كثيرًا ما ينصح الأطبّاء بضرورة تناول الأسماك كلّ أسبوع لاحتوائها كمياتٍ كبيرة من البروتين، وأحماض أوميغا 3 التي لا يستطيع الجسم إنتاجها لوحده. لكنّها بالتأكيد -على اختلاف أنواعها- ليست بنفس مستوى الفائدة أي أنّه توجد أنواع من السمك أفضل من غيرها. من ناحية أخرى بعضها الآخر غير صالح للأكل حتى. ولذلك السّؤال الذي قد يخطر على البال هو ما هي أفضل هذه الأنواع، وبما تمتاز؟ هذا ما سنتكلّم عنه في المقال التّالي.
سمك السلمون الألاسكي من أفضل أنواع السمك
نبدأ بأفضل أنواع السمك وهو سمك السّلمون الألاسكيّ الغنيّ جدًّا بأحماض أوميغا 3 الدّهنيّة، وجميع أنواع الفيتامين B، ويعتبر مصدرًا هامًا للبوتاسيوم والسّيلينيوم والبروتين وغيرها. لكنّه على الجهة الأخرى، يحتوي على كمّيّات عالية من السّعرات الحرارية لذلك يفضّل تناوله باعتدال.
وهو شائعٌ بصنفيه: البرّيّ والمربّى في مزارع مائيّة. ولكن الأخير يحتوي كمّيّات أقل من أوميغا 3 والمعادن والفيتامينات من نظيره الآخر (وهذا يعتمد على نوعيّة وجودة التّغذية التي يتلقّاها). لكن النّوعين يساعدان على تخفيض ضغط الدّم والتّقليل من أخطار أمراض القلب والالتهابات، بالإضافة إلى تعزيز صحّة الجهاز المناعيّ والدّماغ.
وإضافةً إلى ما ذكر، يعتبر خيارًا رائعًا للحمية الغذائيّة. بالتالي وإذا كانت ميزانيّتك تسمح اشترِ النّوع البرّي للحصول على أفضل قيمة غذائيّة ممكنة.
سمك الرّنجة من أكثر أنواع السمك فائدة
الرّنجة هي سمكة بيضاء ذات طعمٍ لذيذ وأسعارٍ معقولة. وتعتبر من الأسماك الزّيتيّة المليئة بالمواد المغذّية. فهي غنيّة جدًا بأحماض أوميغا الدّهنيّة التي تخفّض من مستويات الدّهون الثلاثيّة (وهي 3 أحماض دسمة مرتبطة بالكولّيسترول) ومستويات البروتينات الدّهنيّة منخفضة الكثافة، وترفع من مستويات “الكولّيسترول الجّيّد” (أو البروتينات الدّهنية عالية الكثافة)، والذي يعمل على إزالة الأنواع الأخرى من الكولّيسترول من الدّم.
تحتوي أيضًا على مضادّات الأكسدة التي تعتبر جزءًا هامًّا في عمل جهاز المناعة، وتقلّل الأضرار النّاتجة عن الشّوارد الحرّة لأنسجة الجّسم. بالإضافة إلى أن أسماك الرّنجة توفّر كمّيّات كبيرة من فيتامين D الذي يلعب دورًّا حيويًّا في الجسم. حيث تشير الأبحاث إلى أنّه يقلّل من احتمالات الإصابة بأمراض السّرطان والقلب وأمراض الأوعية الدمويّة.
وبالإضافة إلى ما سبق، تعتبر أسماك الرّنجة من أكثر أنواع السّمك أمانًا لاحتوائها على كمّيّات قليلة من الزّئبق، والذي يعتبر من أنواع المعادن السّامّة. أي أنّه مصدر لمجموعة من الأمراض التي تصيب مختلف أعضاء الجّسم الأساسيّة.
سمك القدّ من أفضل أنواع السمك
هو أيضًا من فئة الأسماك المميّزة وسهلة الاصطياد منذ القدم، ولهذا فقد عانت من الصّيد الجائر، إلّا أنّها الآن محميّة من خلال قوانين الصّيد التي تهدف إلى زيادة أعدادهم مع الحفاظ على مواسم صيد معتدلة.
