أهمية قضاء الديون

قضاء الديون؛ في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة قد يلجأ الإنسان إلى الدين لقضاء حاجاته. ولكن لا بد أن يعود لتسديد دينه. وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا التالي.

قضاء الديون

قضاء الديون؛ كثير منا يتعرض لضائقة مادية، ونضطر إلى الاقتراض لتجاوز المحنة، بدون أن نعرض ذاتنا للذل، أو الشعور بالإهانة، أو هدر الكرامة. ويجب على الغني أن يساعد الفقير، ويفك له كربه، ويحل له الأزمة، وذلك يعمل على تقوية العلاقات بينهم. ويعتقد بعض الناس أن الإقراض وفك الأزمة لا يعتبر عمل خير به ثواباً. لأنه يرد مثلما ذهب، لكن الأمر مختلف تماماً. لأن فضل الإقراض وفك الكرب عظيم جداً عند الله، و نوضحه فيما يلي.

أهمية قضاء الديون

تعتبر قضاء الديون من الأمور الهامة جدا بين الناس، ولها ثواب وأجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة مرة”، وقال أيضاً “إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة”، وتذكر بعض العلماء أن القرض أهم من الصدقة. حيث تعطى الصدقة للمحتاج وغير المحتاج، إنما القرض وسداد الدين لا يطلبه غير المحتاج له فقط.

شروط الاقتراض لقضاء الديون

جاء في قضاء الديون أن الاستدانة التي تخلو من المحظورات الشرعية والربا، مشروعة وجائزة بين الناس. لكن هناك شرطين شرعيتها، و مخالفة أي شرط من هذين الضابطين، يجعل الاستدانة تأخذ مجرى محظور شرعي، ويصل للتحريم، والشرطين كالتالي:

  • أن يكون هناك شيئاً هاماً يحتم على الشخص الاقتراض، وألا يكون غرضه هو التوسع الترفيه.
  • أن يغلب الظن من خلال قدرته على الوفاء.

الاقتراض وقضاء الديون

يجب على كل شخص أن يرد دينه في أسرع وقت، ولا يؤخره لوقت طويل. وان يحترم الوقت المتاح من أجل قضاء الديون. فمن منا يضمن عمره، لأن الشخص إذا توفي وهو مديون لا يسامحه الله حتى يقضى هذا الدين، أو يسامحه صاحبه. حتى الشهيد يغفر الله له ذنبه إلا الدين لا يسامحه فيه، ويقف الله بجانب المديون حتى يرد دينه. طالما مأخوذ بشكل جائز شرعي، وطالما أراد المديون أن يعمل ليرد دينه، ساعده الله وأعانه على ذلك، أما إذا أراد المماطلة وإتلاف حق غيره، فيعاقبه الله على ذلك، وعندما يلقى ربه، يلقاه كالسارق.

كما جاء في أهمية قضاء الديون أنه يجب على كل مسلم أن يعرف أن أموال وأملاك الآخرين ليست مباحة المرتع. الذي يتصرف فيه حينما أراد وكيفما يشاء، لكنها محفوظة مصونة ولا يجوز الاستحواذ عليها بالباطل. فكيف تهنأ الناس المديونة والمتناسبة لهذا الدين، كيف تهنأ بطعامها، وشرابها، ونومها، فكيف تتعايش بالشكل الطبيعي وذمته مشغولة بدين أخيه، فكيف يسمح الشخص لنفسه أن يأكل مال غيره، أو يماطل فيه. والمقرض قام بعمل حسن، فيجب أن يرد عليه بكل تصرف طيب وحسن أيضاً، فيقول الله تعالى “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.

ويجب على الدائن أن ينظر المديون. لأن ذلك يعتبر من الآداب العامة، حيث قال الله تعالى “وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خيراً لكم إن كنتم تعلمون”. أي ينبغي أن نعطي للمديون مهلة حتى تتيسر الأمور عليه، فلا يجوز مطالبته برد الدين وهو مازال متعسراً.

خطورة الديون على الأفراد والمجتمع

حذر الإسلام من الديون، ودعا إلى الابتعاد عنها إذا تمكن الشخص من ذلك، وذلك لما ينتج عنها من فساد كبير على الفرد والمجتمع. بالنسبة للفرد يعتبر الدين غماً وهماً.فيمكن أن يكذب المدين على الدائن ليعذره، وذلك يشكل ذنباً كبيراً عليه. ويمكن أن يوعد بموعد لقضاء الدين فيخلف عنه. ويمكن ألا يستطع رد الدين حتى الموت، ويظل في رقبته حتى يدفع عنه، أما بالنسبة للمجتمع. فيؤدي الديون إلى التوزيع الغير عادل للثروة، وعدم الاعتماد على النفس والاتكالية.

في النهاية وضحنا أهمية قضاء الديون ، ومفهوم الديون، وتحدثنا عن شروط الاقتراض، وخطورة الديون على الفرد والمجتمع، ونتمنى أن ينال المقال على اعجابكم.

Scroll to Top