أفضل المشاريع الصغيرة الناجحة في تونس، هذا ما يبحث عنه أغلب الشّباب التونسيّ. وذلك بسبب ارتفاع نسبة البطالة في بلده، والتي تشمل مختلف الفئات العمريّة. بالإضافة إلى ذلك، عجز الدّولة عن تلبية كل مطالبهم بسبب تراجع نموّها الاقتصاديّ، وعجزها التّجاريّ. نتيجة لذلك، لجأ أغلب الشباب إلى التّفكير في البدء بمشروع صغير، ومربح يغدق عليهم دخلًا ثابتًا، يجابهون به صعوبات الحياة، ويكون نواة لمشاريعهم الاستثماريّة في المستقبل. إلّا أن العائق الذي يواجه أغلبهم بعد رأس المال هو صعوبة إيجاد فكرة ناجحة. لذلك سنحاول في مقالنا هذا تسليط الضوء على بعض من أفكار المشاريع الصغيرة الناجحة في تونس، والتي يمكن للشباب إقامتها دون الحاجة إلى رأس مال كبير.
مشروع إنشاء مطعم في تونس
مطاعم الوجبات السّريعة من المشاريع التّجاريّة مكفولة النّجاح في أيّ دولة في العالم. حيث يأتي إليها المستهلكون من كافّة الفئات للحصول على الطّعام خلال فترة وجودهم خارج المنازل طوال اليوم، وعند العمل. لكن من ناحية أخرى، إنشاء هذا المشروع يحتاج إلى عدد من المتطلّبات والشّروط اللّازمة لتجهيز المحل. وأهمّ تلك الشروط هي:
- اختيار المكان المناسب والملائم لجذب العديد من الزبائن. أيّ انتقاء الموقعّ في مكان نشط، وحيويّ يكتظّ بالكثير من النّاس. على سبيل المثال: بالقرب من مول تجاريّ، أو مدينة جامعيّة، أو حديقة عامّة، أو إنشائه على شارع رئيسيّ.
- اختيار الفئة المستهدفة من الزبائن. على سبيل المثال: تحديد فيما إذا كان مطعمك يقصد العائلات، أو الطّلبة الجامعيّين، أو رجال الأعمال. ومن الجدير بالذكر، أنّه بدون تحديد الشريحة المستهدفة سيتّصف مشروعك بالعشوائيّة، ولن يحقق النجاح المطلوب.
- تحديد نوعيّة الطعام التي ستقدّمها للعملاء. مثال على ذلك: أطباق ووجبات محليّة، أو غربيّة، أو شرقيّة.
- توفير أهمّ الأساسيّات المتعلّقة بأدوات المطبخ. على سبيل المثال: ثلّاجات ذات جودة عالية لحفظ الطّعام بشكل صحيّ، ومواقد طهي الطّعام، وأفران المخبوزات.
- شراء العديد من الطّاولات كبيرة الحجم لتقطيع الخضروات، واللّحوم، وتحضير مختلف أنواع الأطعمة. بالإضافة إلى ذلك، الحرص على كونها ذات مواد عالية الجودة، مثل الستانلس المقاوم للصدأ.
- توظيف عدد جيّد من العمّال. ومن الجدير بالذكر، أنّ أعدادهم تختلف من مطعم إلى آخر بحسب مساحة المطعم. مثال على ذلك: اثنين من الطّهاة لتحضير الوجبات، وخباز لتحضير المخبوزات، وعامل لنظافة المكان، وموظف للحسابات.
- ابتكار ديكور للمطعم يعبر عمّا يقدمه من طعام. على سبيل المثال: إذا كنت تقدم طعامًا إيطاليًّا، فاجعل من يدخل إليه يشعر فعلًا أنّه في إيطاليا.
- الاهتمام بعمل حملات إعلانيّة على الإنترنت، وخاصًّة مواقع التّواصل الاجتماعيّ. مثال على ذلك، فيس بوك، تويتر، غوغل بلس، لينكد إن، وغيرها من المواقع التي بإمكانها المساهمة في انتشار صيت المطعم الخاصّ بك.
