تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي

تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي كبير وسيء. باعتباره السبب الرئيسي لانهيار العديد من الأعمال والشركات وفقدان الكثير من العمال وأصحاب المهن لمصدر أموالهم. كما أسفرت أزمة فيروس كورونا إلى تقليل ساعات العمل في بعض البلدان. مما أدى إلى عدم ارتكاز الاقتصاد العالمي والإسهام في هشاشة وتراجع نموه. ونتيجةً لانتشار هذا الفيروس بشكل كبير اضطرت العديد من الدول إلى إجراء حجر تام ومنع المواطنين من الخروج إلا لأسباب قاهرة، وبالتالي توقف القطاعات الاقتصادية في هذه الدول.

فقُدّرت خسائر الدخل التي حلت بالعالم في عام 2025 بنسبة 4,4% من النّاتج المحليّ حسب منظمة العمل الدوليّة. مما خلّف آثارًا سلبية وضررًا كبيرًا على معيشة وحياة بلدان كاملة كانت ناجحة ومزدهرة اقتصاديًا. بالإضافة إلى أن النقص في تأمين الإمدادات والطلب المتزايد على بعض السلع أدى إلى عدم المساواة في الإنتاج والطلب، مما زاد من الخلل في الاقتصاد العالمي. هذا فضلًا عن زيادة الطلب على المواد والمنتجات الطبية، مما أدى إلى الارتفاع الملحوظ والكبير في أسعارها والإحالة دون سبات ومعاناة هذا الاقتصاد. فما تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي؟ وما هو هذا الفيروس؟

معلومات عن فيروس كورونا

فيروس كورونا أو كما يسمى COVID-19. والذي يصنف من الأمراض المعدية والمميتة في بعض الحالات. سُجَّلت أول إصابة في 20 كانون الأول عام 2019 في مدينة بكين في الصين. وتظهر الدراسات أن هذا الفيروس ينتقل بسرعة في الأماكن المزدحمة والمغلقة من الطرق التنفسية للمصاب خلال السعال والعطاس والتنفس إلى الطرق التنفسية للشخص السليم إذا كان قريبًا منه أو أثناء ملامسة سطح ملوث بهذا الفيروس، ثم ملامسة الفم أو الأنف أو العين. بالإضافة إلى التأثيرات المختلفة بين الأشخاص المصابين، فإن كل شخص مصاب أو حامل لفيروس COVID-19 يصاب بأعراض مختلفة تبعًا لتأهب الجهاز المناعي وقوته.

ومن أكثر الأعراض الواضحة والشائعة لحامل COVID-19 هي السعال والحمى والإرهاق، وأيضًا فقدان حاستي الشم والتذوق. وقد تبدو الأعراض الخطيرة كالتالي صعوبة في التنفس والشعور بالألم في الصدر وعدم القدرة على الكلام أو الحركة، بالإضافة إلى الإسهال والتهاب ملتحمة العين والصداع. وتبعًا للأعراض الخطيرة يجب أخذ الرعاية الطبية الفورية والمتابعة في العلاج الدقيق للإحالة دون الوصول للمراحل الأخيرة من هذا المرض. وأيضًا إن كنت تعاني من أعراض خفيفة يجب مراجعة الطبيب والبقاء في المنزل للمعالجة. مع العلم تظهر الأعراض في اليوم الخامس أو السادس من الإصابة وقد تصل حتى 14 يومًا للظهور.

ولضمان تقليل نسبة انتشار هذا المرض بين الناس يجب ارتداء الكمامة والابتعاد عن الازدحام والأماكن المغلقة، وأيضًا النظافة وغسل اليدين باستمرار أو التعقيم والبقاء في المنزل وعدم الخروج منه إلا في الحالات الضرورية.

تأثير فيروس كورونا على الأسواق المالية

بسبب التغيرات الكبيرة في اقتصاد البلدان والارتباك الاقتصادي الناجم عن COVID-19 تأثرت الأسواق المالية وتأذت بشكل واضح وخصوصًا في أسواق السلع والأسهم. مما أدى للانخفاض الجلي في الأسواق والأعمال والاقتصاد مع عدم تحديد مدة زمنية واضحة لزوال هذا التأثير، فقد يبقى هذا الفيروس لسنوات. كما أن الارتفاع في أعداد المصابين بفيروس كورونا وازدياد الوفيات الناجمة عنه اضطرت الدول إلى إجراء حجر جزئي أو تام. مما ساهم في انحدار الأسواق المالية وأيضًا توقف الاستثمار الأجنبي للدول والسفر والسياحة، وانخفاض الإنتاج بشكل شبه تام، مع الازدياد في عمليات الشراء. فنتج عن ذلك عدم القدرة على الموازنة في الأسواق والصعوبة في ضبط الأسعار والاحتكار. مما أدى إلى انهيار الأسواق المالية.

