إن نقرت على هذا العنوان فلا بدّ أنّك قد تكون مستثمرًا أو تفكّر في الاستثمار. ومن المؤكّد أنك قد تساءلت كيف أكون مستثمرًا ناجحًا؟ وكيف أتجنّب أهم المخاطر في مجال الاستثمار بأقل الخسائر؟ لكن عزيزي لتعي كيف تتجنّب هذه المخاطر يجب أن تدركها. ولعلّ فهم هذه المخاطر هو مفتاح نجاح استثمارك. بدايةً يجب أن نُشير إلى مخاطر الاستثمار على أنّها إمكانيّة الخسارة في قرار الاستثمار، وأيضًا احتمال حدوث مسألة غير مرغوب بها. بالإضافة إلى ذلك، تتباين درجة المخاطر باختلاف ظرف الاستثمار ونوعه. كما يتعرّض المستثمرون لأنواعٍ مختلفةٍ منها ما يمكن توقّعها، وكثيرًا منها من غير الممكن توقّعه.
أمّا بالنسبة لمسبّبات مخاطر الاستثمار فهناك العديد من العوامل المسببة لها، أكثرها انتشارًا هو التذبذب. حيث قد تتذبذب أسعار الاستثمارات من المستوى الأعلى إلى الأدنى من دون تحذير سابق. ومعنى ذلك أنّ السعر قد يهوي إلى ما دون السعر الذي سدّده المشتري. وممّا ينمّي تأزّم مشكلة التذبذب أنّه لا يمكن التنبّؤ بها، ولا بالتأثيرات التي من الممكن أن تُحدثها على الاستثمارات. وفي هذا المقال سنذكر لك أهم أنواع مخاطر الاستثمار، ونخبرك كيف يمكنك تجنّبها. ما عليك سوى متابعة القراءة وتطبيق الإستراتيجيّات التي سنذكرها لك.
أهم المخاطر في مجال الاستثمار التي يجب تجنبها
في حال كنت من المهتمّين في مجال العمل بالاستثمار وميادينه المتنوّعة، فلا بدّ لك من أن تكون على دراية كاملة بأهم مخاطر الاستثمار التي يجنب تجنّبها. علاوة على ضرورة إلمامك بالمزايا والفوائد للاستثمار. والأهم من ذلك كلّه يجب عليك أن تكون عارفًا بأهمّ مقوّمات الاستثمار. وفيما يلي سنتحدّث بشكل مفصل عن كل الجوانب المتعلّقة في مجال مخاطر الاستثمار الواجب تجنّبها.
مخاطر العمل ضمن الاستثمار
قد تكون هذه المخاطر هي أشهر مخاطر الاستثمار، وأكثرها إثارةً للخوف. تُعرّف على أنّها خطر حدوث شيء ما مع الشركة، ممّا يؤدّي لفقدان الاستثمار لقيمته. علاوة على ذلك، من الممكن أن تتضمّن هذه المخاطر تقرير أرباح ليس كالمتوقّع، أو تغييرات في القيادة، أو مخالفات داخل الشركة. ونظرًا للمخاطر المحتملة الكثيرة التي تأتي مع حيازة الأسهم في الشركة، فالتنبّؤ بهذه المخاطر يكاد يكون مستحيلًا.
أمّا للحماية من هذه المخاطر فإنّ الخيار الأمثل لذلك هو التنويع الهادف للاستثمارات في مختلف القطّاعات، والشركات.
مخاطر الشركة أثناء الاستثمار
من المحتمل أن تكون المخاطر الخاصّة بالشركة هي التهديد الأكثر رواجًا للمستثمرين الذين يشترون الأسهم الفرديّة. حيث أنّه من الممكن خسارة المال في حال امتلاك أسهم في شركة تخفق في تحقيق أرباح كافية. وفي بعض الحالات، يمكن للشركة الإبلاغ عن أعداد مبيعات وأرباح كبيرة. لكن نموّها أو توقّعاتها ليست جيّدةً بما يكفي للاستجابة لتوقّعات المستثمرين البالغة التفاؤل. ومن الممكن أن تنهار الشركات تمامًا، ممّا قد يؤدّي إلى خسارة تامّة لأي رأس مال مستثمر.
وإنّ تنويع المحفظة هو الطريقة الوحيدة للتخلّص بشكل فعّال من مخاطر الشركة.
مخاطر السيولة ضمن الاستثمار
تتمثّل هذه المخاطر في عدم إمكانيّة بيع استثمارك بسعر منصف، والحصول على أموالك عندما تبتغي ذلك. حيث أنّه لبيع الاستثمار، ربما تحتاج إلى قبول سعر أقل. على سبيل المثال يمكن لبعض الأصول أن تكون سهلة البيع، بينما الاستثمارات في بعض الأصول كالعقارات يستعسر بيعها في وقت قليل.
أمّا من أجل التخفيف من مخاطر السيولة يجب على المستثمرين التحقّق من أنّ محفظتهم متوازنة بشكل جيّد حيث يصبح من الممكن بيع استثماراتهم بدون مواجهة أي صعوبات. وأيضًا من المهم الاحتفاظ بمخازن نقديّة كافية لسد حالات الطوارئ.
