حقوق التأليف والنشر عواقب انتهاك حقوق النشر

يتساءل الناس حول العالم، عن مفهوم حقوق التأليف والنشر وما هي عواقب انتهاك حقوق النشر. حيث تطور مفهوم حقوق التأليف والنشر، من مفهوم فكري وثقافي إلى مفهوم اقتصادي. له تأثير كبير على الصناعات الحديثة وفي جميع اختصاصاتها. وتجاوز نطاق العمل الفني والأدبي، ليشمل جميع أشكال العمل الإبداعي. كما عانى أصحاب الفكير الابداعي والموروث الثقافي، من انتهاك حقوقهم، وسرقة أعمالهم، في جميع المراحل التاريخة. كما ازداد الأمر سوءًا إبان الثورة الرقمية. مما دفع بالعديد من دول العالم. إلى الاجتهاد في سن القوانين، والبحث عن الطُرق والأساليب المناسبة لحل مشكلة انتهاك حقوق النشر، وها نحن ذا في مقالنا اليوم. نحدثكم عن معنى حقوق التأليف والنشر وما هي عواقب انتهاك حقوق النشر. ونضع بين أيديكم شرحًا مفصلاً حول تطور هذا المفهوم وأهم القوانين والأصول الناظمة له.

حقوق التأليف والنشر عواقب انتهاك حقوق النشر

إن حق التأليف والنشر، هو الحق القانوني لمالك الملكية الفكرية أو الفنية، والتي تمنح مالكها الحق الحصري في نسخ عمل إبداعي لفرة محدودة. وبمعنى آخر أن حق النسخ، أو النشر. هو حق حصري للمؤلف. وهذا يعني أن المُنتِج الأصلي للعمل أو الشخص المُفوض من قبله، هم من يملكون الحق الحصري لتوزيع أو إعادة إنتاج العمل. حيث يمنع قانون حقوق النشر والطبع، أي شخص من تطوير العمل أو إعادة نشره. باستثناء المالك الأصلي له، أو من يفوضه رسميًا. بالإضافة إلى أن لهذا الحق فترة زمنية محدودة. وهي 50 – 100 عام بعد وفاة صاحب الحق في أغلب البلدان.

ظهر مفهوم حقوق التأليف والنشر في بريطانيا. حيث جاء ردًا على طباعة الكتب والمنشورات الغير أخلاقية. وبناءً عليه فقد أقر البرلمان الإنكليزي، قانون ترخيص الصحافة في العام 1662. والذي نصَّ على أن تكون جميع المنشورات مسجلة في شركة ستايشنرز. والمعتمدة من قبل الحكومة البريطانية. وهو ما منح الشركة الحق في تنظيم المواد ونشرها وطباعتها. ثم جاء قانون في العام 1710 في بريطانيا أيضًا واستكتلندا، والذي يُعتبر أول تشريع لحماية حقوق النشر والتأليف. لكنه لم يشمل حماية حقوق المؤلفين. واستمر هذا الوضع حتى العام 1814. حيث طُوّر قانون حقوق التأليف والنشر. وحقق المزيد من الحقوق للمؤلفين. ولكن ذلك لم يكن كافيًا. حيث لجأ المتهربون من القانون الإنكليزي إلى الولايات المتحدة لإعادة الطباعة ومن ثم النشر. حتى جاءت اتفاقية برن الدولية لحقوق التأليف والنشر في العام 1886. والتي نصت على حماية حقوق التأليف والنشر. وضَمنت حقوق المؤلفين في الدول التي وقعت الاتفاقية.

حقوق التأليف والنشر

ما هي عواقب انتهاك حقوق النشر

تعني انتهاك حقوق النشر. الاستعمال غير المرخص للمواد المحمية. بموجب قانون حقوق النسخ. بشكل يعارض أحد حقوق المؤلف الخاصة.

عند انتهاك حقوق النشر من قبل أحد الأشخاص أو الشركات. يمكن للمتضرر رفع دعوى قضائية في المحاكم المختصة بهذا الشأن. وفيما يلي بعض حالات انتهاك حقوق النشر.

  • تغيير العمل، أو إعادة إنتاجه، أو توزيعه أو نشره، أو فونوجرامه، أو أصالة عبر أجهزة تمكن نقل الإشارة والأصوات والصور. وذلك دون الحصول على إذن خطي من أصحاب الحقوق.
  • تسمية العمل باسم شخص تعود ملكيته لشخص آخر.
  • تسويق الأعمال الأصلية أو المعدلة أو المعاد إنتاجها. وعرضها للبيع أو الاحتفاظ بها. لأغراض غير شخصية وبشكل غير قانوني.
  • الكشف عن مضمون عمل لم يعلن عنه بعد. دون الرجوع إلى صاحب الحق.
  • الاقتباس من عمل دون الإشارة إلى مصدر الاقتباس.
  • اعتماد عمل ما كمصدر أو تقديمه بشكل مضلل وخاطئ.
  • إعادة إنتاج عمل ما أو فونوغرامه أو أدائه أو توزيعه أو نشره تحت اسم شخص شهير آخر.
  • تكييف العمل وتحويله إلى أشكال أُخرى.
  • الترجمة والنقل إلى لغات أُخرى دون إذن مسبق.