تأثير فيروس كورونا على طرق النقل

لم يقتصر تأثير فيروس كورونا على الأسواق المالية والأعمال بل امتد تأثيره إلى طرق النقل البري والجوي والبحري مما شمل جوانب الاقتصاد كلها. فقد تسبب هذا الفيروس في اضطراب طرق النقل الجوي وانخفاضها بنسبة كبيرة. كما تم وضع قيود لقطاع الطيران وتسيير الرحلات الجوية بشروط محددة واضطرارية، بالإضافة إلى انخفاض أعداد المسافرين بشكل كبير.

أما من الناحية النقل البحري فقد ازدادت نسبة الإصابات بفيروس كورونا من العمال حتى وصل الأمر إلى حجر سفن كاملة بركابها وطاقمها. مما زاد الهلع والخوف حول الطرق البحرية ونتج عن ذلك هبوطًا سريعًا في الربح الناجم عن السفر ضمن البحر، مع انقطاع المواد المصدرة والمستوردة خلاله. مع العلم قد وصل الانخفاض في أسعار الأسهم للخطوط البحرية إلى 70-80%.

وأخيرًا من ناحية النقل البري فقد توقف النقل بين المدن والدول بشكل شبه تام ولاسيما في الدول التي انتشر فيها الفيروس بشكل كبير. كما يعتبر خط النقل البري داخل الدولة أحد الأساسيات في اقتصادها وإدرار الربح فيها. ومع توقف هذه الطريقة عانت الكثير من المناطق من انقطاع التصدير والمنتجات الرئيسية. وعند الجمع بين هذه الأسباب والنتائج نلاحظ كمية التأثير السلبي والخسارة الواضحة في نمو الاقتصاد العالمي.

الأثر الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا لبعض الدول

نسبةً للزيادة الملحوظة في أعداد المصابين بفيروس كورونا والانهيار الواضح في الاقتصاد العالمي المرتبط به، سنوضح لكم هذا التأثير على بعض الدول، فيما يلي:

جمهورية الصين الشعبية

كما هو معروف وشائع عن جمهورية الصين الشعبية أن اقتصادها مزدهر بشكل دائم، بسبب إعطاء أولوية واهتمام كبير للأعمال والمشاريع والتعليم. ولكن أثناء ظهور فيروس كورونا وانتشاره بشكل واسع في الصين انخفضت نسبة الأرباح من القطاعات المختلفة. فقد انحدرت نسبة السفر في القطار إلى 73%، كما أغلقت المطاعم والشركات والمصانع الكبيرة، بالإضافة إلى المسارح، هذا فضلًا عن إلغاء العروض الشعبية التي كانت من الأوائل في إدرار الربح ونمو الاقتصاد في الصين. ونسبةً للانتشار الملحوظ لفيروس كورونا تم تطبيق الحجر. وبالتالي ازدياد الأضرار والخسائر على الصعيد المحلي والدولي والذي نتج عنه الانخفاض في النمو الاقتصادي.

المملكة العربية السعودية

لاقت منطقة الشرق الأوسط انتشارًا واضحًا لفيروس كورونا. وأكثر الدول التي تضررت جراء هذا الفيروس هي المملكة العربية السعودية. فقد عملت المملكة السعودية للحد من انتشار فيروس كورونا إلى إيقاف السفر لمكة المكرمة والمدينة المنورة والذي كان السبب الرئيسي لنجاح اقتصاد المملكة. وأيضًا أعلنت المملكة السعودية عن العجز في ميزانية الدولة لأن الاعتماد الثاني لاقتصاد المملكة يستند إلى مخزون النفط والذي هبط سعره جراء انخفاض الأداء للاقتصاد العالمي. ونتيجةً لذلك لاقت المملكة العربية السعودية تهديدًا واضحًا لسقوط اقتصادها وانهياره بشكل تام في ظل هذه الجائحة.

الولايات المتحدة الأمريكية

أدى الانخفاض والركود في اقتصاد جمهورية الصين الشعبية إلى التأثير السلبي على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية. لأن معظم أصحاب الشركات ورجال الأعمال أصيبوا بالفيروس من خلال الاختلاط مع المصابين في اجتماعات العمل مع رجال أعمال صينيين. كما أن الداعم الرئيسي لقطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية هي المصانع الموجودة في الصين. وهذا ما نتج عنه الازدياد في الأسعار والاضطراب في عمليات الشراء والإنتاج داخل الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى انخفاض أسعار الأسهم الأمريكية بشكل كبير وإيقاف الرحلات الجوية والسياحة وإغلاق المطاعم والجامعات. وهذا ما نجم عنه انحدار الاقتصاد في هذه الدولة والتراجع في نموه.

وفي النهاية يجب القول إن الالتزام بأخذ الاحتياطات المناسبة سيساعد كثيرًا على عودة صحة المجتمعات ونشاطات الاقتصاد. وبالتالي ازدهار الاقتصاد لهذه الدول وعيشها براحة. لذلك نتمنى أن تكون مقالتنا تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي ساهمت في إرشادكم إلى ما كنتم تحتاجون إليه.

Scroll to Top