هل تساءلت يومًا عن طريقة حساب الشموع اليابانية، وما هي هذه الشموع؟ وإلى ماذا ترمز؟ ولماذا أطلق عليها هذا الاسم؟ فستجد ضالتك حيث سنتحدث في هذا المقال عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل. حيث تعتبر هذه الشموع رسومات بيانية بألوان مختلفة تمثل كل منها فترة زمنية محددة يستفاد منها في تحليل أسعار الأوراق المالية، وقد سميت شموعًا يابانيةً كونها تأخذ شكل الشمعة وتعود نشأتها إلى تجار الأرز اليابانيين.
علاوة على ذلك تعتبر الشموع اليابانية أساسًا هامًا في عمليات التحليل الجارية على العملات الأجنبية ومعيارًا مهمًا في اتخاذ القرارات أثناء التداول. لذلك فلنتابع معًا هذا المقال ونتعرف أكثر على هذه الشموع.
ما هي الشموع اليابانية
تعرف الشموع اليابانية بأنها أداة تحليل فنية يستخدمها المتداولون لرسم وتحليل حركة أسعار الأوراق المالية. وقد طور مفهوم الرسم البياني بهذه الشموع من قبل Munehisa Homma وهو تاجر أرز ياباني. حيث أنه وخلال تجارته الدورية اكتشف أن سوق الأرز يتأثر بمشاعر التجار بالإضافة إلى تأثر سعر الأزر بالعرض والطلب أيضًا.
وقد طور Homma الشموع اليابانية لتعرض طبيعة تحركات الأسعار بيانيًا، وذلك باستخدام ألوان مختلفة للإشارة إلى الاختلافات الحاصلة. علاوة على ذلك يمكن للمتداولين استخدام هذه الشموع لتحديد أنماط حركة أسعار الأوراق المالية ومساعدتهم في اتخاذ القرارات بناءً على الاتجاه قصير الأمد لهذه الأسعار.
وباعتبار Homma تاجرًا بارًاع في الأدوات المالية فقد استطاع السيطرة على أسواق الأرز، وأصبح مشهورًا باكتشافه لطريقة رسم هذه الشموع. كما استفاد المحللون اليابانيون مع بداية سوق الأسهم اليابانية من هذه المنهجية ودمجوها في عملية التداول. كما قدم المحلل الأمريكي Steve Nison هذه التقنية إلى الغرب من خلال كتابه الذي يحمل اسم تقنية رسم الشموع اليابانية. حيث يعتبر رسم الشموع اليابانية مؤشرًا فنيًا شائعًا يستخدمه المتداولون لتحليل الأسواق المالية.
آلية عمل الشموع اليابانية
توفر الشموع اليابانية معلومات تفصيلية ودقيقة حول تحركات الأسعار مقارنة بطرق التحليل الأخرى مثل المخططات الشريطية. كما أنها توفر تمثلًا رسوميًا للعرض والطلب المتعلق بحركة السعر خلال فترة زمنية معينة.
علمًا أن كل شمعة تتضمن جزءًا مركزيًا يوضح المسافة بين فتح وإغلاق الأوراق المالية المتداولة. حيث يشار إلى هذه المنطقة باسم الجسم. كما تجدر الإشارة إلى أن المنطقة الواقعة أعلى وأسفل الجسم يطلق عليها اسم ظلال. حيث يعد طول جسم الشمعة والظلال المرافقة له مؤشرات مهمة على حركة السعر. حيث يطلق اسم الظل العلوي على مسافة السعر بين قمة الجسم والارتفاع في فترة التداول. في حين يطلق اسم الظل السفلي على مسافة السعر بين أسفل الجسم والقاع في فترة التداول.
كما ويحدد سعر إغلاق الأوراق المالية المتداولة نوعية الشمعة، وهل هي تصاعدية أم تنازلية؟ حيث أنه عادة ما يكون الجسم الحقيقي أبيض اللون، إذا أغلقت الشمعة بسعر أعلى من سعر الفتح. وفي هذه الحالة يقع سعر الإغلاق في الجزء العلوي من الجسم الحقيقي، في حين يكون سعر الافتتاح في الأسفل.
أما إذا أغلقت الأوراق المالية المتداولة بسعر أقل، مما افتتحت عليه فعادة ما يكون الجسم ممتلئًا باللون الأسود، ويقع عندها سعر الإغلاق في الجزء السفلي من الجسم، في حين أن سعر الافتتاح يكون في الأعلى.
