أسباب مرض السالمونيلا عند الخيول وطرق علاجها موضوع أساسي من الضروري الإلمام به لكل مربي الخيول لأنها أحد أمراض الخيول المعدية ليس بين الخيول فحسب بل قد تنتقل للإنسان أيضاً لذلك من المهم معرفة كل ما يتعلق بمرض السالمونيلا.
يعد مرض السالمونيلا من الأمراض الأكثر شيوعاً بين الخيول والذي يسبب الإسهال بصورة رئيسية وقد يسبب الموت وخصوصاً للمهور
الصغيرة والإجهاض للفرس المصابة به لذلك سنتناول الآن أسباب مرض السالمونيلا عند الخيول وطرق علاجها فتابع معنا.
مرض السالمونيلا
هو مرض تسببه بكتيريا السالمونيلا ذات السلالات المتعددة وهذه البكتيريا سريعة الانتشار وتصيب كل الثدييات والطيور والزواحف
وقد تصيب الإنسان أيضاً, فإحتمالية انتشار العدوى من الخيول المصابة إلى الخيول السليمة وإلى مربي الخيول وإلى الحيوانات الأخرى عالية جدا.
لذلك من الضروري إتباع الشخص المسؤول عن رعاية الخيول كل إجراءات النظافة والسلامة حتى لا يساهم في نشر العدوى لبقية
الخيول وحتى لا تنتقل العدوى إليه أيضاً.
وقد يكون الخيل مصاب بالسالمونيلا لكن لا تظهر عليه أي أعراض وهنا قد ينقل المرض إلى خيل سليم.
أسباب مرض السالمونيلا عند الخيول
البكتيريا المسببة للمرض هي بكتيريا السالمونيلا على اختلاف أنواعها وسلالاتها.
سبب إصابة الخيل بمرض السالمونيلا هو دخول هذه البكتيريا إلى الجهاز الهضمي للخيل حيث تدخل البكتيريا المسببة بواسطة الفم
(وهو الحالة الأكثر شيوعاً) أو الأنف أو العين أو الجروح المفتوحة وتخرج من براز الحيوان المصاب.
طرق دخول البكتيريا متنوعة ولا يمكن حصرها, نذكر منها :
تناول الغذاء الملوث الحاوي على بكتيريا السالمونيلا والمياه ومعدات العناية بالخيول قد تحتوي بكتيريا السالمونيلا أيضاً.
انتقال العدوى من الهواء الملوث بالبكتيريا والملامسة بين الخيول السليمة والخيول المريضة تسبب الإصابة بهذا المرض.
أهم الأمور التي تساهم في زيادة احتمالية إصابة الخيل بمرض السالمونيلا
1-الظروف السيئة في الإسطبل وعدم مراعاة شروط صحة الإسطبلات من تباعدات بين الخيول وتهوية جيدة للإسطبل ونظافة
المعدات المستخدمة وتأمين أماكن خاصة ونظيفة للعلف والسقي وغير ذلك.
2-إجهاد الخيل من خلال التدريبات أو الأعمال التي تضعفه بدنياً.
3-استخدام الخيل لبعض الأدوية التي تضعف مناعته.
أعراض الإصابة بمرض السالمونيلا عند الخيول
من أكثر الأعراض شيوعاً هو الإسهال الشديد بشكل رئيسي ويليه الحمى (درجة حرارة فوق ال41 درجة مئوية) وإلتهاب الأمعاء وتعب
الخيل وقلة شهيتها والجفاف الشديد الذي قد يؤدي للموت بالإضافة للإجهاض في حال الفرس الحامل.
الأعراض الأقل شيوعاً وتصيب بشكل أساسي الخيول ذو المناعة الضعيفة حيث يصيب السالمونيلا العقد اللمفاوية في الخيول ثم الكبد
وقد يسبب إلتهاب المفاصل وإلتهاب الدماغ والسحايا وذات الرئة.
كما تختلف شدة الأعراض من خيل لآخر فبعض الخيول قد لا يظهر لديها أي أعرض وبعض الخيول قد يسبب السالمونيلا الموت لها.
تشخيص السالمونيلا عند الخيول
يمكن تشخيص السالمونيلا من الأعراض السريرية التي تظهر على الخيل ومن الملاحظات المتتالية على براز الخيل ومن أجل التأكد
يمكن أخذ عينات من جدار الأمعاء لدى الخيول وإجراء الاختبارات عليها.
