عناصر المزيج التسويقي الحديث

جميعنا لديه هذا المفهوم الخاطئ عن التسويق على أنه مجرد العملية التي تروج من خلالها جهة معينة عن منتجاتها. إلا أنّ التسويق عزيزي القارئ هو عبارة عن علم كغيره من العل,م التي تتطور وتخضع للعديد من التغيرات والمراحل. كما أن عناصره تتغير أيضًا، فعلى سبيل المثال عناصر المزيج التسويقي الحديث. فقد كان المزيج التسويقي يقتصر على أربعة عناصر تُسمى بال 4Ps، أما الآن فهي تعرف بالـ 7Ps.

ولطالما انصبّ اهتمام الشركات على استخدام المزيج التسويقي بعناصر القديمة والحديثة. وذلك نظرًا لمفهومه القائم على دمج سياسات وأساليب مختلفة ومتعددة من التسويق. والهدف الأساسي من استخدامه هو بناء أكبر قاعدة ممكنة من العملاء وجعل المنتج متصدرًا في الأسواق المحلية والعالمية. وإن معرفة عناصر المزيج التسويقي سواءً كانت حديثةً أم قديمةً هو أمر أساسي لنجاح عملية التسويق. كما من المهم معرفة إن كان المستهدف من المزيج هو المنتج أم الشركة المنتجة نفسها. وإن كنت ترغب بالمزيد من التفاصيل عن المزيج تابع معنا التالي.

المزيج التسويقي التقليدي

قبل أن نبدأ بتقديم عناصر المزيج التسويقي الحديثة من الضروري أن جدًا أن نسلط الضوء على المزيج التسويقي التقليدي. وما نقصده بهذا المسمى هو المزيج نفسه الذي تستخدمه الشركات لدراسة وتحليل السوق المحيطة بشكلٍ كافي. كما هو الآلية الهادفة إلى جمع عدة أسليب وعناصر تسويقية مختلفة لجعل المنتج مرغوبًا في الأسواق، وللتعريف بالشركة المنتجة. وما تعنيه كلمة التقليدي هنا أنه مكون من أربعة عناصر فقط وهي المنتج، والسعر، والترويج، والمكان والتي سنتحدث عنها أكثر فيما يلي.

عناصر المزيج التسويقي التقليدي 4Ps

يتكون المزيج التسويقي بطبيعة الأحوال من أربعة عناصر أساسية يرمز لها بالرمز “4Ps” لأنّ جميعها يبدأ بـ P في اللغة الإنجليزية وهي كالتالي:

  • المنتج Product: وفي هذا العنصر تركز الشركة على العوامل المهمة التي ستضمن وجود المنتج لأطول فترة ممكنة في الأسواق. كما تهتم الشركة بجعل الطلب على المنتج يتزايد، ومثل هذه الأمور وأهمها هو الجودة. فنحن كعملاء للعديد من المنتجات أكثر ما يهمنا في المنتج هو جودته العالية، ولا تجذبنا المنتجات ذات الجودة الأقل. والمزيج التسويقي لن يحقق أهدافه في حال كان التسويق للمنتج موجهًا إلى منتج قليل الجودة.
  • السعر Price: وهو القيمة المادية التي ستضعها المؤسسة والتي ستعود عليها بالربح الوفير. وهو من العناصر التي تحتاج دراسةً مكثفةً. كما أنه من أكثر العناصر الحساسة التي تحدد مدى نجاح التسويق وتقبُل المستهلكين للمنتج. إذ ينصب تركيز الشركة هنا على ضمان التوازن الدائم بين سعر مقبول بالنسبة للعملاء وبين سعر يدر عائداتٍ عاليةً. وتجري الشركة بعض الأبحاث والدراسات لتحديد السعر مثل الطلب في الأسواق على المنتج، وتكلفة الإنتاج، وتكلفة النقل والكثير غيرها.
  • الترويج Promotion: وهذا العنصر يتخصص بطرح المنتج في الأسواق والتعريف عنه للعملاء وكسب أكبر عدد ممكن من العملاء. وقد تتعدد الأنشطة والوسائل التي تلجأ لها الشركة هنا، فقد تشمل عملية الترويج الصور، أو الحملات الترويجية المجانية، أو الإعلانات التلفزيونية وحتى الإعلانات الإذاعية.
  • المكان place: إذ يُعتبر وضع المنتج المناسب في المكان المناسب من العناصر المهمة التي تساهم في نجاح المزيج التسويقي. وتحديد السوق المستهدف أيضًا يحتاج إلى دراسة دقيقة لضمان تقبله في تلك السوق. فوجود منتجاتك في أسواقٍ ليس فيها طلب عليه لن يحقق أي أربح، بل سيكلفك العديد من الخسائر.