 عواقب انتهاك حقوق النشر

أهم الأعمال المحمية بحقوق التأليف والنشر

في بداية ظهور حقوق التأليف والنشر. كان الأمر معنيًا فقط بحماية الأعمال الفكرية والأدبية. وبمعنى أدق حقوق الكتّاب. ولكنه توسع الآن ليشمل مجالات أكثر وأكبر. حيث أصبح يشمل حقوق النسخ في الأعمال السينمائية، والدرامية والموسيقية والفنون الجميلة، بالإضافة إلى الجوانب الفنية والجمالية من الهندسة المعمارية. كما يشمل تصميم الأزياء وبرامج الحاسوب. لا تشمل حقوق التأليف والنشر حماية الأفكار ولكنها تحمي إنتاج المؤلف عن الأفكار. ولتسهيل الأمر مثلا، لو وضعَ شخص ما نظرية كيمائية. وألف كتابًا بهذا الخصوص، فإن الكتاب يُعتبر خاضعاً لحقوق النسخ. بينما النظرية لا تخضع لتلك الحقوق. بالإضافة إلى أن الحقوق لا تحمي المواد العلمية أو الأعمال العملية بل تقتصر الحماية على الجانب الجمالي والفني.

 عواقب انتهاك حقوق النشر

ما هو سبب ظهور حقوق التأليف والنشر

تسمح قوانين حقوق التأليف والنشر. للمساهمات التي تقدمها الأنشطة البشرية الإبداعية. كالإنتاج الفني والأدبي. بالحصول على أفضلية استثمارية. وبالتالي تحفيز المزيد من هذه المساهمات. حيث تعتبر المنطمات الاجتماعية والنماذج الاقتصادية والمجالات الثقافية المتنوعة، السبب الرئيس وراء ظهور حقوق التأليف والنشر. وقد اعتبرت أوروبا في القرون الوسطى أن الأعمال الأدبية والثقافية والفكرية موروثاً اجتماعيًا وإنتاجا جماعيًا، بدلاً من كونها إنتاج فردي، يخلص إلى ملكية فردية. وعند ظهور قوانين حقوق التأليف والنشر بالإضافة إلى براءة الاختراع. أصبح لدى الإنتاج الفكري والفني. منتج فردي وله حقوق مادية ومعنوية. وتطورت نظريات علم الاقتصاد لتشمل الأدب الثقافي والفني.وكان هذا من نتاج النظام الرأسمالي وسلعنته للعديد من جوانب الحياة الاجتماعية والفكرية.

حقوق التأليف والنشر

قانون حقوق النشر

جاء في المادة رقم 27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أعلنه المجلس العام للأمم المتحدة في العام 1948 ما يلي:

  • لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية. وفي الاستمتاع بالفنون والإسهام في التقدم العلمي وفي الفوائد الناجمة عنه.
  • لكل شخص الحق في حماية المصالح المعنوية والمادية، المترتبة على أي إنتاج فني أو علمي أو أدبي من صنعه.

أهم معاهدات حقوق التأليف والنشر الدولية

  • اتفاقية برن
  • اتفَاقية بوينس آيرس
  • اتفاقية روما
  • معاهدة الإيبو
  • مُعاهدة حقوق الطبع والنشر

اتفاقية برن

أنشأت اتفاقية برن في العام 1886. ولأول مرة الاعتراف بحقوق التأليف والنشر بين الدول ذات السيادة. بدلاً من الاكتفاء الثنائي. ونصت الاتفاقية علىأنه لا يلزم تأكيد حقوق التألف والنشر للأعمال الإبداعية أو الإعلان عنها. باعتبارها سارية تلقائيًا عند الإنشاء. كما لا يحتاج المؤلف إلى التسجيل أو التقدم بطلب. للحصول على حق المؤلف في البلدان المنضمة إلى الاتفاقية. وبمجرد إصلاح العمل، أي كتابته أو تسجيله على وسيط مادي، يحق لمؤلفه تلقائيًا التمتع بجميع حقوق النشر والطباعة في العمل أو الأعمال المشتقة منه. بالإضافة إلى التأكيد على المساواة بين المؤلفين الأجانب والمحليين، في أي دولة موقعة على الاتفاقية.

اتفَاقية بوينس آيرس

وقعت هذه الاتفاقية الولايات المتحدة الأمريكية، مع دول أمريكا اللاتينية في عام 1910. ونصت على إصدار إشعار بحقوق العمل. (مثال: جميع الحقوق محفوظة). كما سمحت للدول الموقعة بالحد من مدة حقوق النشر، إلى مدة أقل وقابلة للتجديد.

الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف

تمت هذه الاتفاقية عام 1952 حيث كانت أقل تطلبًا من اتفاقية برن. بالإضافة إلى مصادقة الاتحاد السوفيتي، والدول النامية على هذه الاتفاقية.

اتفاقية روما

حيث وقعت المكاتب الدولية المتحدة، لحماية الملكية الفردية. في العام 1961. هذه الاتفاقية، لحماية فناني الأداء ومنتجي التسجيلات الصوتية وهيئات البث.

معاهدة الإيبو

وهي اتفاقية وقعتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 1996. بشأن الأداء والتسجيلات الصوتية.

معاهدة حقوق الطبع والنشر

عام 2002 والتي صادقت عليها تقريبا جميع البلدان. وللاطلاع على سياسات حقوق النشر في غوغل انظر هنا.

وفي ختام مقالنا لهذا اليوم. وبعد أن تحدثنا عن حقوق التأليف والنشر عواقب انتهاك حقوق النشر. نذكر أنه لحماية نفسك كشركة ثقافية تجارية. من انتهاك حقوق النشر. لا بد من وجود محامي تجاري خبير بالقضايا ذات الصلة. بالإضافة إلى تجنب استخدام صورة شخص آخر أو صورة تشبهها جداً. دون الحصول على إذن منه. يتضمن ذلك الصور الموجودة على الإنترنت. فإن هذا يعرضك للمسائلة القانونية.

Scroll to Top