أسباب موت صغار الأغنام . يعتبر فقدان صغار الأغنام في فترة الحمل أو خلال مرحلة مبكرة بعد الولادة مكلفًا جدًا بسبب الاستثمار في إيصال النعجة إلى مرحلة الحمل . هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب فقدان الحملان، ويمكن تقليلها جميعًا من خلال الإدارة الجيدة .
موت صغار الأغنام في الرحم
خلال الأيام التسعة الأولى بعد الإخصاب، من الضروري الحفاظ على برودة النعاج، حيث يمكن أن يتسبب الإجهاد الحراري في موت الأجنة . كما أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي أيضًا إلى إطالة دورة الشبق لمدة يوم أو يومين، مما يؤدي إلى ترطيب سلوك النعاج تجاه الكباش والاستمرار في إستمالتها . من المرجح أن تعاني النعاج البكر من وفيات الأجنة أكثر من النعاج الأكبر سنًا.
دور سوء التغذية في موت صغار الأغنام
في الحقيقة يعتبر سوء التغذية من أبرز الأسباب المشتركة بين كل مربي الأغنام والتي تؤدي الى وفيات كبيرة. فنقص التغذية أو سوء التغذية للنعاج في فترة الحمل خصوصا في الثلث الاخير منه حيث يتكون ثلثي الجنين، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تتسبب في الوفيات عند صغار الأغنام بعد الولادة إن لم يحصل الإجهاض. من أهم مظاهر سوء التغذية نذكر:
1. عوز السيلينيوم وبعض المعادن : سوء التغذية و عدم إضافة المكملات الغذائية (فيتامينات و معادن) للنعاج يمكن أن يؤدي غالبا للوفاة. حيث أن العوز الحاد للفيتامين E والسيلينيوم يؤدي إلى تقلص عضلات الجسم وخصوصًا عضلات القلب مما يسبب وفاة صغير الأغنام.
2. نقص إنتاج الحليب: يعتبر كذلك من أهم أسباب الوفيات عند صغار الأغنام. فنقص التغذية في فترة الحمل يؤدي إلى إنتاج ضعيف للحليب من طرف الأم مما يسبب في تأخر نمو صغير الأغنام في الأيام الأولى. كما أن عدم رضاعة الصغير لما يكفي من اللبن أو الحليب الأول الذي يعطي المناعة للصغير في حياته الأولى ليبقى محميًا من الأمراض الخطيرة. في حالات أخرى لا يتمكن صغار الأغنام حديثي الولادة من الحصول على الحليب بسبب مص الحلمات التالفة. قد يفقد الصغار رغبتهم بالرضاعة بسرعة ( بعد حوالي 6 ساعات من الولادة ) ويموتون بعد ذلك.
الأمراض التي تسبب خسارة صغار الأغنام
- الإسهال: يسبب الإسهال الارتباك لغالب مربي الأغنام نتيجة عدم معرفة طريقة التعامل الصحيحة مع المرض. حيث أنه يشبه في أعراضه مرض التسممات المعوية أو الداخلية. إلا أنّ الإسهال يصيب صغار الأغنام خلال الأيام الأولى من الولادة ويسبب العديد من الوفيات قد تصل في بعض الأحيان الى 80% من الصغار.
- مرض التسممات الداخلية: هي نتيجة طبيعية لعدم التلقيح ضد المرض خلال الثلث الأخير من الحمل. فالتلقيح خلال هذه الفترة يعطي مناعة للصغار خلال الشهر الأول بعد الولادة. غالبًا ما يصيب التسمم صغار الأغنام بعد إدخال الأعلاف إلى نظامها الغذائي .
- التهاب الرئة لدى صغار الأغنام: هو مرض خبيث يصيب صغار الأغنام في الأيام الأولى تتسبب فيه بكتيريا تدعى “بالباستوريلا”. تنتج هذه البكتريا عن عوامل عديدة منها: تجمعات كبيرة للأغنام عند الولادة، سوء التهوية، بالإضافة إلى الروث والإجهاد. غالبًا ما يتسبب في وفيات صغار الأغنام المصابة .
- صعوبة الولادة: غالبًا ما تكون الولادات خلال الليل مما يؤدي إلى صعوبة في مراقبة النعاج. تسبب صعوبة الولادة بعض الخسائر في وسط الصغار عند عسر الولادة. تزداد الحالة السابقة خصوصًا لدى النعاج الصغيرة السن عند ولادتها الأولى.
الظروف البيئية وفقدان صغار الأغنام
يزيد الطقس البارد الرطب من معدل نفوق الصغار بشكلٍ كبير. لذلك من المهم اختيار الوقت المناسب من العام لتربية النعاج وتلقيحها . إن الحفاظ على صحة القطيع ومراقبة ما يأكله والتأكد من وجود مأوى كافٍ في حقل الرعي يعمل على تحسين القطيع و زيادة فرص تكاثره .
مفترسات صغار الأغنام
الحيوانات المفترسة الرئيسية لصغار الأغنام هي الكلاب البرية والثعالب والخنازير الوحشية . غالبًا ما يمثلون 5-10 ٪ من أسباب خسائر الصغار (وفي بعض الحالات أكثر من ذلك بكثير). سيساعد نصب المصايد في الحفاظ على المراعي آمنة .
في النهاية كلما كانت الإدارة جيدة للقطيع زادت فرص نجاته وتكاثره سواء من ناحية ملاحقة الأمراض و إعطاء العلاج المناسب في الوقت المناسب. كما أن مزامنة مواسم الولادة مع موسم الدفء والغذاء ضروري جدًا. حيث أثبتت العديد من الدراسات ارتفاع نسبة بقاء صغير الأغنام ذو الوزن الأكثر على قيد الحياة في الأيام الأولى أعلى بكثير مقارنة بغيره من الصغار ذوي الوزن الأقل.