مشروع السمسرة والعقارات في تونس
ومع البحث عن أفضل المشاريع الصغيرة الناجحة في تونس لا يمكن أنّ ننسى العمل في المجال العقاريّ والسّمسرة، وبيع وشراء، وتأجير الأملاك والأراضي. حيث يعتبر هذا المشروع واحدًا من المشاريع الخدميّة التي توفّر معدلات أرباح عالية جدًّا على الرغم من أنّها لا تتطلّب أيّ رأس مال على الإطلاق. وهناك بعض الأشياء الواجب تعلمها حتى تصبح سمسارًا ناجحًا وهي:
- البدء بدورات في أنظمة الحاسوب التكنولوجيّة الحديثة. مثال على ذلك: برامج تحليل البيانات، وأنظمة المعلومات الجغرافيّة، وبرامج جدول البيانات.
- كسب الخبرة من السمسرة المثقّفين والذين لديهم سنوات كثيرة من الخبرة، والقابلية للتعلّم والعمل لأوقات طويلة. حتّى تمتلك القدرة على إقناع الزبائن، والتّحاور معهم بأسلوب لبق وجذاب.
- التواجد بين العملاء في أيّ وقت. وبإمكانك تأمين مكان محدّد لمقابلة العملاء فيه للتفاوض.
- محاولة تطوير شخصيّتك، لأن مجال سمسرة العقارات يحتاج إلى شخص قويّ الشخصيّة، ومعتمد على نفسه دون الحاجة للآخرين، ولا يخشى الفشل والخوض في المخاطر.
- إنّ وضع سوق العقارات متبدّل باستمرار، فأحيانًا يكون في حالة ارتفاع، وأحيانًا في حالة انخفاض. لذلك يجب أن يكون الشّخص الذي يريد العمل بالسمسرة جاهزًا لمثل هذه الأمور، وقادرًا على السّيطرة عليها.
- الاطّلاع على كلّ العروض المتواجدة بالسّوق، وكافّة الخيارات، وإعداد جميع الردود الملائمة لها مسبقًا. بالإضافة إلى ذلك، تشجيع الزبائن على قبول العروض الموجودة، وتحليل العروض المطروحة بالسّوق، والاستعلام عنها، ودراستها.
- الحضور للعملاء في أيّ وقت، وفي أيّ مكان أثناء عمليّة الطّلب. ومن الجدير بالذكر، أنّ العملاء يتجاهلون السمسرة الذين لا يلتزمون بمواعيدهم، ولا يثمّنون الوقت.
- تلقيّ المعلومات بشكل جيّد من صاحب العقار، وتسجيلها في دفتر خاصّ بالعمل للرّد على جميع الأسئلة التي قد تصدر من العملاء، ولإعلامهم كل ما يخصّ العقار بشكل صحيح.
مشروع حياكة الملابس النسائية في تونس
يعدّ مشروع حياكة الملابس النسائيّة من أفضل المشاريع الصغيرة الناجحة في تونس. مع العلم ويقوم هذا المشروع على شراء ماكينة خياطة، ومن ثم البدء في صنع الفساتين، والملابس النسائيّة، وعرضها للبيع بمختلف الطّرق مقابل نسبة من الأرباح. بالإضافة إلى ذلك، يتميّز مشروع حياكة الملابس النسائيّة بإمكانيّة إعداده من قبل الرّجال، أو النّساء طالما أنّ صاحب المشروع يمتلك الموهبة، والمهارة، والقدرة على تصميم وخياطة الملابس. ولنجاح هذا المشروع يتعيّن عليك اتّباع الإرشادات التّالية:
- ضرورة تعلّم الخياطة وإتقانها. وكنصيحة منّا لك، ألّا تبدأ بالمشروع إلّا بعد بلوغك مرحلة الاحتراف.
- مشاهدة العديد من الفيديوهات التّدريبيّة، والتّعليميّة، والتّدرب مرات عدّة قبل التّعامل مع الزّبائن.
- اختيار مكان ملائم بالبيت، وصنع مكتب صغير مع طاولة وكرسيّ، ووضع الأدوات به بشكل مرتب.
- مراعاة الإضاءة الجيّدة، والديكور المميّز الذي يجذب نظر الزبون ويشعره بالرّاحة أثناء تواجده بالمكان. بالإضافة إلى ذلك، وضع صور لموديلات أنيقة، وملفتة كخلفيّة على الجدار.