عناصر المزيج التسويقي الحديث ومراحل تطورها

وتلك كانت العناصر التقليدية للمزيج التسويقي، وهي نفسها من ضمن عناصر المزيج التسويقي الحديث. إلا أن تطور عملية التسويق أدى إلى تطور عناصره أيضًا، فأصبحت الأهمية الكبيرة لوجود الناس أو الأشخاص، والدليل المادي، والعملية، إلى جعلهم من عناصر المزيج التسويقي الحديث وسنتحدث عنها أكثر فيما يلي:

  • الناس People: ويُطلق عليهم أيضًا الأفراد أو الأشخاص، ويشمل هذا العنصر على جميع المشاركين الذين يساهمون في عملية التسويق للمنتج. فهؤلاء الناس، مثل مندوبي المبيعات، يمثلون صلة الوصل بين المنتج والمستهلكين. والتركيز هنا يكون على كفاءة هؤلاء الناس وقدرتهم العالية على إقناع العملاء بجودة المنتج والتسويق له لأكبر عدد من العملاء. وقد أصبح هذا عنصرًا من العناصر الحديثة نظرًا لتأثيره المباشر في نجاح المنتج ونجاح عملية التسويق.
  • الدليل المادي Physical Evidence: وهذا العنصر يشمل الأدوات التي عن طريقها يقدم الأشخاص أو الأفراد المنتج إلى الأسواق أو حتى إلى المستهلك فورًا. وهذه الأدوات هي من الأمور التي تجذب انتباه العملاء، وفي حال أردت ضمان نجاح المزيج التسويقي فعليك التركيز على تطوير هذه الأدوات.
  • العملية Process: وهي عملية التسويق نفسها التي يجريها الأشخاص ويقدمون من خلالها فكرةً عن المنتج أو الشركة نفسها. ويجب هنا تصميم عملية تسويقية متكاملة من حيث التقديم، والتوزيع، وحتى التسعير.

شرح عناصر المزيج التسويقي الحديث لشركة ماكدونالدز

وجميعنا يعلم تصدر شركة ماكدونالدز على غيرها من الشركات وذلك لمراعاتها لعناصر المزيج التسويقي وإعطاء كل عنصر حقه في التطوير والتقديم. وفيما يلي سنقدم العناصر الأساسية التي ركزت عليها شركة ماكدونالدز:

  • اختيار المنتج: إن أول ما يخطر على بال أحدهم عند سماع باسم هذه الشركة هو منتج الهمبرجر وذلك بسبب تركيزها وحرصها على استخدام صورة هذه المنتج في أغلب إعلاناتها. وما زالت تركز على جودة هذا المنتج منذ ظهورها الأول وحتى الآن.
  • اختيار المكان: فقد حرصت شركة ماكدونالدز على توسيع نطاق خدماتها ليشمل أكثر من 100 دولة، ولكنها درست كل مكان بدقة لمعرفة كيفية تقديم منتجاتها. فعلى شبيل المثال هناك أماكن تكون مخصصةً فقط للسيارات، وهناك أماكن مخصصة لتقديم الآيس كريم، وأماكن مخصصة لاصطحاب الأطفال. وقد أعطى هذا التنوع في اختيار المكان إلى إضفاء قوة لوجود ماكدونالدز في الأسواق وإلى نجاح خطة المزيج التسويقي.
  • الترويج المناسب: وتركز شركة ماكدونالدز على استخدام جميع الطرق والوسائل الممكنة للترويج عن منتجاتها مثل الإعلانات التلفزيونية، والحملات الإعلانية في الشوارع، وحتى أدخلت حديثًا السوشيال ميديا. كما اهتمت بجانب العروض لاستقطاب أعداد كبيرة من العملاء، وهناك تركيز حالي على الحفلات الخيرية والأحداث المهمة في المناطق التي تتواجد فيها مطاعمها.
  • اختيار السعر: وتركز شركة ماكدونالدز على عدة إستراتيجيات لتحديد السعر المناسب للعملاء من جهة والذي سيزيد هامش الربح من جهة أخرى. فمثلًا هناك تسعير للوجبات التي تشتمل على مشروباتٍ أيضًا وهو أفضل من شراء المنتجات بشكل منفصل.

وفي الختام نستطيع القول إن التركيز على عناصر المزيج التسويقي الحديث وحتى العناصر التقليدية سيضمن نجاح ليس فقط المنتج بل الشركة نفسها أيضًا.  ومن الأفضل التركيز عليها جميعًا وليس بشكلٍ فردي لأنها مرتبطة ببعضها وإهمال أي عنصر سيؤدي إلى فشل العناصر الأخرى.

Scroll to Top