من الممكن أن تنبئ بعض التحاليل بمرض السالمونيلا عند الخيل مثل تحليل الدم وتحليل السوائل العصبية.
كل أنواع الاختبارات تحدد فيما إذا كان المرض هو السالمونيلا أو لا, لكن لا يحدد أي سلالة من السالمونيلا هي التي تسببت بمرض
الخيل والسلالات الأشهر التي قد تصيب الخيل هي:
Salmonella arizona, Salmonella angona, Salmonella anatum, Salmonella enteritidis, Salmonella Heidelberg ,Salmonella Newport, Salmonella .typhimurium
طرق علاج السالمونيلا لدى الخيول
من الضروري جداً عزل الخيول المصابة قبل أي شيء ويجب أن يطبق العلاج على الخيول المريضة مباشرة وعدم التأخر في الأجراءات
لأن احتمالية موت الخيل تزداد فيما لو تم تأخير بدء العلاج لبعد ال5 أيام من الإصابة بالسالمونيلا.
ويشمل العلاج مايلي:
1- في حالة الإصابة الشديدة لدى الخيل يتم إعطاء الخيول المضادات الحيوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات والطويلة
المفعول أو المضادات البكتيرية السلفونامايد (sulfonamides)
2- من الضروري إعطاء الخيل أدوية لوقف حالة الإسهال مع الحرص على تعويض السوائل له حتى لا يصاب بجفاف شديد.
3- إعطاء الأدوية الداعمة والمكملات الغذائية للخيول.
4- يمكن إعطاء الخيل بعض المسكنات التي تخفف شدة الآلام مع أدوية تخفيف شدة الأعراض عليه.
يتم تحديد أنواع الأدوية التي يجب التركيز عليها من قبل الطبيب البيطري المختص ويجب الاستمرار في متابعة حالة الخيل وتسجيل
التغيرات على حالته من تحاليل الدم ومن ملاحظات البراز للتأكد من استجابته للعلاج.
السالمونيلا والإجهاض عند الخيول
بعض سلالات السالمونيلا مع شدة الإجهاد يمكن أن يسبب الإجهاض للفرس الحامل.
حيث تصل هذه البكتيريا للفرس من تناول العلف والماء الملوثين وهناك بعض الدراسات التي أشارت أنه من الممكن أن ينتقل إليها البكتيريا في حال تم التزاوج مع خيل مصاب.
ولا يقتصر الأمر على الإجهاض عند الفرس الحامل بل قد تؤدي الإصابة ببكتيريا السالمونيلا إلى وفاة الفرس وذلك بسبب التعب الشديد الذي تتعرض له الفرس خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة.
لكي يتم الوقاية من هذه البكتيريا تعطى الفرس اللقاحات في الشهر الرابع أو الخامس من حملها مع جرعة لقاح ثانية في الشهر التاسع من الحمل الأمر الذي يقلل من خطر الإصابة بالسالمونيلا.
في حال تم الإجهاض من الضروري جداً عزل الفرس المصابة والتخلص من الجنين مع كل مايحيط به ومع كل بقايا الاجهاض بعيداً عن أماكن تواجد الخيول الثانية مع تعقيم المكان بشكل كامل حتى لا تتفشى العدوى بين كل الخيول.
العزل من السالمونيلا عند الخيول
أجراءات العزل ضرورية جداً لتجنب انتشار البكتيريا بين الخيول وتقليل احتمالية العدوى.
يشمل عزل الخيل المصاب من السالمونيلا وضعه في مكان بعيد عن إسطبل باقي الخيل مع مكان تناول علف منعزل ومكان شرب منعزل وتخصيص أدوات عناية خاصة به.
يجب أن يكون المكان الذي يتم فيه عزل الخيل المصاب مهوى بشكل جيد ويجب الاستمرار في تعقيم المكان والأدوات المستخدمة للخيل بشكل دائم.
يجب على المسؤول عن العناية بهذا الخيل ارتداء ملابس واقية عند رعاية الخيل المصاب وتغير هذه الملابس مع الأحذية عند الخروج من مكان العزل.
مدة العزل تختلف تبعاً لاختلاف الحالة الصحية للخيل المصاب وتتراوح ما بين الشهرين حتى الأربعة أشهر, وقد نحتاج لعزل الخيل لأكثر من أربعة أشهر في حال كانت استجابتها للعلاجات المقدمة له بطيئة.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالتنا عن أسباب مرض السالمونيلا عند الخيول وطرق علاجها نتمنى السلامة الدائمة لكم ولخيولكم.