مخاطر التضخم خلال الاستثمار
عندما تكون قيمة استثماراتك غير مواكبة للتضخّم، بالتالي سيصبح هناك خطر خسارة بسبب انخفاض القوّة الشرائيّة. بمعنى آخر، من أهم مخلّفات التضخّم تآكل القوّة الشرائيّة للنقود بمرور الوقت.
من ناحية أخرى، توفّر الأسهم حمايةً لا بأس بها من مخاطر التضخّم. وذلك لأنّ غالبيّة الشركات تستطيع رفع الأسعار التي تفرضها على عملائها. لذلك ينبغي أن تزداد أسعار الأسهم تماشيًا مع التضخّم. كما يوفّر العقار أيضًا بعض الحماية لأنّ صاحبه يمكنه رفع الإيجار مع الوقت.
أنواع أهم مخاطر الاستثمار الرئيسية
بعدما تعرّفنا على أهم المخاطر في مجال الاستثمار لا بدّ أن نذكر لك أنّ جميع مخاطر الاستثمار السابقة وغيرها أيضًا من الأنواع الأخرى تنطوي تحت نوعين رئيسيّين هما:
- مخاطر منتظمة: هي تلك المخاطر الناجمة عن عوامل تؤثر في السوق بشكل عام وتؤدّي إلى عدم التحقّق من عائد الاستثمار. علاوة على ذلك من غير الممكن السيطرة عليها. كما تصدر عن متغيّرات لها صفة العموميّة، مثل الظروف السياسيّة أو الاقتصاديّة، لذلك من الصعب التخلّص من هذه المخاطر.
- مخاطر غير منتظمة: هي المخاطر الخاصّة التي تقابل شركة محدّدة بسبب خصائص وظروف تلك الشركة. فالشركات التي تتّصف بدرجة كبيرة من المخاطر غير المنتظمة هي تلك المنتجة لسلع استهلاكيّة غير معمّرة مثل شركات المشروبات الغازيّة، وشركات السجائر، وما شابهها. حيث أنّ مبيعاتها لا تعتمد على درجة النشاط الاقتصادي أو على حالة السوق بدرجة كبيرة. علاوة على ذلك، المخاطر غير المنتظمة يمكن السيطرة عليها ومعالجتها عن طريق تنويع المحفظة الاستثماريّة.
كيفية إدارة أهم المخاطر في مجال الاستثمار
ليس بإمكان أي مستثمر الهرب من مخاطر الاستثمار، لكنه يستطيع توجيه تفكيره في فهم إستراتيجيات هامّة تمكّنه من تخفيف آثار هذه المخاطر مهما كان حجمها، وربّما تحقيق عوائد أكثر ثباتًا بمرور الوقت. وهذه الإستراتيجيات كالتالي:
- تخصيص الأصول: يشير تخصيص الأصول إلى الطريقة التي توازن بها الاستثمارات في محفظتك، وذلك لمحاولة تحقيق هدف معين. بالإضافة إلى أنّه قد يكون العامل الأكثر أهميّةً في نجاح محفظتك. علاوة على ذلك، إنّ الهدف من تخصيص الأصول هو استثمار أصول مخاطرها عالية تعود بعوائد مرتفعة، وأصول مخاطرها منخفضة تحافظ على أمان المحفظة الاستثماريّة في حال حقّقت الأصول ذات المخاطر المرتفعة عوائد دون المرتقب منها.
- تنويع المحفظة: هو عمليّة اختيار مجموعة منوّعة من الاستثمارات داخل كل فئة من الأصول للمساندة في تقليل مخاطر الاستثمار. وقد يساعد التنويع عبر فئات الأصول أيضًا في تخفيض تأثير تذبذبات السوق الرئيسيّة على محفظتك.
- متوسط تكلفة الدولار: هو إستراتيجيّة استثمار منضبطة تساعد في التخفيف من آثار تقلّبات السوق في محفظتك. حيث أنّه باستخدام هذا النهج، يمكنك تطبيق مبلغ معيّن بالدولار لشراء الأسهم والسندات. ونتيجةً لذلك تشتري المزيد من الأسهم حينما تكون الأسعار منخفضةً، وعدد أسهم أقل عندما تكون الأسعار مرتفعةً. ولأنّ هذه الإستراتيجيّة منهجيّة، فهي تساعدك على الابتعاد عن اتّخاذ قرارات استثماريّة عاطفيّة.
في الختام، نتمنّى أن نكون قد قدّمنا مقالًا مفيدًا يشمل كل ما تريد معرفته عن أهم مخاطر الاستثمار، وكيفيّة تجنّبها. فعلى الرغم من المخاطر الكامنة في السوق، إلّا أنّه لا يزال جزءًا مهمًا من أفضل الخطط الماليّة. وإنّ الحصول على فرص استثماريّة ناجحة غير ممكن من دون فهم جميع ما ذكرناه لكم.