الأردن بحوالي 1500 بركة أو أكثر بقليل. ويحاول العاملين في هذا المجال الارتقاء بمستوى وضعهم المعيشي. كما يطالب العاملون في مجال تربيّة الأسماك بدعم عملهم، بعبارة أخرى توفير أعلاف السّمك ومستلزمات العمل بأسعار تناسب ظروفهم المعيشيّة.
وذلك تشجيعًا لهم للاستمرار في مجال تربيّة الأسماك وتحقيق فائدة لهم وللحكومة الأردنيّة. من ناحية أخرى يعمل وجود السمك في هذه البرك على تنظيف مياه الريّ من الأعشاب والطّحالب وباقي أنواع الأعشاب. علاوةً على ذلك تقدّر مديريّة الزّراعة في منطقة الأغوار الجنوبيّة إنتاجيّة كل بركة بنحو 500 كغ من السّمك شهرياً.
وبالانتقال إلى ساحل العقبة، فالوضع مشابه لمنطقة الأغوار. حيث تعمل العديد من الأسر في صيد الأسماك. من أجل تحسين أوضاعهم المعيشيّة. ويباع السّمك في ثلاث مناطق منتشرة بالعقبة أهمّها يوجد على الشّاطئ عند عودة الصّيادين من رحلة الصّيد، بالإضافة إلى ذلك يوجد سوقين آخرين في وسط المدينة. حيث يفضّل أهالي العقبة شراء السّمك مباشرةً من الصّيادين، بسبب سعره المنخفض مقارنةً بالسّوق. ولضمان استخراجه طازجًا من البحر.
بالرّغم من افتقار الأردن للموارد المائيّة مقارنةً ببعض دول الجوار وافتقاره للشّواطئ الكثيرة. إلاّ أنّ الأردن يعمل بجدّ ويقوم بتنفيذ كثير من المشاريع والإجراءات الهادفة للحصول على أفضل أنواع السمك في الأردن، وذلك بغية سدّ حاجة السّوق. وإنتاج أفضل أنواع السمك الطّازج والمفيد من الناحية الصحيّة والغذائيّة.