لها فوائد صحّيّة كثيرة لغناها بالمعادن والدّهون الصّحيّة والفيتامينات خصوصًا فيتامين B12، والذي يعتبر جزءًا هامًّا لعمل الأعصاب. ويساعد تناولها أيضًا في منع الإصابة بفقر الدّم من خلال الإبقاء على الخلايا بحالةٍ جيدة. ويحسّن من مستويات الطّاقة خصوصًا لمن يتّبع حمية غذائيّة مليئة بالنباتات.
كما أنّ لها فوائد صحيّة أخرى كتخفيض نسبة الكولّيسترول، وتنظيم عمل الغدّة الدّرقيّة لاحتوائها على كمّيّات كبيرة من اليود، فهو يساعدها على إفراز الهرمونات المسؤولة عن عمليّات الاستقلاب والإدراك. كما أنّ تناوله بشكلٍ كافي يقي من مشاكل تضخّم الغدّة الدّرقيّة وقصورها ومشاكل العيوب الخلقيّة.
سمك الدولفين الشّائع من أكثر أنواع السمك فائدة
قد يظنّ البعض للوهلة الأولى أنّنا نتكلم عن الدولفين، ولكنّنا في الحقيقة نتحدث عن نوعٍ آخر شبيهٌ به لكنّه صالحٌ للأكل، ويعتبر من أفضل أنواع السّمك.
نميّز هذا النوع عن الدولفين من خلال جسمه الطويل ووجهه القصير. بالإضافة إلى ألوان الأزرق والأخضر والأصفر التي تغطّيه بدءًا من ظهره ونزولًا حتى بطنه ممتدةً على كامل أنحاء جسمه.
لا تحتوي هذه الأسماك على سعراتٍ حراريّة عالية، وفي نفس الوقت مليئة بالفيتامينات والبروتينات والمعادن. وللتوضيح، تحتوي كلّ وجبة على 134 سعرة حراريّة تقريبًا (بحسب طريقة تحضيرها) معظمها يأتي من البروتين. حيث توفّر 6 أونصات من سمك الدولفين الشّائع قرابة 31.5 غرام من البروتين و1.2 غرام من الدّهون. بالإضافة إلى السّيلينيوم الذي يساعد على توازن السّوائل في الجّسم، ومنع الخلايا الضّارّة من الدّخول إليه.
سمك الماكريل من أفضل أنواع السمك
يعرف أيضًا باسم سمك البانغادا، وهو من أكثر أنواع السمك استهلاكًا حول العالم وأكثرها فائدةً، لما يحتويه من موادّ مغذيّة ضروريّة للحفاظ على صحّة الجسم. حيث يحتوي على كمياتٍ عالية جدًّا من فيتامين B12 المسؤول عن حماية الجهازين العصبيّ والمناعيّ. إذ تحتوي الوجبة المطبوخة منه على 279% من متوسط المدخول الغذائيّ الموصى به للفيتامين نفسه. بالإضافة إلى أحماض أوميغا 3 والتي يوفّرها سمك الماكريل بمستويات أكثر من معظم الأنواع الأخرى. حيث توفّر نحو 2670 مغ من أحماض أوميغا لكل 100 غرام من اللّحم.
كما أنّه يحتوي كمّيّات قليلة جدًّا من الزّئبق السّام قادمًا في المرتبة الثانية من ناحية متوسط التلوث بالزّئبق بعد سمك السّردين، بما مقداره 0.05 جزء في المليون، يليه سمك القدّ في المرتبة الثالثة (0.078) وبعده سمك الرّنجة (0.111). كما قد أثبتت الدّراسات أنّ سمك الماكريل يعزّز من الإدراك الحسّي ويفيد في الحماية من أمراض القلب وغيره.
في الختام نذكّر بأن للسمك العديد من الفوائد الأخرى التي لا يمكن ذكرها جميعها في مقالٍ واحد. وفي نفس الوقت ليست جميع الأنواع بذات الجودة. لذلك عند شرائك للسمك في المرّة القادمة، راجع خياراتك واعط القيمة الغذائيّة اهتمامك الأوّل قدر ما استطعت مستفيدًا مما ذكرناه في المقال لكي تحصل على أفضل أنواع السمك فائدةً وطعمًا.