مع ضرورة الإشارة إلى أنه في الشمعات اليابانية الحديثة، فقد حلت الألوان محل اللونين الأبيض والأسود، حيث اعتمدت ألوان مثل الأحمر والأخضر والأزرق. كما يمكن للتجار الاختيار من بين هذه الألوان عند استخدام منصات التداول الإلكترونية.
الشموع اليابانية والرسوم البيانية الشريطية
توفر الشموع اليابانية والرسوم البيانية الشريطية معلومات متشابهة للمتداولين إلا أن التنسيقات ستكون مختلفة في كل حالة. حيث تعتبر الشموع اليابانية أكثر وضوحًا، كما أنها تقدم للمتداولين صورة بيانية دقيقة لحركة السعر. علاوة على ذلك فهي تعرض بشكل بياني العرض والطلب الذي يساهم في حركة السعر خلال فترة زمنية معينة.
أنواع الشموع اليابانية
تشكل الشموع اليابانية أنماطًا متنوعة يستخدمها المتداولون لتحليل حركة السعر. وسنستعرض في هذه الفقرة عددًا من الأنماط المتنوعة، منها:
- Doji حيث تظهر عندما تكون أسعار الافتتاح والإغلاق متماثلة أو قريبة من بعضها البعض، وفي هذه الحالة من الممكن أن يكون للظلال أطوال مختلفة.
- Gravestone Doji يأخذ هذا النمط شكل شاهدة القبر، ومن هنا حصل على تسميته، ويظهر هذا النمط عندما يحدث الافتتاح والإغلاق في أدنى فترة.
- Dragonfly Doji يتشكل هذا النمط عندما تكون أسعار الافتتاح والإغلاق للأوراق المالية في أعلى فترة. حيث يتضمن هذا النمط ظلًا سفليًا طويلًا جدًا، ويشير إلى انعكاس تصاعدي.
- Bearish Engulfing Pattern يظهر هذا النمط بجسم كبير ويتكون عندما يكون سعر الإغلاق أقل من سعر الافتتاح، ويشير عند ظهوره إلى انعكاس تنازلي.
- Bullish Engulfing Pattern يتشكل هذا النمط في نهاية الانعكاس الهبوطي، ويتألف من شمعة صغيرة مترافق مع شمعة كبيرة.
- Hammer يتألف هذا النمط من ذيل طويل يترافق بنهايته السفلية وظل علوي صغير جدًا، ويدل عادة على انعكاس السوق سواء تصاعدي أو تنازلي.
طريقة حساب الشموع اليابانية
يقصد بحساب الشموع تحديد مراكز إقفال الشمعة، وهنا يجب الانتباه ومقارنة مكان إغلاق الشمعة مع الأماكن الآتية:
- مكان الإغلاق موجود في الجزء العلوي، وهنا يكون سعر الإغلاق أعلى من سعر الافتتاح. بالإضافة إلى أنه يقع في منطقة الظل العلوي، مما يعطي مؤشرات على تحقيق المشتري لأرباح جيدة.
- موقع الإغلاق موجود في الجزء السفلي، وهنا يكون سعر الإغلاق أخفض من سعر الافتتاح، بالإضافة إلى أنه يقع في منطقة الظل السفلي، مما يعطي مؤشرات على تحقيق البائع لأرباح جيدة.
- مكان الإغلاق موجود في الجسم أو المنطقة الوسطية. وهنا يكون سعر الإغلاق قريب من سعر الافتتاح، وبالتالي يكون كل من البائع والمشتري قد حقق أرباح مقبولة.
مؤشرات هامة في قراءة الشموع اليابانية
سنذكر في هذه الفقرة عدة ملاحظات تساعدك في اتخاذ قرارك أثناء استخدام الشموع اليابانية، ومنها:
- تعطي الشموع الخضراء والتي لا تمتلك ظلال منخفضة مؤشرات إلى اتجاه صعود قوي في الأرباح. أما بالنسبة للشموع ذات الأجسام الصغيرة والمحاطة بظلال كبيرة علوية وسفلية. فهي تشير إلى تغيرات في الاتجاه، مما يدفع الكثير من المستثمرين إلى المخاطرة سواء باتخاذ قرار البيع أو الشراء.
- تشير الشموع الحمراء إلى اتجاه متناقص، أما إذا كانت تمتلك ظلال عالية، فهي تشير إلى هبوط قوي جدًا.
ختامًا نرجو أن يكون مقال طريقة حساب الشموع اليابانية قد قدم لكم المعلومات بشكل بسيط، وذلك من خلال توضيح معنى الشموع وكيفية التعامل معها في مجال التجارة.