- معرفة سلبيّات وإيجابيّات المشروع، ونسبة الرّبح والخسارة. وذلك عبر طرق عديدة. على سبيل المثال: تحديد نسبة الإنتاج اليوميّة، والمقارنة بين تكاليف الصّناعة وتكاليف البيع لمعرفة الرّبح.
- اختيار الأقمشة بشكل جيّد، حيث بإمكانك التّعامل مع موّرد أقمشة موثوق بعد تحديدك لكميّة الإنتاج المطلوبة، أو الاعتماد على الزبون نفسه، وبالتّالي يمكنك حسابه على جهدك فقط. ومن الجدير بالذكر، أنّ هذه النّقطة تعتبر من أساسيّات العمل، وسر من أسرار جذب الزبون.
- الاشتراك في عدّة صفحات خاصّة بالتّسويق، أو إنشاء صفحة خاصّة بك على إحدى مواقع التّواصل الاجتماعيّ، ودعوة أصدقائك عليها. بالإضافة إلى ذلك، تصوير المنتج بشكل ملفت، وإضاءة جيّدة، مع وضع بعض الإكسسوارات عليه.
مشروع صناعة حلويات منزلية في تونس
وهو مشروع مربح جدًّا، وملائم لربات المنزل، حيث بإمكانهم استغلال المطبخ المنزليّ في صنع الحلوياّت والفطائر وتسويقها من خلال صفحات التّواصل الاجتماعيّ، أو بيعها للمحلّات المختصّة في بيع الحلويّات في تونس. بالإضافة إلى ذلك، لا يحتاج هذا المشروع إلى تكلفة كبيرة، حيث تقتصر تكاليفه على شراء المواد الخام فقط. لذلك يعتبر أحد أفضل المشاريع الصغيرة الناجحة في تونس.
وإليك أهمّ الإرشادات الواجب اتّباعها في هذا المشروع، وهي كالتّالي:
- ينبغي أن يكون لديك فرنًا كهربائيًّا، بالإضافة إلى العديد من الصّواني. حيث بإمكانك شراء عشرين صينيّة فقط.
- شراء طاولات لوضع الصّواني عليها. بالإضافة إلى ذلك، شراء آلة للعجن، واختيار نوع جيّد منها.
- شراء خفّاقة يدويّة، ومضرب كهربائيّ، وتشكيلة من القوالب، وعلب بمقاسات مختلفة.
- توفير آلة للتغليف، بإمكانك شراء اثنين فقط كحدّ أدنى.
- إذا كنت تمتلك إمكانّيات جيّدة، تستطيع شراء عربيّة متنقّلة صغيرة، لنقل الحلوى من مكان إلى مكان.
- وضع نسبة ربح على المواد التي اشتريتها. وذلك عن طريق حساب المواد الخام التي ابتعتها، ومن ثم إضافة نسبة الرّبح عليها.
- الدّخول إلى الصّفحات الرّئيسيّة لكبرى محلات الحلوى عبر الإنترنت، والتّعرف على الأسعار التي يبيعون المنتجات بها. ومن الجدير بالذكر، أنّه بإمكانك البيع بنفس الأسعار، أو بالأسعار أقلّ حتّى تزيد مبيعاتك.
- التّواصل مع أصحاب السوبر ماركت في المنطقة التي تسكن بها، ومحاولة توزيع الحلوى عليهم لبيعها.
- صنع دعاية ورقيّة لمشروعك، متضمّنة رقم الهاتف، حتّى يتواصل معك الزبائن، ويطلبون منتجاتك. بالإضافة إلى ذلك، بإمكانك التّعامل مع عدد من المطاعم التي تقدّم الحلوى، وبيع منتجاتك لهم.
في الختام يمكن القول إنّ المشاريع الصّغيرة تتميّز بأنّ أغلبها مشاريعًا يدويّة تعتمد على البراعة الشّخصيّة لصاحب المشروع. بالإضافة إلى أنّها لا تحتاج إلى عدد كبير من العمّال، ولا تحتاج إلى تكلفة عالية لتشغيلها.