يعتبر فقر الدم الخيلي EIA من الأمراض المُعدية التي تصيب الخيول والبغال وحتّى الحمير ومسببه الأساسي هو “فيروس قهقري”
تنقله حشرات ماصة للدم مثل ذبابة الخيل والبعوض. ومن المعروف أنّ الموطن الأساسي لهذا الفيروس هو في جنوب أفريقيا، والشرق الأوسط، والأمريكيتين، وروسيا وأجزاء من أوروبا. وليس هناك عمر محدد للإصابة به فقد يصيب الخيول سواء كانت كبيرة في العمر أو صغيرة. ومن الجدير بالذكر أن فقر الدم الخيلي ليس خطيرًا على البشر ومتوارد بين الحيوانات فقط.
أسباب الإصابة بمرض فقر الدم الخيلي
كما ذكرنا سابقًا فإن المسبب الأساسي لهذا المرض هو فيروس أو ذبابة تحتوي على حمض نووي ريبي يدخل مجرى الدم ومن ثمّ ينتقل إلى جميع أنسجة أعضاء الخيل المصاب؛ ويستطيع هذا الفيروس أن يتكاثر في خلايا كل من كريات الدم البيضاء ونخاع العظم ويبقى
الفيروس في ناقل المرض لمدة لا تقل عن 4ساعات. وقد يدخل الفيروس إلى جسم الخيل المُصاب عبر الأغشية المخاطية والجلد وصولًا إلى الجهاز الهضمي، وقد ينتقل الفيروس من الخيل المصاب إلى الخيل السليم بسهولة في حال كان كليهما في منطقةٍ قريبةٍ كما ينتقل بسهولة من الخيل المُصاب إلى الجنين “المهر” عن طريق المشيمة، كما من الممكن أن ينتقل الفيروس إلى الخيل بسبب
المياه الملوثة أو نظرًا لتغذية الخيل على الأعلاف المتلوثة وغير الصحية.
أعراض مرض فقر الدم الخيلي
أما بالنسبة لأعراض المرض الرئيسية التي قد تستمر من ثلاثة إلى خمسة أشهر فهي:
- حمى قد تصيب الخيل المريض بشكلٍ متواصل.
- يعاني الخيل المُصاب من التعب والإرهاق وضعف واضح في البنية.
- قد يرافق التعب مشاكل كبيرة في عمل عضلة القلب تجعله غير قادر على الركض بشكلٍ قويم وسليم.
- تغييرات ملحوظة في تكوين الدم.
- ضيق شديد في التنفس أثناء الجري وتدلي الرأس لفتراتٍ غير طبيعية.
- زيادة في معدل ضربات القلب.
- قد يعاني الخيل المصاب من مغص وإسهال قد يترافق مع دم.
وإذا كان فقر الدم حاد فإنّ هذه الأعراض قد يرافقها ارتفاع سريع وملحوظ في درجات الحرارة قد تصل إلى 40درجة مئوية، وإفراز كبير
للأغشية المخاطية التي قد يرافقها نزيف، وقد يعاني الخيل المصاب في هذه المرحلة من اكتئاب ومزاجية واضحة.
أما إذا كان فقر الدم الخيلي من النوع المزمن فقد يصاب الخيل المريض بما يلي:
- نوبات حمى على مدىً قصير وبشكلٍ أكثر من المرحلتين السابقتين.
- انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الجسم على شكل فترات.
- خفقان متصاحب مع ضيق تنفس شديد.
- رعشة واضحة وجلية في العضلات ونقص كبير في القوة مع وهن شديد.
التشخيص والعلاج لفقر الدم المنجلي للخيول
يتم إجراء التشخص بمرض فقر الدم الخيلي تبعًا للبيانات الخاصة بأمراض الدم والأمراض الوبائية والسريرية، وفي بعض الحالات المستعصية التي لا تتوضح نتائجها أو لا تكون النتائج دقيقة بالطرق السابقة يلجأ البعض إلى الفحص عن طريق العينات البيولوجية. ويجب أن يتضمن الفحص انتباه دقيق إلى أغشية الخيل المصاب المخاطية، ويستند التشخيص بشكلٍ أولي إلى معرفة واكتشاف الخلايا التي تحمل الفيروس ومعرفة درجة فقر الدم التي يًعاني منها الخيل المُصاب.
أما بالنسبة للعلاج فعلى الرغم من تطور العلم والطب بشكلٍ كبيرٍ إلا أنّ مرض فقر الدم الخيلي ما زال من الأمراض المُستعصية التي لم يتم إيجاد علاجٍ لها بعد؛ ولم يُبدي العلاج الكيميائي أي نتيجة ولا حتى اللقاحات الوقائية. والحل الوحيد يكون عن طريق الذبح مع الأسف وذلك درءً لانتقال العدوى إلى الخيول السليمة والمعافاة. وفي حال توفرت الرعاية المُناسبة والتغذية الجيدة للخيل المُصاب فقد يعيش لسنواتٍ عديدٍ ولكن يجب الحرص على عزله عن الحيوانات البقية، فحتى إن لم حالتها متردية فهي ما زالت حاملة للفيروس وقد تنقله للحيوانات السليمة من حولها. وعلى الرغم من عدم توفر أي علاج فهذا الأمر لا يعني أنّه لا نستطيع منعه أو الوقاية منه، ومن أهم طرق الوقاية من فقر الدم الخيلي المعدي:
- مراقبة الخيول بشكلٍ منتظم وبشكلٍ خاص أثناء الجري أو الحركة.
- عرض الخيول بشكلٍ دوريٍ على الطبيب البيطري والرقابة البيطرية المعنية.
- عزل الخيل المشكوك بأمر إصابته وفحص جميع الأفراد الآخرين.
- إجراء مسح مصلي لأي حيوان جديد يدخل الإسطبل وإجراء الحجر الوقائي الصحي لمدة لا تقل عن شهر.